«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميرة بهى الدين تكتب: قراءات وانطباعات مشاهد من أيام سوداء


«مبدأ».. الديمقراطية حق للجميع
من حقك ترى وتتصرف وتؤيد وترفض ومن حقى أرى وأتصرف وأؤيد وأرفض ومن حقنا نختلف فى الرؤية وفى السلوك وليس من حقك تسبنى بالعمالة للنظام.. وليس من حقى أسبك بفقدان البصر والبصيرة أو العمالة لجهات خارجية.. دعونا نمارس الديمقراطية التى طالما شكونا من غيابها من حياتنا «نتائج».. الثلاثاء 25 يناير، 1 فبراير 2011
فى غضون الأيام القليلة الماضية، عين نائب لرئيس الجمهورية وهو منصب ظل شاغرا ثلاثين سنة وطالما طالب به الكثيرون من المعنيين بالشأن السياسى والمهمومين بالهم العام فى مصر خوفا من فراغ دستورى لأسباب يعرفها وتكلم فيها الكثيرون وتلاشت فكرة التوريث بصرف النظر عن صحتها من عدمه... خرج جميع رجال الأعمال من الوزارة بعدما أقيلت وزارة الدكتور أحمد نظيف وكان خروجهم من الوزارة مطلبا شعبيا قديما منعا للتزاوج بين المال والسلطة ومنعا لاستئثارهم بالمصالح الاقتصادية لصالح شركاتهم ومؤسساتهم المالية عن طريق أدوارهم السياسية على حساب رجال الأعمال الآخرين و.. وأعلن نائب رئيس الجمهورية عن القرار السياسى باحترام وتنفيذ أحكام محكمة النقض بشأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى وصمت من أطياف المعارضة السياسية المصرية بالتزوير واستبعاد جميع المعارضين خارج مجلسي الشعب والشورى، واستئثار الحزب الوطني بها مع الالتزام بتنفيذ الأحكام وبسرعة، وأيضا استقالة، أو أقيل - المهندس أحمد عز من أمانة التنظيم بالحزب الوطنى، وكان وصف بأنه مهندس الانتخابات البرلمانية والمتسبب فى تزويرها، وأعلن السيد نائب رئيس الجمهورية عن تكليفه بالحوار مع القوى السياسية المصرية وتغيير شعار الشرطة وعاد لما كان عليه « الشرطة فى خدمة الشعب» كل هذا حدث فى غضون الأيام القليلة الماضية... وأعلن السيد الرئيس أنه لا ينتوى ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة.
- ما قبل البداية
لم تكن المشكلة أبدا ولن تكون مظاهرات الشباب التى خرجت يوم الثلاثاء 25 يناير بدعوة من جماعة 6 أبريل والتى قررت صفحة خالد سعيد على الفيس بوك المشاركة فيها ومعهم الإخوان المسلمون وغيرهم من القوى السياسية.. المظاهرات خرجت تحمل ما تحمله من شعارات سياسية حول رفض البطالة وإدانة التعذيب والمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، وحين بقى المتظاهرون فى ميدان التحرير حتى يوم الثلاثاء مساء اختلفت المطالب التى تجمعت المظاهرات حولها وصدر البيان الأول عن المتظاهرين فى التحرير يتبنى مطالب سياسية ذات سقف مرتفع تختلف تماما عما جمع المظاهرات...
هامش...(1)
حددت جماعة 6 أبريل بشكل علنى أماكن تجمع مظاهرات فى جميع محافظات الجمهورية وميعاد التجميع ونشرت أرقام التليفونات لمسئولى الاتصال، وكان هذا الأمر مثار تعجب من كثيرين من أصحاب الخبرة السياسية لكن البعض قال أنهم ينشرون أماكن وسيذهبون لأماكن أخرى...
هامش...(2)
قبل مظاهرات يوم الثلاثاء كان الدكتور البرادعى فى چنيف وحين سألوه عن مشاركته فى المظاهرات قال أنه لن يشارك فيها حتى لا يسرق الأضواء من الشباب الداعين للمظاهرة.. وسخر من الفيس بوك وشبابه باعتباره ومنذ تكونت الجمعية للتغيير يقضى وقته مسافرا خارج البلاد ولم يعد حتى فى ذلك اليوم الذى كانوا يعتبرونه مهما وسخر البعض من أنه سيأتى فى الوقت المناسب لركوب الموجة.. ولم أصدقهم ولم أتصور أنه سيسعى لركوب أى موجة ويبدو أنى لم أكن أعرفه مثلما كانوا يعرفونه.
