لا أدري هل اختار البدري فرغلي ابن المدينة الباسلة بورسعيد وعضو مجلس الشعب يوم ذكري ميلاد الزعيم جمال عبدالناصر موعدا لمسيرة غضب أصحاب المعاشات أو أن موعد هذه المسيرة جاء محض المصادفة بعد أن نكثت الحكومة عن تنفيذ قرار وزيرتها الجديدة في التأمينات؟ ** والحق أن أصحاب المعاشات عانوا الكثير في ظل الحكومات السابقة لثورة يناير خاصة من الوزير بطرس الذي كان عدوا حقيقيا لأصحاب المعاشات كان يتندر عليهم ويصفهم بصفات هم أبعد ما يكونون عنها.. وربما نقل اليهم بعض صفاته هو - وضيق عليهم كل سبل العيش الكريم وحرم عليهم ما حلله لنفسه حتي أطيح به ومن معه من أول المخلوع حتي حاشيته! ** ولقد عوض الله سبحانه وتعالي أصحاب المعاشات بنائب بورسعيد الذي تربي في أحضان مبادئ الزعيم عبدالناصر واستطاع أن يجسد تعاليمه لا بالشعارات ولكن بالعمل علي نصرة الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم وقدموا الكثير له وحصدوا المر وعانوا من الاهمال رغم المليارات التي نهبتها الحكومات المتعاقبة من أموالهم. ** وارتفع صوت هؤلاء المهمشين في الأرض بعد النقابة التي رأسها البدري واستجاب لبعض مطالبهم الدكتور سمير رضوان أول وزير للمالية بعد الثورة إلي أن جاءت الدكتورة نجوي وزيرة التأمينات وفي اجتماعها مع مجلس إدارة نقابة المعاشات ورئيسها البدري قررت منح أصحاب المعاشات علاوة عشرة في المائة كجزء بسيط لتعويضهم مع صرف مستحقاتهم من فروق العلاوات التي ظلموا بحرمانهم منها منذ عام 2005 علي دفعات. ** استبشر أصحاب المعاشات خيرا إلا أنهم فوجئوا بتراجع الحكومة عن تنفيذ ما أعلنته الوزيرة وتعددت اجتماعات الغضب إلي ان انتهت بمسيرة الخامس عشر من يناير وستتبعها مسيرات أخري واعتصامات أخري حتي يحصل أصحاب المعاشات علي جزء من حقوقهم المهدرة رغم ان معظم وزراء ما بعد ثورة يناير من أصحاب المعاشات السابقين. ** ونتوقع أن يقود نائب بورسعيد ونقيب أصحاب المعاشات ثورة حقيقية في مجلس الشعب القادم لإعادة التوازن في كثير من المواقف التي يشعر أصحابها بالظلم والنسيان. ** وربما يتوصل البدري إلي اتفاق مع الحكومة علي إعادة كل أموال أصحاب المعاشات من وزارة المالية إلي وزارة التأمينات لإدارتها خاصة بعد ضم مسئولين من أعضاء مجلس إدارة أصحاب المعاشات إلي إدارة هذه المبالغ لتعويض ما يستحقه أصحابها بعد رفع الظلم عنهم فهم لا يطالبون بمنحة من أحد أو "جبر خاطرهم" بل بحق من حقوقهم المشروعة التي نهبتها الحكومات السابقة لثورة يناير. ** ثم عليه أن يعيد الاعتراف بعيد النصر.. العيد الذي انتصر فيه الشعب يوم 23 ديسمبر 1956 علي قوات أكبر الامبراطوريات في ذلك الوقت انجلترا وبريطانيا وربيبتها إسرائيل..