في أمثال العرب: "البعرة تدل علي البعير".. والشاعر العروبي رشيد سليم الخوري الملقب ب"القروي" يقول في شطر بيت له: فالأرض مسرح آساد وآرام!.. أي أنها تتسع للأسود وللغزلان!.. وأضيف أن في الأرض متسعاً للجمال أيضاً.. كبيرها وصغيرها وهي تلك التي تتحمل الجوع والعطش.. ولا غني للعربي عنها في بيئته القديمة!.. وإذا كانت الأرض فيها متسع للأسود والجمال.. ففيها متسع كذلك للذئاب وأيضاً للثعالب والحملان! ولكن دعونا هذه المرة مع الجمال.. والجمل الكبير.. وقافلة الجمال الصغيرة.. أو جمل صغير بمفرده يتبع عمه الكبير. بالصدفة وقعت في يدي مجموعة من الصحف القومية.. لا أعرف كيف؟!.. صادرة يوم السبت 29 يناير ..2011 اكتشفت فيها أن التهديد الذي يلاحقنا كشعب منذ نجاح الثورة المباركة بالخراب الاقتصادي.. وإيهام الناس بأن الثورة هي السبب في ذلك التهديد جاء في صحيفة قومية صادرة في ذلك اليوم 29/1/2011 وكنا لا نزال في عهد المخلوع باعتباره جمل الحمولة. يقول الخبر: "أصابت حالة من الكساد وعدم الاستقرار الأسود بسبب أحداث الشارع.. امتنع غالبية المستهلكين عن النزول للأسواق. استغل التجار ذلك في زيادة أسعار الدجاج. رغم عدم وجود طلب.. لم تسجل محلات الصاغة بالحسين أي طلب لشراء المشغولات.. انخفض الجنيه المصري أمام جميع العملات. وإذا انتقلنا في تلك المجموعة الصحفية من الجرائد القومية.. نجد جملاً كبيراً يكتب: من هنا أتصور أنه بعد أن تخف هذه المظاهرات أو الاحتجاجات يقصد احتجاجات يوم الجمعة 28 يناير 2011. وهي الثورة الحقيقية لشباب مصر كما اعترف بذلك المجلس العسكري نفسه.. التي أصر أنا شخصياً علي أن قوي بعينها تحركها مهما ادعي البعض بغير ذلك.. انتهي كلام الجمل الكبير. ليأتي كلام الجمل الصغير علي خطي سيده. حيث يكتب في صحيفة قومية أخري وفي نفس اليوم ما يلي: "فقد تأكد له يقصد الشعب أن أحداث مظاهرات الأيام الأربعة تتجاوز النهب والفوضي والحرائق إلي مخطط أبعد لزعزعة الاستقرار والانقضاض علي الشرعية.. يجب علي شعب مصر أن يعي جيداً حجم المؤامرة التي تحاك ضد بلادنا وشعبنا واستقرارنا ومكتسباتنا".. الجمل الكبير.. والصغير.. يرددان نفس الفكرة. وفي نفس اليوم.. ومن أسف أن هذه الفكرة تتردد حتي يومنا هذا.. المؤامرة الخارجية.. الزعزعة.. الاستقرار.. الانقضاض علي الشرعية. يا سادة أفيقوا.. وانظروا إلي الداخل. ولا داعي لأن نعلق كل ما يحدث علي "مشجب" المؤامرة الخارجية.. فإذا ما تحقق نجاح فعلقه علي مشجبنا. ويا أيتها الجمال كبيرة.. وصغيرة.. عيب وارتدعوا.. كفي ما جري.. وإلا علي رأي المثل نأتي بالدفاتر التي سوف تنقرأ.. آسف سوف تقرأ. وسوف تقرأها الأجيال القادمة بكل وضوح. مبرأة من التلفيق والتضليل والتهويل والالتباس.. والالتحام. مبرراً.. وغير مبرر!