هامش...(3)
كنت أسأل المتحمسين للمظاهرات ولجمعة الغضب أبتداء من يوم نهار الأربعاء وبعد انتهاء مظاهرات الثلاثاء أسألهم عن البديل الذى يسعون إليه هدفا لتظاهراتهم ليحكم مصر، كانوا حائرين لا يملكون إجابة، يتهموننى بفوبيا (الإخوان) وأنى أفضل بقاء الحال على ما هو عليه لمرضى ب (فوبيا) الإخوان، حاولت أشرح لهم أنى لا أفهم ثورة حقيقية بلا بديل سياسى متفق عليه بين أطراف الثورة وإلا تحولت لفوضى يركبها من يقوى وهذا من شأنه أن يشيع الفوضى الخلاقة التى تحبها أمريكا وقناة الجزيرة وأن هذا سيناريو من شأنه يسلم البلد لمن لا نعرفه ومن شأنه يعرض الوطن وأمنه لخطر شديد، ولكنهم سخروا منى ومازالوا... وأجابنى أحد أصدقائى الحقوقيين على تويتر مش مهم لازم تتحرق علشان تتبنى صح.. وهى إجابة مكررة سمعتها كثيرا من المتحمسين للمظاهرات الذين يعرفون من وجهة نظرى ما الذى لا يريدونه لكنهم لا يعرفون ما يريدونه.. وقال لى بعض اليساريين من أصدقائى إن «الجماهير تطور نفسها بنفسها فى الثورة وتطور شعاراتها ومواقفها وسط خضم أحداث الثورة» وصمت ولم أرد على هذا أو ذاك..
هامش... (4)
أذيع على موقع «يوتيوب» شريط لأحدهم يدعى «عمر عفيفى»- قيل لى أنه ضابط شرطة سابق- يشرح للمتظاهرين بالصوت والصورة كيفية التظاهر، الحقيقة لم أتفرج على المشاهد التى أذاعها لأن الإنترنت كانت «ثقيلة» للغاية وعجزت عن تحميل الفيديو وعن رؤيته!! لكنى لم أفهم ما علاقة ذلك الرجل بالمظاهرات لحد يسجل شريط فيديو يوضح فيه كيفية التظاهر والتعامل مع الأمن وقت المظاهرات.
هامش... (5)
فى مكتبى يوم الأربعاء كان الجميع فرحين بمظاهرات يوم الثلاثاء ومتحمسين لها ويشتمون الشرطة «المجرمة» التى ضربت المتظاهرين، وانهال الهجوم على رأس الشرطة فقلت لهم وأنا غاضبة من ضرب المتظاهرين والسلوك العنيف للشرطة فى مجال الأمن السياسى- وهم جميعا شهود أحياء على ما قلته- البوليس إللى انتو زعلانين منه ده وعمالين تشتموه هو إللى بيخلينا ننام فى بيوتنا بالليل!! طبعا نظروا لى ساخرين وصمتوا فصمت!!
ما قبل البداية...
وبعد المظاهرات الصاخبة التى جرت يوم الثلاثاء 25 يناير، والنجاح الذى صادفته، ازداد عزم وتصميم الشباب على مزيد من التظاهر، ووقتها تجاوزوا المطالب السياسية والمطلبية التى خرجوا بها يوم الثلاثاء 25 يناير وتمسكوا بالسقف العالى الذى طرحه «البيان رقم 1» بالتحرير فى «جمعة الغضب» ولم يكن النجاح الذى صادفوه مدهشا فقط لهم، بل مدهشا للكثير من المراقبين السياسيين ومدهشا للكثير من المتحفظين على الطريقة التى دعى بها للمظاهرات، إلى حد انجرافهم لتأييد ما حدث وما يحدث بشكل حماسى شديد وكأنهم يعتذرون للمتظاهرين عن آرائهم «المتحفظة السابقة» و.. تعالت النبرة الحماسية الأربعاء والخميس على صفحات شبكة الفيس بوك، أخذت صفحة شبكة «رصد» على عاتقها نشر أخبار المظاهرات المتفرقة الأربعاء والخميس وكانت تلك الشبكة وقتما أغلق الفيس بوك فى مصر لأسباب أمنية - على الأرجح- أعلنت أنها ستوالى نشر الأخبار عن المظاهرات فى مصر من على الشبكة العالمية (خارج مصر) وقد تلاحظ للكثيرين أن تلك الشبكة تذيع أخبارا عن مظاهرات «عاصفة وكبيرة» فى بعض الأحياء والشوارع والأماكن بالقاهرة بينما يجزم الواقع عن طريق شهود عيان بأن تلك المظاهرات لم تحدث أساسا، لكن توالى نشر أخبار المظاهرات- صحيحة كانت أم غير صحيحة - أثار حماس الشباب أكثر وأكثر!!!! وكانت صفحة شبكة «رصد» أيضا تنقل للمتظاهرين نصائح تكتيكية حول سلوكهم فى المظاهرات ومع قوات الأمن نقلا عن المتظاهرين التونسيين سواء ما خص كيفية التعامل مع آثار القنابل المسيلة للدموع أو دهان زجاج سيارات الشرطة بطلاء أسود حتى يعجزوا عن الرؤية وغيرها من النصائح التى لن أعيد نشر بعضها لقبحها وفظاعتها وعنفها!!
