جاءت الثورة لتفجر براكين الغضب المحموم داخل النفوس ليثور المصريون علي أوضاعهم ومعاناتهم مع سنوات الظلم والقهر التي ربما تعود لعقود أبعد من ال 30عاماً الماضية لكن ما يحدث مع بداية السنة الثانية من ثورتنا المصرية من اعتصامات ومسيرات واحتجاجات بات أمراً يفوق حد الاحتمال وتعالي الأصوات التي تهتف لسقوط "العسكر" لدرجة شعرنا معها بأنهم يريدون اختزال الثورة في نهاية حكم العسكر. لقد أصبحت حالة الاحتدام والرغبة في كسر واضعاف واهانة الجيش أمراً يدعو للقلق ويستحق وقفة فحالة العناد المستمر تزيد الأمور تعقيداً وخطورة. الجيش المصري وقوي الثورة مصرية وكلنا أبناء النيل والحضارة والنور ومعادلة الصراع الدامي التي تغلف طابع الحياة علي مستقبل مصر ينبغي ألا تخرج عن المسار الطبيعي لأننا جميعاً نريد السير علي خط التغيير وحان الوقت ليعلو صوت العقل والضمير فمازلنا نتوجع من الحرائق والنيران وصوت الوطن الجريح من أبنائه. الكارثة لهذه الدرجة هانت الأرواح والأنفس لتتجدد رائحة الدم والموت ويطل علينا شبح الدمار بأحداث كارثية مخضبة بدماء شباب مصر. تعجز الكلمات أمام الحدث الجلل فقد أصبح ارتكاب المحرمات أمراً سهلاً. ويقفز السؤال الحائر من وراء الخطط والمؤامرات والتحالفات والصفقات ومن يغذي الصراعات والصدامات بين أبناء الوطن .. مصر تمر بمرحلة صعبة وإذا لم نتمكن من رأب الصدع سندفع جميعاً الثمن بلا رحمة وستنهار الثورة فوق رءوسنا. المليونيات * من مليونية العزة والكرامة إلي مليونية الرئيس أولا ولا نعلم ما هي الشعارات القادمة وماذا تخبئ لنا الأيام من مليونيات اخري .. لابد أن يعود الجميع إلي مواقعهم ويتحملوا مسئوليتهم تجاه الوطن وكفانا السير في دنيا المجهول.