صدق.. أو لاتصدق.. محكمة الحقانية بالاسكندرية وهي أكبر محكمة تضم كل أنواع القضايا التي تهم المجتمع بالمدينة يحاصرها الباعة الجائلون وسائقو المشاريع والبلطجية والمؤمنون وياليت الأمر توقف عند هذا الحد.. بل أصبحت مكانا لتجميع القمامة من البائعين السريحة والدائمين وعربات الأطعمة المكشوفة وسائقي المشاريع فأصبح دخول وخروج المستشارين والقضاة مسألة صعبة. يتم كل ذلك أمام أجهزة المحافظة دون ان يتحرك أحد.. وياليت الأمر وصل عند هذا الحد بل استغلها مرشحو الانتخابات في تلطيخ حوائطها بالملصقات مما شوه صورتها. يقول عبدالله محمود - موظف - هل من المعقول أن تكون أكبر محكمة بالإسكندرية بهذا الشكل المخزي. المفروض أنها رمز القانون والعدالة. ويري محمد مشير -موظف- ان مأساة المحكمة حاليا يدين الجميع بالإسكندرية وأولهم المحافظ وهو أستاذ قانون لأن الذي يمر بجوار هذا المبني الكبير دون ان يحرك ساكنا فهو مقصر في حق هذا الوطن. أما علاء عبدالله فيقول لقد أصبحت القمامة عنواناً للمحكمة ولولا علمنا بأنها محكمة لقلنا غير ذلك.. فأين المسئولون؟! المفروض ان يتم حسابهم بأقصي سرعة ودون رحمة. يلتقط طرف الحديث إيهاب محمد عطية قائلا: أكوام القمامة شوهت المحكمة وتاريخها الأثري ودلالتها القضائية والمفروض بحكم موقعها العظيم بمنطقة المنشية أهم مكان بالأسكندرية وهي الطريق الرئيسي للسائحين العرب والأجانب القادمين من ميناء الإسكندرية.. وللأسف السائحين يرصدون الحالة المتردية للمحكمة بكاميراتهم لتكون صورة سلبية لمصر بدلا من أن تكون إيجابية ومظهراً حضارياً كبيراً. يتساءل هاني عبدالرءوف: المفروض ان تكون المحكمة هي عنوان النظافة والنظام فكيف تؤدي دورها المنوط بها في مكان وبيئة فاسدة؟ يقول د. أكرم محمد: كيف يحكم القضاة بالمحكمة ويرضون ضمائرهم وهم يعانون يومياً من الدخول والخروج من المحكمة وسط البلطجية والمجرمين الذين سيطروا علي رصيف المحكمة من كل جانب بالبضائع والسلع المعمرة والمايوهات الحريمي والرجالي وسائقي المشاريع؟! أبدي موظفو وموظفات المحكمة الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من المساءلة غضبهم واستياءهم من سيطرة البلطجية علي جوانب المحكمة بالكامل حتي أصبح دخولهم وخروجهم شبه مستحيل!! قالوا انهم يعملون وهم يستنشقون الروائح الكريهة التي تقتحم مكاتبهم. أضافوا أنهم تقدموا بمذكرات عديدة إلي رئيس المحكمة الذي قام بمحاولات عديدة لرفع هذه المخلفات عن طريق العاملين بالمحكمة دون جدوي ولم يتحرك أي مسئول بالمحافظة! حتي ان أكوام القمامة أغلقت أبواب المحكمة الخلفية والقمامة تعود كل ثانية وتتراكم علي جدران وأرصفة المحكمة فمن ينقذ هذا الصرح العملاق الكبير؟ ويطالب الأهالي بضرورة ان يصدر المحافظ تعليمات مشددة للموظفين بالإدارات المسئولة بالتحرك لرفع كل هذه المخلفات وإعادة هيبة المحكمة من جديد بدلا من ان يقوم البلطجية والمدمنون بإغلاق أبوابها نهائيا وهذه أكبر كارثة!