ما قبل البداية.....
و.. تسارعت الأحداث قبيل جمعة «الغضب» فأعلن الدكتور البرادعى عن عودته للقاهرة وألقى بيانا باللغة الإنجليزية فى النمسا قبل عودته أوضح فيه أنه عائد لقيادة مظاهرات «جمعة الغضب» قيادة سياسية، وأعلن كل من الدكتور جمال حشمت والدكتور عصام العريان أنهما وجماعة الإخوان المسلمون سيشاركون فى المظاهرات و«الشعب الذى سينزل للشارع سيكون أكثر من الأمن» وكانت السويس قد اشتعلت من يوم الثلاثاء 25 يناير ولم تهدأ واستمرت المظاهرات لتتواصل مع مظاهرات يوم جمعة «الغضب» وكان قتيلا قد سقط يوم الثلاثاء وقالت الأهالى أنه توفى برصاص الشرطة ولم تنف الشرطة ما قاله الأهالى ولم تقل أى شىء آخر وبقيت جثته بالمشرحة لإصرار السلطات هناك على دفنها بهدوء وإصرار أسرة القتيل والمتظاهرين على تشييع جنازة القتيل تشييعا عاصفا يعبر عن غضب شعب السويس من سقوط ذلك القتيل.
هامش... (6)
نشرت إحدي القنوات الفضائية عن ضرب مبنى للشرطة بمدينة رفح بمدفع «آر بى جى» وكان ذلك سابقا لجمعة الغضب ونشروا أيضا أن بدو سيناء غاضبون ويتراشقون وقوات الشرطة إطلاق النيران..
هامش.. (7)
وصل الدكتور البرادعى للقاهرة ليلة الخميس بسلام وأعلن أنه سيصلى الجمعة مع الجماهير، وفى نفس الوقت ألقى القبض على الدكتور عصام العريان وغيره من أعضاء مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين.
جمعة الغضب وما بعدها
هامش ... 8
قطعت الإنترنت وتوالى إغلاق شبكات التليفونات المحمولة، فانتبه المصريون أنهم لايحملون أرقام منازل بعضهم البعض!!
اندلعت المظاهرات عقب صلاة الجمعة، فى القاهرة ومعظم المدن المصرية.. وعرضت الفضائيات كرا وفرا بين المتظاهرين والشرطة و... أصابنى الملل فقررت أن أنام لأن المتظاهرين يتظاهرون والشرطة تحاصرهم أو تضربهم بالعصى ويتدافع المتظاهرون صوبها هجوما فتتراجع الشرطة أمامهم فرا و... قررت أن أنام بعد ليلة سابقة مليئة بالقلق..
انتفضت بعد عشر دقائق من النوم القلق وجريت على ابنتى وزوج الكبيرة الجالسين أمام التليفزيون وجلست صامتة أتابع المظاهرات، سألونى متعجبين «صحيتى ليه»، أخبرتهم بهاجس جاءنى أيقظنى من النوم، أن تكون تلك المظاهرات مجرد إلهاء للناس وإنهاك لقوات الشرطة لوقت محدد تنفجر بعد أحداث عاصفة لا أعرف شكلها ولا حجم عنفها.. ونظروا لى وتعجبوا من كلامى وصمتوا واستمررنا نتابع القنوات الفضائية المختلفة وأحداث المظاهرات.
فى الخامسة والربع تقريبا، شاهدنا عربة مصفحة من عربات الشرطة تسير على الحارة اليمنى لكوبرى أكتوبر «للصاعد من الدقى» عكس اتجاه سير السيارات.. عموما فى تلك الحارة، شاهدناها تتقدم صوب بعض المتظاهرين على الكوبرى فإذا بأحد المتظاهرين يلقى سائلا حارقا على الشرطى الواقف فى السيارة ويخرج نصف جسده من فوهتها المفتوحة بالسقف، وانفجرنا صارخين أنا وبناتى هلعا لأن النار أمسكت بالشرطى وأحرقته ورأينا السيارة المدرعة تتراجع للخلف صوب التحرير والمتظاهرين يلاحقونها بالطوب والشرطى تتوهج فيه النيران «هذه اللقطة موجودة بالتليفزيون وعرضت أكثر من مرة طوال ليلة الجمعة.. فى نفس الوقت تقريبا شاهدنا دبابة على كورنيش النيل يدفعها الجنود صوب التليفزيون وأعلن عن حظر التجول بداية من السادسة مساء.
فى السادسة ومع فرض حظر التجول، اختفت قوات الشرطة من مصر!! وتصورنا مثل جميع المصريين أن الجيش المصرى سينزل للشوارع بكثافة تحافظ على الأمن بعدما اختفت الشرطة وقواتها من شوارع الوطن كله فى ثانية واحدة!!
