اتهام ظالم. كان يتعرض له الشعب المصري دائما. علي مدي العقدين الأخيرين تحديدا.. فقد شاعت مقولات إنه شعب خانع. ومحبط. ومستسلم لكل من يملك سلطة ونفوذا. وأنه لن يثور ابدا مهما فعل فيه الخائن المستبد حسني مبارك.. فما كان يتعرض له هذا الشعب الصامد. ومن ظلم وقهر وتجويع وترويع. كان يغري الكثيرين بإطلاق هذا الحكم الجائر والظالم.. وبعضهم كان يري أنه إذا لم يتحرك الجيش فإن الشعب نفسه سيظل هكذا مستسلما مقهورا. هذه القضية كانت محور النقاش في ندوة نظمها محمد مرعي مدير عام ثقافة الشرقية. في قصر ثقافة الزقازيق. وحضرها مع "الناس والثقافة" كل من د. مدحت الجيار. ود. عمر محفوظ. وأدارها ابراهيم عطية.. كما أن مرعي نظم ندوة أخري بمركز شباب القنايات. في ختام مهرجان ثقافي أقامه هناك. تحدثت عن دور المرأة تحديدا في ثورة 25 يناير . وليس دور الشعب بصفة عامة. في الندوة الأولي شارك كل من نبيل مصيلحي وأحمد عبده ومجدي جعفر وأحمد سامي خاطر وصادق إبراهيم وأحمد النحال وعطية شواش ومحمد فتحي الجابري وابراهيم حامد وياسمين الشاذلي ومحاسن بيومي وسهير عبد الحميد وهيثم منتصر ومحمد التلباني.. واستعرض المتحدثون وقفات الشعب المصري ضد الطغاة علي مدي التاريخ. وهي وقفات عنيفة وحاسمة . ولذا فهي لا تقع إلا بعد ضغوط شديدة علي هذا الشعب. الذي يمتلك حكمة الزمن وخلود الدهر .. فهو لا يثور ولا يتحرك لأسباب صغيرة تافهة. شأن الشعوب المحدثة في هذا العالم.. لكنه اذا ثار فلا أحد يحتمل ثورته.. وكل ثورات المصريين يقودها وينظمها الشعب نفسه.. وفي العصر الحديث حدث هذا فعلا ابتداء من ثورة المصريين ضد الفرنسيين أكثر من مرة . ثم ثورتهم علي الوالي التركي خورشيد باشا الذي أنزلوه من القلعة وطردوه رغم أنه كان ممثلا للخليفة العثماني. وما يعنيه هذا من بعد ديني. ثم ولوا مكانه محمد علي الرجل المدني الذي التحق بالجيش العثماني ولم يشأ زعيم تلك الثورة "عمر مكرم" أن يتولي الحكم بنفسه. لأنه قدم نموذجا لإقامة دولة حديثة لا علي أساس ديني. ولا علي أساس عسكري.. ووقعت ثورات الشعب كذلك أيام عرابي. ثم عام 1919. ثم تولت ثورة 25 يوليو الوحيدة التي قادها العسكر الي ثورة شعبية. بعد أن أيدها الشعب.. وأخيرا كانت هبة الشعب المصري الكاسحة في 25 يناير 2011 في هذا السياق التاريخي نفسه: أن ثورات المصريين دائما مدنية شعبية وليست عسكرية ولا دينية.. ولذا كما أكد المتحدثون فلا مجال لأي حكم عسكري أو ديني في مصر الآن. في القنايات الندوة الثانية ركزت علي دور المرأة في هذه الثورة. واستضافها مركز الشباب برئاسة عاطف ثروت. وقدمها عمرو مرعي مدير بيت ثقافة القنايات. في محاولة جديدة وجادة من مدير عام ثقافة الشرقية لكسر الحواجز بين أنشطة الثقافة وعامة المواطنين . فاحتجاز هذه الأنشطة في قصور الثقافة يصرف عنها عامة الناس. أما خروجها هكذا الي المدن والقري. وفي مواقع شبابية ومفتوحة. فهو وسيلة توعية جيدة وتواصل حميد مع الشعب.. ولذا فقد شهدت هذه الندوة اقبالا كبيرا وخاصة من المرأة وكان الحديث عن دورها في الثورة. بصفتها محرضة عليها من خلال ابنائها الذين ارسلتهم الي ميدان التحرير وكل ميادين مصر. وبصفتها مربية لهؤلاء الشباب الذين ثاروا علي الظلم. وقادوا الكبار للتخلص من الخائن الديكتاتور مبارك وعصابته الإجرامية.. كما أن المرأة شاركت كذلك مباشرة بنفسها في الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات ابتداء من لحظة التفجر في 25 يناير. أثار المتحدثون الي ان دور المرأة الكبير في الثورة. لم يترجم الي مواقع سياسية ومقاعد في مجلس الشعب. فنجحت كوطنية وثائرة. وفشلت كبرلمانية . وهذا دليل اهتزاز الوعي لدي المرأة التي كان عليها أن تصوت للمرأة المرشحة وأن تمنحها ثقتها التي تستحقها. لا في مجلس الشعب فقط. بل كذلك في كل المواقع بما فيها رئاسة الجمهورية. هذا الظلم الذي مازالت تعانيه المرأة المصرية. لم يقف عند فشلها في البرلمان فقط. بل وصل الي أدني المستويات.. فقد تظلمت سيدات من موظفات مركز الشباب. من تجاهلهن في التعيين بالمركز. علي يد "خربوش" رئيس المجلس القومي للشباب حينذاك .. وقالت السيدات: عفاف ابوالعلا وولاء عبد البديع ونجلاء محمد علي ونها محمود وعصمت محمد وحنان شحاتة وكريمة متولي وأحلام عبد الله وإلهام لطفي وشيماء عبد الرحمن وأسماء السيد ابراهيم: إنهن يعملن بمركز شباب القنايات منذ سنين بأجور زهيدة. وفوجئن بأن خربوش أصدر قرارات تعيين لآخرين جاءوا الي المركز بعدهن. وبأجور أضعاف أضعاف ما يتقاضين هن.. ومازالت مشكلتهن قائمة حتي بعد الثورة. الندوة التي شاركت فيها سهير مكاوي فرج مديرة الإدارة الثقافية بالفرع شهدت مواهب كثيرة من الشباب والفتيات صغيري السن في الموسيقي والغناء والعزف والإلقاء وتم منحن شهادات تقدير.. ومنهم: أشجان السيد وهند محمد سامي وأميرة صفوت وأحمد محمد عبد العظيم ونيفين صبري وطارق محمد سمير.