الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة تعتبر أحد أهم الاهتمامات الرئيسية لدي الشباب في معظم دول العالم كما هو معروف ان الشباب بحيويته ونشاطه هو أهم أركان هذا النشاط الرياضي سواء كان ذلك عن طريق الممارسة في المنافسة أو عن طريق التشجيع من خلال مدرجات الملعب ومع تزايد التشجيع في الوقت الحالي وحمي الانتماءات للفرق الرياضية سنجد أن الأمور قد تخرج في بعض الاحيان عن السيطرة. وبالطبع هذا الخروج يعتبر غريبا عن مجتمعاتنا وتقاليدنا وقيمنا الدينية السمحة الجميلة وهو ما يحول هذه الطاقات والنماذج الجميلة في التشجيع من الايجابية إلي السلبية والتي نطلق عليها الشغب الجماهيري.. هذا الشغب الذي قد يحدثه المنتمون إلي الألتراس له الكثير من الاسباب البعض منها يتحمله هؤلاء الشباب ومنها قلة الوعي والادراك للمسئولية والبعض الآخر تتحمله جهات أخري عديدة أبرزها وسائل الاعلام بما لها من امكانيات جبارة واسعة الانتشار ولها قوة التأثير قد تزيد في إثارة الحماس بين الجماهير والاندية بشكل سلبي. "المساء الاسبوعية" تلقي الضوء علي مفهوم الألتراس ومبادئه التي يسير عليها وتاريخه وما يجب علينا أن نتعلم من هذه الظاهرة مثل أي شيء جديد له ايجابيات يجب أن نستغلها ونتحكم فيها بل وندعمها حتي لا تخرج عن إطارها المألوف ولها سلبياتها التي يجب أن نحاربها ونقضي عليها بالتوعية السليمة ونشر الثقافة لا بالعنف والتدخل القهري أو زيادة الاثارة ولكي يكون تقييمنا لظاهرة شغب الملاعب التي انتشرت في السنوات الأخيرة وكان آخرها مذبحة استاد بورسعيد موضوعيا يجب علينا الرجوع بالزمن عدة سنوات مضت وتحديدا منذ بداية القرن الواحد والعشرين الذي شهد نشأة الألتراس في ملاعبنا العربية بشكل عام والمصرية بصفة خاصة. تعريف الألتراس الألتراس ULTraS كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد لفئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بولائها وتعصبها الشديد لفرقها وتتواجد وبشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية. وتميل هذه المجموعات إلي استخدام الالعاب النارية والصواريخ و"الشماريخ" الملونة كما يطلق عليها في دول شمال أفريقيا.. وايضا الغناء وترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فرقهم كما يقومون بتوجيه الرسائل إلي اللاعبين وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة وكل ذلك يضفي نوعا من البهجة والحماس علي المباريات الرياضية وخاصة كرة القدم. مباديء التشجيع * عدم توقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة كاملة ومهما كانت النتيجة. * ممنوع الجلوس اثناء المباراة. * حضور أكبر عدد ممكن من المباريات أن لم تكن كلها. * يظل الولاء قائم للمجموعة. والألتراس تعتمد في مواردها المالية علي أعضائها بمعني أن كل من يرغب في الاشتراك بالرابطة فعليه دفع مبلغ سنوي كما تعرض روابط الألتراس منتجات تحمل شعاراتها من انتاجها الخاص بالاضافة إلي الدخل الذي تجنيه من الالبومات الغنائية التي تصدرها. يأتي جمهور النجم الأحمر "أولاد بلجراد" ب 8001 نقطة يليه جمهور أولمبيك مارسيليا في فرنسا 1100 نقطة والانترميلان ب 1026 نقطة فجمهور الميلان ب 1023 نقطة وباريس سان جيرمان ب 758 نقطة واتليتكو مدريد الاسباني ب 636 نقطة فبوكاجونيور ب 602 نقطة وريفر بلايت ب 596 نقطة والرجاء البيضاوي المغربي ب 192 ومولودية الجزائر ب 120 نقطة. ثم يأتي ترتيب أكبر عدد من الألتراس تنقلا خلف فريقه خارج بلاده ويتقدمهم بوكاجونيور ثم إيه سي ميلان وليون وليفربول وشتوتجارت والمان يونايتد وبيشكتاش والرجاء البيضاوي