شاهدنا الحزب الوطنى فى مقره الرئيسى بالتحرير مشتعلا والنار تمسك فيه حتى سقفه، وتعجبت من نوعية المادة الحارقة التى أشعلت مبنى ضخما مثل هذا المبنى وبسرعة ومن مدخله حتى سقفه مارا بأدواره العالية الكثيرة كلها فى خمس دقائق، فقبل إلقاء المادة الحارقة على الشرطى فى السيارة المدرعة لم نر حريقا فى ذلك المبنى الضخم وحين شاهدنا النار كانت أمسكت وبسرعة فى المبنى كله!!
وأعلنت الفضائيات مرة والثانية والثالثة، أن المتظاهرين يحيطون بمبنى الإذاعة والتليفزيون الذى تقف أمامه دبابتان لحمايته، يحيطون به ويحاولون اقتحامه!! وتكرر المشهد مرة واثنتين، حتى سمعنا طلقا ناريا وشاهدنا وهجه، أطلقه المنوط بهم حماية المبنى فى مواجهة المتظاهرين الذين كرروا محاولاتهم للاقتحام.
مازلنا نتابع الفضائيات، والشرطة مازالت مختفية من شوارع الوطن، شاهدنا خالد يوسف يصرخ فى إحدى الفضائيات يستغيث بقوات الجيش لحماية المتحف المصرى الذى يتعرض لنهب من عصابة مسلحة تصدى لها المواطنون دفاعا عن تراث الإنسانية المصرى العظيم.. وأمام غياب الشرطة وبحثا عن أى تفسير مفهوم، قررت ابنتى أن تتصل بصديقتها زوجة نقيب صغير فى الشرطة لتسألها عما حدث، فعرفت أنها فى المستشفى، وأنه لم يكن يعمل طيلة اليوم، اتصلنا بالمستشفى بصعوبة، فعرفنا أن النقيب أوصل زوجته لمنزل أسرتها بمدينة نصر وتحرك صوب جهة عمله لبدء نبطشيته المسائية، فإذا بسيارة ملاكى بها أربعة رجال تقطع عليه الطريق وتطلق عليه النار من مدفع رشاش، فيقفز بسيارته للطريق المقابل ويصطدم بسيارة أخرى قادمة فى طريقها وينتقل للمستشفى مصابا بكسر فى ذراعه وكدمات فى ظهره وضلوعه وجسمه ووجهه ممزق من شظايا الزجاج التى تناثرت عليه من جراء الحادث «اسم هذا النقيب موجود تحت يدى» واسم المستشفى الذى عولج فيه يوم جمعة الغضب مساء.. وتعجبت وفزعت وقتما قصت علىَّ ابنتى ما حدث لزوج صديقتها، مدنيون فى سيارة خاصة يطلقون النيران من مدفع رشاش على نقيب شرطة يرتدى ملابسه الميرى!! لماذا؟!
منذ لحظة إعلان حظر التجول وحتى خرج السيد الرئيس يخاطب الأمة، قرابة خمس ست ساعات، طول تلك الفترة والفضائيات تنقل صورا ومشاهد لاحتراق مبان حكومية مختلفة.. ديوان المحافظة هنا، قسم شرطة هناك، مبنى الحى هنا، وتسارعت الاستغاثات متلاحقة عن أعمال سرقة ونهب فى المحال والمبانى الحكومية.. وخرج السيد الرئيس ألقى خطابا قصيرا لفت نظرى فيه جملة واحدة «أن ما حدث من سرقة ونهب وحرق يتجاوزه لمحاولة تقويض النظام والانقضاض على الشرعية»!! وانتشر البلطجية وانتشرت السرقات والصراخ والاستغاثة من الأسر والأهالى و... نمنا ليلة سوداء!!
يوم السبت صباحا، انتشرت الحرائق فى المبانى الحكومية، واشتعلت أقسام الشرطة بعد تعرضها لهجوم منظم فى نفس الوقت من رجال مدربين مرتفعي الكفاءة اجتاحوا الأقسام واعتدوا على الضباط وسرقوا الأسلحة واشتعلت النار فى المحاكم و.. سألت نفسى من الذى «يكسر سلطة الدولة وقبضتها وهيبتها»!! نعم، رجال الشرطة اختفوا من الوطن فاستباحه المجرمون والبلطجية من جهة وخرج أبناء العشوائيات المضغوطون طبقيا بعد طول حرمان فى مجتمع استهلاكى متوحش ملئ بالسلع المغرية غالية الثمن التى لا يملكون ثمنها خرجوا بعدما أدركوا أن قبضة الشرطة والأمن قد تلاشت فما كان منهم إلا أن انقضوا وبسرعة على كل الأماكن الاستهلاكية الترفيه سواء المحلات أو أماكن التنزه والترفيه سرقوها بكل الموجودات بها إشباعا للرغبات الاستهلاكية المتوحشة المقهورة داخلهم سنوات طويلا!! لكن السرقات والنهب الذى تم شىء وأعمال العنف والحرق والتخريب المتعمد لرموز الدولة المصرية وسلطتها «أقسام شرطة، سجون، محاكم، مبان حكومية» شىء آخر.
