وصلت العلاقة بين إتحاد كرة القدم وجماهير الأندية إلي طريق شبه مسدود ولم يعد هناك الود المتبادل وتحول كل طرف عدو للآخر,وهذه العلاقة المتوترة صنعت حاجز نفسي بين الاندية والجماهير من جانب والإتحاد من جانب آخر. وكل هذا بسبب قرارات لجنة المسابقات وفيما يخص العقوبات الواقعة علي الاندية بحرمانها من جماهيرها بسبب الشماريخ تلك الأداة الملعونة التي خلقت وزرعت المشكلات في كل ملاعب الكرة! ووصلت تلك العلاقة لعدم الاحترام من جانب الجماهير والتي أعلنت صراحة تحديها ورفضها قرارات الاتحاد ولجنة مسابقاته بحرمانها من دخول مباراتي الاهلي مع الإسماعيلي والزمالك مع المصري, فلماذا وصل الحد لتلك المرحلة من العناد المتبادل؟ في ظل اصرار اللجنة تصر هي الآخري علي عقاب مستخدمي الشماريخ والجماهير مصرة علي أشعالها في وجه الإتحاد, وتحولت ملاعب الكرة لساحة كبري للعناد المتبادل. يجب علي الجميع الاعتراف بأن اتحاد الكرة هو من وضع نفسه في هذا المأزق الكبير وهناك العديد من الشواهد التي تؤكد ذلك, وقبل أن نسرد تلك الشواهد علينا أن نوضح أن سبب تلك الأزمة هو مباراتي الاهلي والزمالك مع الإسماعيلي والمصري تطبيقا لعقوبة أشعال الشماريخ في شكلها القديم قبل أن تتنازل لجنة المسابقات عن كبريائها وترضخ للجماهير وتحولها إلي غرامات مالية فقط, وهذه النقطة هي أولي حلقات الأزمة, فقد فشلت اللجنة في الحفاظ علي قوانينها ولوائحها نزولا لرغبة الجماهير ولفشلها في ردعها ولا يوجد من يدفع الثمن سوي الأندية المغلوب علي أمرها والتي تعتبر جماهيرها هي الوقود الذي يحرك محركها الأساسي, خسرت لجنة المسابقات القضية مع الجماهير فخسرت بالتالي قوتها ولم تجد الاحترام الكافي من الجماهير لقراراتها. ومع تهديدات اللجنة بعدم التراجع عن موفقها يزداد الإصرار الجماهيري من مجموعات الألتراس علي عدم احترام القرارات, ووصل الأمر إلي أن أخترقت جماهير الأهلي استاد القاهرة في مباراة الداخلية وهي بدون جماهير ووقفت خلف المدرجات تؤازر فريقها, وصنعت جماهير الزمالك ما هو أصعب بدخولها مدرجات استاد القاهرة في مباراة الشرطة وهي أيضا مباراة بدون جمهور, وللأسف وقف إتحاد الكرة موقف المشاهد مثله مثل أي مشاهد أخر ولم يتحرك ساكنا أو يردع هذا الخرق لقوانينه ولوائحه بمنح نقاط المباراة إلي الفريق المنافس, ورغم وجود فرصة ذهبية خلال مباراة الزمالك التي خسرها بالفعل1-2 وكان من الممكن إعلان خسارة الزمالك صفر-2 لدخول جماهيره مباراة تقام بدون جمهور ولم يكن الزمالك سيتضرر كثيرا لأنه بالفعل خسر ولكن كانت لجنة المسابقات ستكسب من هذا الموقف وترهب الجماهير في اختراق اللوائح مرة أخري, ولكنها لم تفعل. طه إسماعيل يؤكد أن تلك الأزمة التي خلقها الاتحاد ولجانه سببها حالة العناد المتبادل بينه وبين الجماهير وعدم وجود معالجة سليمة من البداية ومناقشة واقعية للعقوبات واللوائح, وكان لابد من دراسة كل الأمور قبل أعلانها, وأكد إسماعيل أن الحريات زادت بعد ثورة25 يناير وهناك من يستغلها بشكل خاطيء, وكان من الأحري علي الإتحاد أن يعالج القضية بنوع من الحكمة وعدم الدخول في حرب مع الجماهير, فلم يكن هناك حكمة في قرارات الاتحاد تجاه عقوبة الحرمان الجماهيري فالذي يتضرر هو النادي والغرامات المالية المبالغة أيضا, وتساءل شيخ المدربين قائلا: ما هي الأضرار التي تأتي من الشماريخ؟ فلا يوجد شخص واحد أصيب من أشعالها منذ أن دخلت الملاعب المصرية ولابد أن تكون هناك معالجة نفسية لصغار الجماهير وعلي الإتحاد أن يقوم بمصالحة مع الجماهير. حسن الشاذلي كان له رأي آخر عندما قال إن غياب لغة الحوار مع هذا الجيل أثر علي العلاقة المتبادلة مع الإتحاد والأفضل أن يكون الحوار العقلاني هو الغالب للقضاء علي ظاهرة عدم إحترام القوانين واللوائح, ورغم رفضه لها ألا أن الشاذلي رفض أيضا لوائح المسابقات التي تقضي بحرمان الجماهير من أساليب بهجتها وحضور المباريات حتي الغرامات المالية والتي لا يدفعها سوي الأندية التي تشتكي أساسا ندرة الموارد. واشاد الشاذلي بموقف إدارة الأهلي التي فتحت حوار مفتوح مع الألتراس لتوعيتهم بالأضرار التي تلحق بالنادي من جراء هذه الأفعال