تعرض الإعلام الرياضي لانتقادات واسعة وحادة من الكثيرين عقب مذبحة بورسعيد.. وهؤلاء أكدوا ان الاعلام غرس روح التعصب في النفوس وشجع علي الشغب في الملاعب حتي صارت الرياضة أخيرا ساحة للقتال والخصام ونحن بدورنا نري ان هذه الانتقادات والاتهامات لم توجه إلي المكان الصحيح لأنه لا يصح أن يدان كل الاعلاميين الرياضيين لمجرد انهم ينتمون إلي هذا المجال. نري انه يجب التفريق بين الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع وفي الماضي القريب كان يوجد الاعلام المكتوب والمسموع وأدي الاثنان دورهما في انتشار الرياضة والتعريف بقوانينها وعلومها ونجومها وكان يوجد مدارس صحفية محترمة روادها المبدعون الراحلون نجيب المستكاوي وعبدالمجيد نعمان وحمدي النحاس وعبدالرحمن فهمي وصلاح المنهراوي وأحمد المنشليني وجاء من بعدهم جيل رائع من النقاد الرياضيين الذين حملوا علي عاتقهم لواء تطوير الاداء المهني للصحافة الرياضية ومن الاعلام المسموع قاد محمود بدر الدين وفهمي عمر ومحمد لطيف المسيرة وهؤلاء مع الأجيال التالية حتي وقت قريب لم يكن التعصب الرياضي قد وصل إلي الدرجة المقيتة التي ظهرت في الوقت الراهن. وقد ظهر هذا الدمار الرياضي مع ظهور الاعلام المرئي الذي امتزج رغما عنه بالترويج الاعلاني المرتبط بانعاش خزائن الفضائيات فصار هناك سباق بين المذيعين والمعدين والمخرجين علي جذب أكبر قدر من المشاهدين وكلما كان هناك اثارة وشتائم من أي نوع زاد حجم المشاهدة وبالتالي تزداد قيمة الاعلانات وللأسف خرج البعض - وليس الكل - عن المسار السليم ولم تعد المادة الاعلامية التليفزيونية وسيلة للتنوير والتثقيف وارساء الأخلاقيات الرفيعة والانتماء الوطني وهو الدور الحقيقي للرياضة والذي يزيد الاستياء ان اصحاب الفضائيات يأتون بأناس مثيرين للجدل ليقدموا البرامج. ولأن الرسالة الاعلامية الهادفة غابت.. كان من الطبيعي أن يظهر التعصب المقيت وتزداد الخلافات الرياضية خصوصا بعد ان اهتمت الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بما يدور من جدل وخناقات وشتائم علي الهواء تليفزيونيا والضحية هو شباب هذا الوطن المحب للرياضة. ومن هنا يجب علي أولي الأمر التدخل لتصحيح المسار المنحرف.. وعلي كل من يعلن أسفه الآن عن الاخطاء التي اقترفها في برامجه السابقة ان يترك هذه الساحة لأنه جزء من الجريمة البشعة التي ترتكب باسم الاعلام الرياضي.