وقبلما يحل المساء، أذاعت الفضائيات أن مساجين سجن أبوزعبل ووادى النطرون والقطة وغيرها من السجون المنتشرة على مستوى الجمهورية، وأذاعت الفضائيات أخبارا متلاحقة عن نقاط الشرطة وأقسامها يتم اجتياحها من قبل رجال مدربين يقتحمون المبانى ويقتلون الضباط ويسرقون الأسلحة، وهرب المساجين من سجن الفيوم بعد معركة فقد فيها الشهيد محمد البطران حياته وهو يقاوم مقتحمى السجن الذين لا نعرف ماهيتهم.. وانتشر الرعب بين المواطنين من هروب السجناء من جميع السجون ووصولهم للمدن والأحياء..
وتكاثرت الأقاويل حول البلطجية وأعمال السلب والنهب وادعى البعض - استسهالا - أن رجال الشرطة هم الذين يقومون بالسلب والنهب وأنهم من فتحوا السجون لإطلاق سراح المساجين وأطلقوا سراحهم.. لم أصدق ذلك الاستسهال، الشرطة لا تفتح السجون وتهرب المساجين!! من إذن!؟!
صباح الأحد، أذاعت إحدى القنوات الفضائية حديثا من غزة من أحد قياديى حماس الذى كان محبوسا فى سجن أبوزعبل ثم خرج من ضمن من خرجوا من السجن وكان ذلك يوم السبت مساء، خرج من السجن فى الخانكة بالقليوبية مساء السبت ووصل غزة يوم الأحد صباحا وجلس أمام شاشات الفضائيات يقص قصة خروجه من السجن!! وسألت نفسى من الذى استفاد من خروج المساجين من السجن؟! لماذا فقد مأمور سجن الفيوم محمد البطران حياته فى المعركة التى خاضها مع من اقتحموا السجن إذا كان من فتح السجون هم رجال الشرطة كما زعم البعض!! من الذى دبر لقيادى حماس سيارة حملته من سجن أبو زعبل فى الخانكة وأوصلته بسلامة لغزة وسط حظر التجول الذى تفرضه القوات المسلحة؟! وسمعت أن المساجين السياسيين من جماعات الجهاد والتكفير والهجرة والجماعة الإسلامية قد فروا من سجن وادى النطرون وسجن القطة!! سمعت الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين فى إحدى القنوات الفضائية محتجا على وصف القناة لخروجه من السجن «بالفرار» سمعته يصيح مرة واثنتين أنه ليس «فرار» بل قال لقد حررنى الناس!! وسألت نفسى من حرره وعاد سالما وسط أحوال حظر التجول لبيته وللقنوات الفضائية؟! وسألت نفسى ثانية، من المستفيد واقعيا من فتح السجون!!
أعرف السجون المصرية، وحكمت على ظروف حياتى وعملى، مرة تلو أخرى سنوات طويلة، زيارة بعض المساجين داخل السجون، أعرف أسوار السجن البعيدة الخارجية والطرق الطويلة التى تسيرها على قدميك حتى تصل لبوابة السجن العالية وسط سور عالٍ ثان يحيط بمبانى السجن، وأعرف الأسلاك الشائكة والأبراج العالية التى يقف عليها حراس أقوياء مسلحون بالذخيرة الحية والكشافات التى تحيل الليل نهارا مضيئا، وأعرف أنك وقت تدخل من البوابة العالية للسجن تسير فى ممر طويل آخره أبواب حديدية تفصل مبانى السجن عن مدخله.. كل هذه التفاصيل سألت نفسي عنها وقتما سمعت عن السجناء الذين خرجوا من السجون، سألت نفسى من عنده قدرة على اجتياح واقتحام كل تلك الأسوار والبوابات وإخراج المساجين؟
وحين سمعت أقوال المساجين ممن سلموا أنفسهم للقوات المسلحة، سمعت أحدهم يقول: سمعنا ضرب نار مع الحراس من الساعة 12 للساعة 5 وبعدين انفتح باب السجن ولقينا ناس مغطية وشها قالت: يا تمشوا حالا يا حنفجر السجن عليكم! وسمعت اخر قال: فتحوا الباب وجابوا لنا هدوم مدنية وقالوا لازم تخرجوا لحنموتكم! وقبضت إحدى اللجان الشعبية فى أحد أحياء أكتوبر على مسجون هارب يحمل ملفه وسألوه عما حدث، فقال: خرجونا وأدونا ملفاتنا وقالوا امشوا لنقتلكم!
