عندما كتب نعمان عاشور مسرحية (الناس اللي تحت) و(الناس اللي فوق) كان يرصد مرحلة التحول الاجتماعي في مصر وهي مرحلة هامة من مراحل التأسيس لمصر الجديدة بعد ثورة 23 يوليو 1952 .. كان يؤرخ لصعود نجم طبقة جديدة في المجتمع كان لها تأثير بالغ في بناء الوطن في سنوات الستينيات من القرن الماضي .. كانت ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر في مواجهة صريحة مع الاستعمار الغربي الذي كان يرفض وجودها ويعرف انها ضد مصالحه في المنطقة العربية ويعلم ان مصر التي يحكمها الثوار لن تحقق مصالحه وسوف تقف ضد اطماعه وقد كان وحوربت الثورة واوقعوا ناصر في الفخ في نكسة يونيو1967 فكانت هزيمة ثقيلة لانزال نعاني من آثارها حتي اليوم .. ما يحدث اليوم لثورة يناير 2011 التي أطاحت بالفساد ورموزه واعادت للمواطن المصري كرامته ورفعت شعار (ارفع رأسك فوق.. أنت مصري) علي نفس معاني شعار ثورة يوليو (ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعمار) .. هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر تحتاج الي الرصد والتمعن فما أشبه اليوم بالامس .نحن في مرحلة العبور الي عهد جديد يكتبه الادباء والمثقفون.. يرصدون فيه مرحلة التحولات وأعداء الثورة في الداخل والخارج الذين يتربصون بها ويسعون للانقضاض عليها واعادتها الي نقطة الصفر .. نريد من مثقفي مصر ان ينتبهوا وان يكونوا شهودا علي الحقيقة وسوف تنجح الثورة بإذن الله وسوف نخرج من كبوتنا ولن ينجح أعداء الوطن في اجهاض حلم المصريين .. الناس اللي تحت يحلمون بغد مشرق لمصر .. يتطلعون لعصر جديد يحترم ادميتهم وقد أتي ولا يجب الا يذهب دون تحقيق الحلم ! قوم يا مصري .. شاهدة علي التاريخ شاهدت مسرحية (قوم يا مصري) تأليف بهيج اسماعيل واخراج عصام الشويخ وبطولة محمد متولي وخالد محمود وبثينة رشوان ونيرمين كمال ومجموعة من نجوم مسرح الدولة .. المسرحية قدمت في القاهرة والاسكندرية .. وديكور ناصر عبد الحافظ وتصميم الازياء وطباعة المنسوجات للدكتورة نهي دراج وموسيقي والحان محمد شحاتة وغناء وليد مصطفي وسمية مجدي . اجمل ما في هذا العرض تأكيده ان مصر دائما تغفو ولكنها لا تنام .. مصر دوما في خيال وفكر صاحب (حلم يوسف) الكاتب بهيج اسماعيل انها من الدول القليلة في العالم التي لها روح وتلك الروح ترفرف عليها منذ القدم وحتي اليوم فاذا غفت مصر في وقت ما أو اخذتها سنة من النوم فلا تظن انها ماتت .. انها فقط في غيبوبة تأمل في انتظار الروح وهاهي قد عادت علي أيدي أبنائها الاحرار يوم 25 يناير .... هذا العرض من العروض الجميلة التي تؤرخ للثورة وكل ثورات مصر منذ الازل . لا تضيعوا الفرصة ولا تضيعوا الفرحة .. اجعلوا التاريخ يكتب عن ثورتنا البيضاء التي يجب علينا ان نحميها بدمائنا .