بعد شهداء الأهلي لا يمكن ان نفصل مشاعر اخوتنا من أبناء بورسعيد عن باقي مشاعر كل المصريين الذين يكويهم الحزن العميق علي شهدائنا في مباراة المصري والأهلي .. فالناس في بورسعيد لهم نفس أحزان ونفس المشاعر .. فهم أبناء محن ومتاعب ومصاعاب علي مدار العهود.. ولا يمكن ان ننسي تضحياتهم في عدة حروب يكفي عذاب التهجير بعد حرب 67 فأهل بورسعيد هم من تحملوا عن كل المصريين الكثير من متاعب هم في السابق ومن الظلم ان ننسي كل ذلك .. وكل من أعرفهم في بورسعيد يبدون أسفهم علي ضحايا جماهير الأهلي ويريدون ان يقدموا عزاءهم إلي كل أسر الشهداء ويتمنوا الشفاء لكل المصابين .. ولكنهم لا يعرفون كيف وهل سيقبل عزاءهم أم لا؟ أم أن مشاعر الغضب ستصده بقدر ما أشعر بالأسي الشديد علي أرواح شهدائنا وآلام مصابينا بقدر شعوري بالأسف لحال أبناء المدينة الحرة الذين أوقعتهم شياطين الخراب والدمار في فخ تاريخي بتوريطهم في مذبحة لا إنسانية وهي من تدبير وفعل أبناء الشياطين فحققت الجريمة كل أهدافها الشيطانية بداية من سقوط ضحايا بالجملة والارتفاع بمعدل الكراهية بين أبناء الشعب الواحد إلي أعلي وأخطر مستواياته وغرس العنف الاجتماعي في نفوس الشباب وهز الثقة في الأمن المصري حتي يسهل التلاعب به والتعامل معه بعنف وندية ليكون المجرمون هم من يطاردون رجال الأمن وليس العكس .. والأهم بين كل هذه الأهداف الشيطانية التي تم تفجيرها في مجزرة بورسعيد هو العودة بالدولة إلي حالة الضبابية التي سادت قبل اكتمال كيان مجلس الشعب الذي يعتبر أول مؤسسات الدولة الجديدة بعد الثورة والخلاص من النظام الفاسد الكائن الآن خلف الأسوار ولكنهم لا يريدون لهذه الدولة ان تقوم ففعلوا فعلتهم وكان شهداؤنا ومصابونا هم الشرارة فقط لما هو آت واليكم الشهادة التالية من أحد أبناء بورسعيد مواطن جريء من أبناء بورسعيد كشف ان المخطط قد بدأت تظهر دوافعه الخفية فالغضب المترتب علي سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في مباراة المصري والأهلي باستاد بورسعيد نتج عنه شعور أهل بورسعيد بحالة حصار اقتصادي ونفسي ومعنوي علي كل أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال ومرضي وشيوخ فلا يستطيع أحد أن يخرج من المدينة وإذا خرج لا يضمن العودة لأهله والمدينة لا تتلقي احيتاجاتها الضرورية .. الشياطين أرادوا ذلك تماماً ليبدأوا الخطوة التالية والتي بكل بجاحة وحقارة صاغوها في بيان وزع في المدينة وحمل عنوان البيان رقم "1" أي أن هناك بيانات أخري وأن المسألة أصبحت معركة مع كل من بورسعيد .