ومازلت أفكر.. من يملك قوة مسلحة لاقتحام كل السجون وأبراجها العالية وحصونها الشديدة فى نفس الوقت! من يملك قوة مسلحة ورجالا مدربين لاقتحام كل أقسام الشرطة وقتل الضباط والجنود فى الوقت نفسه! من يملك قوة مسلحة لحرق كل المبانى الحكومية الأحياء والمحافظات ومبنى الضرائب! من يملك قوة مسلحة لمحاولة اقتحام وزارة الداخلية مرة واثنتين وثلاثا ولماذا؟ وحين قرأت الخبر الصغير الذى نشرته القناة الأولى والفضائية فى شريط الأخبار أمس «الاثنين» مرة واثنتين وعشرا، الخبر الصغير يقول: «تمكنت قوات الشرطة والجيش من إحكام السيطرة على سجن الاستئناف»، ولأننى أعرف سجن الاستئناف وأنه فى باب الخلق وسط القاهرة خلف مديرية أمن القاهرة، لأننى أعرف هذا سألت نفسى: من الذى استطاع مقاومة قوات الشرطة والجيش معا لاقتحام سجن الاستئناف وسط القاهرة؟ من يملك القوة لمحاربة قوات الشرطة والجيش معا لاقتحام سجن الاستئناف وسط القاهرة؟!
ما هى القوة المسلحة المدربة التى تفلح فى فتح السجون واقتحامها وتجهز ملابس مدنية لكل المساجين وتجهز سيارات تنقل بعض السجناء لغزة بعد ساعات من اقتحام السجن!
حين أذاع التليفزيون مراسم تعيين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية وأذاعت مراسم حلف اليمين، قال البعض أن الرئيس يبدو مهزوما منكسرا، لكننى رأيته مهموما، لم أره منكسرا، رأيته محاربا مهموما بإنقاذ الوطن الذى تحترق محاكمه ومبانيه الحكومية وتقتحم سجونه عمدا لتهريب المساجين وتحرق أقسام الشرطة فيه ويقتل ضباطه فى الأقسام والسجون ويتعرضون للضرب بالرصاص فى الشوارع من رجال مسلحين بالبنادق الآلية من خلال معركة منظمة مع أعداء قتاليين محترفين مرتفعي التدريب لم يأتوا عملا عشوائيا عبثيا، بل عمل منظم دقيق شديد الاحتراف! رأيته عسكريا وسط معركة مهمة، ليست القصة ولم يكن فى بؤرة اهتمامه وقتذاك تلك المظاهرات على ضراوتها وعلى ارتفاع صوتها ولم تكسره بالطبع كما أراد البعض أن يرى ويتصور، ليست المظاهرات ما أرقته، بل ساعة الصفر التى دقت دون أن ينتبه الناس لها وسط انشغالهم بالمظاهرات وانفعالهم بمطالبها، تلك الساعة التى دقت فاحترقت القاهرة مبانيها الحكومية ومحاكمها وأقسام الشرطة ومديريات الأمن ومبانى الأحياء والمحافظات واقتحمت السجون بعد معارك ضارية مع قوات الأمن فيها واستشهد الضباط والعساكر وهم يدافعون عن السجون وبقاء المساجين فيها، رأيته منشغلا بالأساس بتأمين الوطن فى لقائه مع قادة القوات المسلحة فى غرفة عملياتها مواجها معهم لعملية مسلحة منظمة خطيرة، حتى لو يعرف عنها الناس شيئا، تمس الأمن القومى المصرى، رغم أنه لم يفصح عنها شيئا لأن تأمين الوطن أهم من الدعاية والفضائيات والبروبجندا الفارغة.. رأيته مهموما بمؤامرة عسكرية يخوضها الوطن، نعم لم يفصح عنها ولم يخطر الشعب بتفاصيلها، لكن هذه المؤامرة التى عاشتها مصر من الخامسة والنصف مساء جمعة الغضب ولأيام كثيرة بعدها!
هامش... (9)
يوم الثلاثاء 1 فبراير ,2011 صرح مرشد الإخوان المسلمون فى إحدي الفضائيات أنه لا ينسب فضل ما حدث- يقصد المظاهرات التى بدأت من الثلاثاء 25 يناير وحتى مظاهرات الثلاثاء 1 فبراير- للإخوان وحدهم ولكن لآخرين أيضًا!! وصرح آخر لا أعرف اسمه أن الإخوان المسلمون باقون فى التحرير حتى إسقاط النظام!!
هامش... (10)
نشر فى شريط الأخبار على القناة الأولى المصرية فى وجهها الإعلامى الجديد، نشر أن محلات بيع الملابس العسكرية قد تعرضت للسطو والسرقة.. لماذا تذكرت عام 1981 ومؤامرة قتل السادات واقتحام مديرية أمن أسيوط وتنظيم الجهاد ومحاولة الاستيلاء على السلطة وسرقة الملابس العسكرية وارتداءها وانتحال صفة الضباط وسط الناس وإشاعة الفزع!!