ولابد من توعية الجماهير بدلا من عقابها بشكل به نوع من العناد, ولابد أن يقوم الاتحاد بدور تربوي وفيه تقويم للسلوك وعدم الأكتفاء بالغرامات والعقوبات. أما محسن صالح فقد أكد أن تداخل السياسة مع الرياضة أثر بالسلب علي السلوك الجماهيري وهناك البعض الذي يستغل ملاعب الكرة لتنفيذ أهداف سياسية وحزبية وهو ما لم نعتاده من قبل, حتي أن بعض السياسيين في الماضي كانوا يشغلون الرأي العام بالرياضة حتي يمرروا قرارات أو رفع أسعار أو ماشابه ولابد أن تعود للملاعب قدسيتها ودورها الرياضي فقط. الالتراس: حضور المباريات حق أصيل للجماهير ولايجوز لأي جهة حرماننا وليد عبداللطيف: انعدام الثقة والعند.. ثلاث كلمات تلخصا مجمل ما خرجنا به من الحديث مع عدد من قيادات التراس الأهلي والزمالك.. فقد أجمع الطرفان علي أن اتحاد كرة القدم لا يستحق أي ثقة, بل لا يستحق أن يستمر في إدارة شئون اللعبة في مصر.., وتشابهت تفاصيل الكلام مع قيادات التراس الأهلي والزمالك فعلي الرغم من أن أسئلتنا للطرفين كانت موحدة ومنصبة علي كرة القدم وعدم احترام اللوائح والعقوبات, إلا أننا وجدنا حرصا من الجانبين علي ضرورة التشديد علي أن الالتراس الأبيض والأحمر تعرضوا لموجات متتالية من الإساءة والتشهير أدت إلي تشويه صورتهم كثيرا لدي الرأي العام خاصة بعد الثورة. في البداية أكد أحمد إدريس المتحدث الرسمي باسم التراس أهلاوي أنهم أعلنوا أنهم سيحضرون مباراة الأهلي مع الإسماعيلي علي الرغم من وجود قرار بإقامتها بدون جمهور, واعترف بأنهم كانوا مصرين علي هذه الخطوة من منطلق أن حضور المباريات هو حق أساسي للجماهير لا يجوز لجهة أن تحرمهم منه, مؤكدا علي أن التراس أهلاوي لم يقتنع بعقوبات الاتحاد واعتبرها حلقة في مسلسل المواقف السلبية والعقوبات المستفزة التي يتعرضون لها من جانب مسئولي الجبلاية. ويقول إدريس إنه علي الرغم من الشعور بالمرارة من قرارات الاتحاد, إلا أن جماعة التراس أهلاوي رأت انه من الحكمة التراجع عن تلك الخطوة تقديرا للصالح العام لمصر التي تمر بظروف واضطرابات تثير القلق وأنه من الواجب علي الالتراس مراعاة شعور الشعب المنشغل حاليا بقضايا أهم كثيرا من كرة القدم, معتبرا أن هذه الخطوة تعد دليلا علي وعي التراس أهلاوي.. كما أن التراس أهلاوي عرض مساعدة الأمن في تأمين المباريات خاصة بعد الثورة علي الرغم من أن الالتراس تعرضوا في السابق لمضايقات كثيرة من جانب الأمن ووصل الأمر إلي حد الاعتقال. أما عن الطرف الآخر فإن التراس وايت نايتس المؤيد للزمالك, فيؤكد المسئول الاعلامي عنه- الذي طلب الإشارة لإسمه بحروف( ص.أ.ش)- أن الالتراس جماعة منضبطة للغاية وعندما ترتكب أي خطأ تعترف به فورا والدليل اعترافها بما وقع من أخطاء في مباراة الإفريقي التونسي لكن فيما يخص إشعال الشماريخ فإن ال وايت نايتس لا تري فيها أي خطأ لأن الشماريخ ما هي إلا وسيلة من وسائل التشجيع, ويؤكد أنهم استخدموا الشماريخ في بادئ الأمر في الدخلات فقط لكن عقوبات اتحاد الكرة هي التي دفعتهم لاستخدامها في أي وقت من المباريات من باب العند مع اتحاد الكرة. وأكد أن كل دول العالم تسمح باستخدام الشماريخ فيما عدا إسبانيا التي لديها فرق كرة قدم تقف من خلفها جماعات عرقية فيمكن أن يتم استخدام الشماريخ استخدامات أخري غير التشجيع, وأيضا انجلترا التي توجد بها جماعات عنيفة تعرف بإسم هولوجانز, أما في مصر فإن الاتحاد اخترع عقوبات لا مثيل لها لافتعال مشكلة مع الالتراس. وأكد مسئول التراس وايت نايتس أنهم نجحوا في تغيير موقف الاتحاد وأن تعديل العقوبات دليل علي أن موقف الاتحاد ضعيف منذ البداية, غير أكد الإصرار علي دخول مباراة الزمالك والمصري وأنه إذا تم منعهم فلن يدخلوا في مشكلات مع الأمن وسيتوجهون مباشرة لمقر الاتحاد لعمل اعتصام مفتوح حتي يرحل المجلس الحالي لأنه هو سبب مشكلات. أما أحمد شبرا أحد قيادات وايت نايتس فيؤكد أن الاتراس يحترمون اللوائح فقط عندما تكون صحيحة ومنطقية, ويعترف علي أن الالتراس دخل في( دور عند) مع اتحاد الكرة وسيدخل الالتراس مباراة المصري تنفيذا لمبدأ الالتراس الذي يؤكد علي ضرورة تنفيذ أي قرارات تصدر عن الجماعة؟!