والنجم الساحلي ولازيوروما. أغلب روابط الألتراس لا يكون لها رئيس أو حتي نائب رئيس ولكنها تعتمد علي قيادات جماعية تقوم بتحريك المجموعة وقيادتها أثناء التشجيع. أكثر الأمور إثارة للجدل والدراسة عقلية وثقافة الألتراس تلك المباديء التي ترسم خطا موحدا لجميع المجموعات في العالم لتجعلها وكأنها كيانا واحدا يتحرك نفس التحرك. تاريخ الألتراس في مصر بدأت بوادره عام 2006 من خلال بطولة الأمم الإفريقية وقد بدأت الجماهير تتوافد بكثرة علي الاستادات من خلال البطولة. في عام 2007 بدأت روابط الألتراس للاندية في مصر للظهور من خلال تكوين روابط ألتراس أهلاوي وآخر زملكاوي وثالث اسماعيلاوي. في عام 2008 زادت الظاهرة في الانتشار وبدأت تظهر روابط أخري للاندية منها الاتحاد والمصري والمحلة. عام 2009 شهد بداية الصدام مع قوات الأمن والشرطة بسبب استخدام الشماريخ ورغبة الألتراس في دخول الملاعب مبكرا لتجهيز دخلاتها. في عام 2010 قام ألتراس أهلاوي بالتعدي علي الشرطة بسبب مباراة كفر الشيخ الودية ومنع لهم وزادت مشاكل الألتراس بعد ثورة 25 يناير حيث قامت جماهير الوايت نايتس باقتحام استاد القاهرة اثناء مباراة الزمالك والافريقي التونسي وتعدي علي الضيوف فيما عرف باسم موقعة الجلابية. كما اشتبك ألتراس الأهلي وألتراس المصري بسبب اشعال جماهير الاهلي للشماريخ في محطة قطار بورسعيد في الدور الثاني للموسم الكروي الماضي. كما قامت الشرطة بطرد الوايت نايتس من مباراة الزمالك مع وادي دجلة بسبب الاشتباكات بين الجماهير خارج الملعب. في 6 سبتمبر أخرجت الشرطة ألتراس أهلاوي من الاستاد في مباراة كيما أسوان ووقعت اشتباكات دامية بسبب الهتافات ضد الشرطة وانتقلت الأزمة إلي المحافظات وفي بداية الدوري العام قامت جماهير المحلة بإثارة الشغب خلال مباراة فريقها مع المصري بعد هزيمة فريقها. في 9 أكتوبر وقعت اشتباكات بين جماهير الزمالك والإسماعيلي بعد نقل مباراة للزمالك وتقرر خوضها في الإسماعيلية. في 24 أكتوبر وقعت اشتباكات بالحجارة بين جمهور الإسماعيلي والاتحاد خلال مباراة الفريقين بالإسماعيلية. في 27 أكتوبر اشتبكت جماهير المصري مع الجهاز الفني لسموحة واقتحمت أرض الملعب خلال لقاء الفريقين. 31 ديسمبر شهد اقتحام جماهير غزل المحلة لملعبها في مباراة الاهلي احتجاجا لاحتساب هدف للأهلي وتم الغاء المباراة. فضلا عن وقوع صدام بين جماهير الإسماعيلي والمقاولون العرب في مباراتهما باستاد المقاولون وأخيرا الكارثة والمجزرة التي انتهت عليها مباراة المصري والأهلي وشهدت استشهاد 73 متفرجا عقب المباراة رغم انتهائها بفوز المصري 3/1 إلا أن كل الشواهد تؤكد أن هناك ايد خفية تعبث بمصر وبأمن مصر وكل هدفها اسقاط الدولة وهو الحدث الذي أدي إلي تجميد الدوري العام وجميع الانشطة الرياضية. شغب الألتراس لم يقتصر علي اقتحام الملاعب بل وصل إلي قيام البعض بحرق اتوبيسات جماهير الفرق المنافسة بل والتعدي علي الآخرين بسبب فوز فريق علي الآخر أو احتساب هدف أو إلغائه الي المشاركة في مظاهرات ومسيرات تندد بوزارة الداخلية. في النهاية فظاهرة الألتراس ظاهرة عالمية منتشرة في أنحاء العالم ولا شك انها ظاهرة بدأت في بلادنا بايجابية إلا أنه وفي وقت قصير انحرفت روابط الالتراس عن تلك الايجابيات رويدا رويدا وتحولت من نعمة إلي نقمة ومن ظاهرة ايجابية إلي السلبية لدرجة ان رؤساء الاندية الكبري في مصر وجدت صعوبة في التعامل مع أعضاء وقيادات الألتراس الأمر الذي أدي لتفاقم الموقف حتي وصل لذروته واستشهاد 73 متفرجا من شباب في عمر الزهور لم يرتكبوا أي ذنب سوي بالتشجيع لفريقها و"إنا لله وإنا إليه راجعون".