هامش... 11
فى 2 فبراير 2011 أبدت إيران أمس ارتياحها الكبير للتطورات فى مصر، معتبرة أن سقوط النظام فى هذا البلد هو من «إنجازات الثورة الإيرانية» وسيتيح «إقامة شرق أوسط إسلامى» فى حين دعت تركيا الرئيس المصرى حسنى مبارك إلى «تلبية إرادة شعبه فى التغيير من دون تردد، وأشاد وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى فى تصريحات بثها التليفزيون الحكومى بالتطورات فى مصر وتونس معتبرًا أن «الشعوب باتت تخطط لمصيرها كما تريد»، معربًا عن ثقته بأن «الشعب المصرى الثورى الذى أسهم فى صناعة التاريخ سيؤدى دوره فى إيجاد شرق أوسط إسلامى يعيش فيه جميع الأحرار وطلاب العدل والاستقلال، وسألت نفسى مالها إيران وتركيا وما يحدث فى مصر لاسيما أن أحدا لم يقل علانية حتى الإخوان المسلمون أنه يسعي لا لشرق أوسط جديد ولا أنه يسعى لدولة إسلامية!! لكن يبدو أن هذا المخطط والهدف الذى يسعى البعض للوصول إليه.. وعفوًا لا أعانى من فوبيا «الإخوان» ولا فوبيا الدولة الإسلامية الدينية!! لكنهم هم الذين قالوا والذين صرحوا!!
(12) لم ينتبه الكثيرون للمؤامرة التى بدأت على الأمن القومى المصرى والتى بدأت قبل الجمعة 28 يناير بإطلاق مدافع آر بى جى على مبانى الشرطة فى رفح، والتى أشعلت الحرائق واقتحمت الأقسام وحرقت المحاكم ومبنى الضرائب وحاولت تقتحم وزارة الداخلية ومبنى الإذاعة والتليفزيون واقتحمت السجون على امتداد مصر كلها من أبو زعبل حتى الفيوم واستمرت حتى الاثنين 31 يناير تحاول اقتحام السجون فى أسيوط وسجن الاستئناف وسط القاهرة وأرغمت السجناء الجنائيين على الخروج من السجن وحررت السجناء السياسيين من الرجل الغزاوى الحماساوى الذى كان سجينا فى سجن أبوزعبل للدكتور عصام العريان وبقية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. لم ينتبه الكثيرون لحجم تلك المؤامرة وانشغلوا بمظاهرات الشباب ومطالبها وتصوروا أن تلك المظاهرات من القوة لدرجة أنها سبب فرض حظر التجوال وسبب نزول الجيش للقاهرة وبقية المدن وسبب الهم البادى على وجه الريس!!
- هامش...(12)
يوم الأربعاء انفجر ميدان التحرير تشتعل فيه قنابل المولوتوف وتتقاذفه أطراف مختلفة من أسطح العمارات ومن فوق الكبارى، وصرح البعض على بعض الفضائيات الدولية أنهم قبضوا على آخرين من الفريق الآخر وحبسوهم فى «سجون سرية» فى التحرير؟! وقرر البعض استسهالاً أن من اعتدى على المتظاهرين هم من الحزب الوطنى والأمن، ونفت الداخلية اشتراك رجالها فى الاعتداء، ونفى رجال الأعمال أعضاء الحزب تحريضهم لأحد للاعتداء على المتظاهرين، وتذكرت ما ظلت القناة الأولى تنشره على شريط الأخبار يوم الثلاثاء مساء «صرحت قوى معارضة أنه إذا لم تنجح المعارض سيلجأ البعض للعنف»!! هل ما حدث فى ميدان التحرير يوم الأربعاء مساءً هو العنف الذى لجأ وسيلجأ إليه البعض بعدما فشلت المظاهرات فى تقويض الدولة المصرية، هل ما حدث فى ميدان التحرير وجه آخر للمؤامرة الخارجية التى بدأت يوم الجمعة 28 يناير لتفجير الوطن ودب الشقاق والفرقة بين أبنائه وإشعال فتيل الحرب الأهلية بينهم!!
