قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو لن تؤيد خطة لإرسال قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة الي سوريا ما لم يتم وقف العنف من جانب القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. أضاف لافروف أن موسكو تدرس الاقتراح الخاص بارسال قوة حفظ سلام مشتركة من الجامعة العربية والاممالمتحدة الي سوريا والذي أعلن يوم الاحد خلال اجتماع الجامعة العربية في القاهرة واضاف ان بلاده تحتاج المزيد من التفاصيل. لكن تصريحاته تشير الي ان روسيا التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" في مجلس الامن الدولي ستستخدم الاقتراح لتأكيد موقفها بأن المعارضة المسلحة في سوريا تشكل عقبة أمام السلام مثل قوات الرئيس بشار الاسد. قال لافروف في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان في موسكو ان بعثات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ¢تتطلب اولا وجود سلام لكي تعمل علي حفظه¢. أضاف لافروف ¢بمعني آخر من الضروري الاتفاق علي شيء مثل وقف اطلاق النار لكن المأساة ان الجماعات المسلحة التي تواجه قوات النظام لا تتبع أحدا ولا تخضع للسيطرة.¢ استخدمت روسيا والصين في الرابع من فبراير حق النقض لمنع صدور قرار لمجلس الامن يدعم دعوة الجامعة العربية الاسد الي التنحي مما أثار انتقادات قوية من الدول الغربية والعربية التي ايدت مشروع القرار. قال لافروف الذي اجتمع مع الاسد في دمشق بعد ثلاثة ايام من الفيتو انه ابلغ الرئيس السوري بضرورة وقف العنف الذي تقول الاممالمتحدة انه اسفر عن مقتل اكثر من 5000 شخص منذ بداية الحملة ضد المحتجين قبل نحو عام. لكنه شدد علي ان هذا ¢ينطبق ايضا علي الجماعات المسلحة المعارضة للنظام والتي تستخدم بنادق حديثة وقذائف مورتر وقاذفات قنابل وتنشر الموت ايضا.¢ أضاف ¢وقف العنف يجب ان يكون شاملا .. بغض النظر عن الجهة التي يأتي منها. لهذا من الضروري وجود آلية لتحقيق هذا المبدأ الاهم والاساسي.¢ تتزايد عزلة روسيا في دعمها للاسد الذي وفرت حكومته لموسكو اقوي موطيء قدم لها في الشرق الاوسط في عهد ما بعد الاتحاد السوفيتي من خلال شراء الاسلحة واستضافة منشأة بحرية للصيانة والإمداد. تقول روسيا إنها تخشي من ان يفتح صدور قرار في الاممالمتحدة بشأن سوريا الباب امام تدخل عسكري خارجي علي غرار غارات حلف شمال الاطلسي علي ليبيا التي ساعدت قوات المعارضة هناك في الاطاحة بمعمر القذافي من السلطة العام الماضي . قالت موسكو ان مشروع القرار الذي نقضته في أوائل هذا الشهر لم يمارس ضغطا يذكر علي معارضي الاسد. تجادل موسكو ايضا بأنه يجب ألا يدعم مجلس الامن والمؤسسات الدولية الاخري عملية سياسية في سوريا تتحدد فيها مسبقا قرارات معينة مثل تخلي الاسد عن السلطة. قال لافروف انه يجب علي معارضي الاسد التوقف عن المطالبة برحيله والموافقة علي اجراء حوار سياسي يقوده من الجانب الحكومي فاروق الشرع نائب الرئيس. أضاف ان الاسد ابلغ الوفد الروسي بأن الشرع يمتلك الصلاحيات الكاملة لاجراء حوار مع المعارضين. قال لافروف ¢اعتقد انه سيكون من الضروري الاستفادة من هذا التحرك .. ربما لا يكون تحركا كبيرا لكنه مع ذلك يتيح فرصة لبدء مثل هذا الحوار. الان الكرة في ملعب المعارضة.