كشفت الأحداث المتلاحقة التي يمر بها الوطن عن الفاعل الحقيقي لكل تلك الجرائم.. ومن العبث والمثير للسخرية والاستهجان أن نلصق كل التهم باللهو الخفي أو بالأطراف الخارجية المجهولة. الفاعل ليس مجهولاً.. بل ومعلوم للجميع ومنذ اندلاع الثورة.. والجميع يعلم من هم أبطال "الثورة المضادة" التي تهدف لحرق مصر. وهدم ما بقي منها من مقدرات ومؤسسات.. وها هو الوجه القبيح لأعداء الثورة ينكشف يوماً بعد يوم.. وها هي مخططاته لاضعاف الدولة والنيل من هيبتها واختراق أجهزتها وتجنيد الخونة والبلطجية والشبيحة لتنفيذ تلك الاستراتيجية الشيطانية. عفواً.. الفاعل ليس مجهولاً.. في كل تلك الجرائم والحماقات التي شهدها العالم علي الهواء مباشرة. بداية من موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي أعقبت أيام الثورة وارتدت ثياباً ثورية ومروراً بالمحاولات الفاشلة لتأجيج واشعال نار الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.. وما تلاها من أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها.. وانتهاء بمجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يزيد علي 74 من الأبرياء والمئات من المصابين علاوة علي تلك الفوضي المدبرة وحوادث السطو المسلح والسرقة والاختطاف. وحرائق محيط وزارة الداخلية وشارع منصور. الفاعل ليس مجهولاً.. من يشعل ويهييء المناخ الدائم للفتنة والكراهية والتعصب والتوتر في الشارع المصري. عبر فلول النظام بأجهزة الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والمأجورة.. ومن يحاول أن يضلل العدالة بحجج وتبريرات واهية حتي لا تنطق بكلمة الحق والقصاص العادل.. من يسخر من الناس وأهالي الشهداء في مسرحية المحاكمة الهزلية. الفاعل ليس مجهولاً.. من يحاول إفساد العلاقة وزرع التخوين وأجواء عدم الثقة بين الشعب والشرطة.. وبين الشعب والجيش.. وبين محتلف أطياف الوطن.. أعتقد أن الرسالة وصلت إلي من يهمه الأمر.. وهو يعلم من المجرم ومن الفاعل الحقيقي منذ اللحظة الأولي وعليه الآن أن يتكلم.. قبل أن تقع الكارثة وما لا يحمد عقباه.