(13) أومن بالدولة المدنية التى لا تميز بين مواطنيها المسلمين والأقباط وتمنحهم فرصا متساوية فى الحياة والعمل وجميع أوجه الحياة، أومن بضرورة استقلال النساء والمساواة القانونية بينهن وبين الرجال فى الحقوق والواجبات، أومن بضرورة تداول السلطة والديمقراطية وحق تنظيم الأحزاب وأطالب بنزاهة الانتخابات والإشراف القضائى عليها، أطالب بدعم حقوق الإنسان والنساء واقف بشدة ضد جريمة التعذيب وأسعى دائمًا لاحترام حقوق أى متهم وتوفير جميع ضمانات التحقيق معه وحقه فى محاكمة عادلة أمام قاضيه الطبيعى، أومن بضرورة الانحياز للطبقات الفقيرة وضرورة العدالة الاجتماعية، أومن بضرورة توزيع الدخل القومى بطريقة عادلة بين طبقات المجتمع وعدم استئثار الطبقات العليا ورجال الأعمال بخيرات المجتمع وموارده على حساب الأغلبية الفقيرة، أقف بشدة ضد الفساد والواسطة والمحسوبية وضد تزاوج السلطة بالمال، أومن بالحريات العامة واستقلال وحرية القضاء، أتمنى حلاً عادلاً لأزمة البطالة وضبط علاقة الأجور بالأسعار ورفع الحد الأدنى للأجور، أتمنى تحسين الخدمات العامة التى يعانى منها الشعب كالصحة والتعليم والإسكان، أتمنى رفع القمامة من الشوارع وتحسين شكل الحياة لجميع المصريين ومنحهم فرصة عادلة وإنسانية للحياة.. احترم حق التظاهر السلمى والوقفات الاحتجاجية والمطالبات السلمية بالحقوق الفئوية والسياسية، لكنى لا أومن بالفوضى الخلاقة التى روجت ومازالت تروج لها الإدارة الأمريكية ولا أومن بالدولة الدينية التى تدعو لها جماعات الإسلام السياسى والإخوان المسلمين، ولا أومن بالشرق الأوسط الجديد وخريطة الدم ولا تقسيم العالم العربى لكانتونات طائفية ودينية.. وأومن بمصر وطنا أحبه وأعشقه وأدفع حياتى دفاعًا عنه وأتمنى استقراره ونموه الاقتصادى ورفاهيته ورفاهية شعبه، وأومن بأهمية دوره الإقليمى وأرفض أى سلوك فردى أو جماعى يؤدى لإشاعة الفوضى فى مصر وحرق الوطن وتهديد أمانه وأمان شعبه لأى سبب أو مبرر مهما كان براقًا أو لامعًا أو عاليًا.
ومازالت كلمات السيد الرئيس فى خطابه يوم الجمعة مساءً صباح السبت تدوى فى أذنى وقتما قال «إن ما حدث من سرقة ونهب وحرق يتجاوزه لمحاولة تقويض النظام والانقضاض على الشرعية».
فى النهاية .. أدرك بحسى وبجمع التفاصيل الصغيرة بجوار بعضها البعض، رغم أن أحدًا لم يصرح أو يكشف، أن مؤامرة عسكرية اندلعت ضد مصر يوم جمعة الغضب مساءً هى التى حرقت أقسام الشرطة وقتلت الضباط وحرقت المبانى الحكومية واقتحمت السجون وأن هذه المؤامرة كانت منظمة ومحكمة وينفذها مسلحون مدربون تدريبًا شديدًا، وأنها نفذت فى ساعة صفر واحدة وهى السبب فى حظر التجول ونزول الجيش للشارع المصرى، مؤامرة بدأت والشعب كله يتابع باهتمام شديد مظاهرات جمعة الغضب!! وأن هناك من القوى الخارجية والداخلية التى من مصلحتها أن يندفع العنف وتنفجر الفوضى وترسم بدماء المصريين من المتظاهرين والشرطة خريطة جديدة لمصر وللشرق الأوسط الجديد وألا يعود الهدوء أبدًا للشارع المصرى ولو استلزم الأمر تفجير العنف بأشكال مختلفة من أول المظاهرات وحتى قنابل المولوتوف!! أدرك أن تلك المؤامرة تحقق مصالح أمريكا والفوضى الخلاقة وتسعى لتنفيذ خريطة الدم الأمريكية التى ترسم بها ملامح ومعالم الشرق الأوسط الجديد!! أتمنى أن تكشف الأجهزة الأمنية تفاصيل وحقيقة كل تلك المؤامرة وأتمنى أن تكشف الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق أين اختفت الشرطة المصرية يوم الجمعة مساء ولماذا؟ ما هو السبب والمبرر؟!
(14) ظلت ابنتى الصغيرة منذ يوم 25 يناير وحتى الآن، تنام بملابسها كاملة وتحمل فى رقبتها حقيبة بها بطاقة تعريف بها وشاحن الموبيل والموبيل وترتدى حذاءها، خوفًا من هجوم على المنازل يضطرها للجرى فلا تضيع ثانية وقتا للبحث عن حذائها وإن ضربت الفوضى فى الشوارع يكون بحوزتها بطاقة تعريف شخصية تفصح عن شخصيتها!! هذا ليس نتيجة المظاهرات وشعاراتها السياسية ومطالب الإصلاح بل نتيجة المؤامرة الخارجية التى أثق أنها حدثت حتى لو لم يعلن عنها الآن!!
لا أعرف بأى حال سيكون الوطن وحاله، وقت تنشر تلك المقالة!! لكنى أتمنى من أعماق قلبى أن يرد الكيد لصدور أعدائه وتبقى مصر سالمة بشعبها ودولتها العظيمة!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.