* يسأل أحمد عبداللطيف من الجيزة: ما حكم الاستعانة بالدجالين والعرافين والأخذ بأقوالهم؟! ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف: كل ذلك وأشباهه باطل من القول وزور من العمل لم يعرف في عهد النبوة ولا في الصدر الأول ولم يرد له أصل في الدين. بل ورد النهي عنه صريحاً كتاباً وسنة وهو ضرب من الاستقسام بالازلام الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية ليعرفوا ما قسم لهم وما لم يقسم لهم فحرمه الله تعالي بقوله في سورة المائدة في سياق المحرمات "وان تستقسموا بالأزلام" وهو نوع من الكهانة إذ الكاهن هو من يدعي علم المستقبل بالتنجيم أو زجر الطير أو طرق الحصي والودع ونحوه أو فنجان القهوة وقد نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن كل ذلك فعن عائشة قالت: "سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم" ناس عن الكهان فقال "ليسوا بشيء" متفق عليه ومعناه ان قولهم باطل وعن ابن عباس قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبه من السحر" رواه أحمد وابن ماجة فأفاد انه حرام كالسحر فكما ان تعلم السحر والعمل به حرام وعن أبي هريرة ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أتي كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد" والمراد بالكفر حقيقته ان اعتقد انهما يعلمان الغيب وإلا فالمراد به المعصية الكبيرة القريبة من الكفر وعن صفية بنت أبي عبيد عن بعض ازواج النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من اتي عرافاً فسأله عن شيء لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً" رواه أحمد ومسلم أي لم يجعل له ثواباً فيها. * يسأل عبدالحكيم الصاوي مدرس أول لغة عربية بمدرسة يوسف السباعي الثانوية هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟ أفيدونا بالقول الفصل؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: اتفق أهل العلم علي أنه يجوز البكاء علي الميت قبل الدفن وبعده بشرط ألا يصحب البكاء نواح أو جزع أو قول يغضب الله - عز وجل - لأدلة منها: ما روي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم - لما مات ابنه إبراهيم - عليه السلام - قال: القلب يحزن والعين تدمع ولا يغضب الرب" وقيل له أتبكي؟ قال: نهيت عن "النوح" وفي خبر آخر "هذه رحمة جعلها الله - تعالي - في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء". وروي أنه - صلي الله عليه وسلم. بكي علي قبر أمه وأبكي من حوله" وروي أنه كان في جنازة فرأي عمر - رضي الله عنه - امرأة تبكي فصاح بها. فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - دعها يا عمر. فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب". ولا خلاف يعلم ان الميت إذا أوصي أقاربه بفعل ما فيه نياحة عليه وقول وفعل ما يغضب الله - سبحانه - من جزع وعدم رضا بقضاء الله - سبحانه وتعالي - وقدره فإنه يعذب "جزاءً وفاقاً" بعدل الله ومشيئته. أما ما رواه الترمذي بسنده إلي ابن عمر - رضي الله عنهما - انه قال. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ان الميت يعذب ببكاء أهله" ففيه كما قال أهل العلم وهم وهو ثابت - أي الوهم" بقول سيدتنا عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت: إما ان ابن عمر لم يكذب ولكنه اخطأ أو نسي. إنما مر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - علي يهودية "أي جنازة وأهلها يبكون عليها. فقال - صلي الله عليه وسلم - "يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها. فظن ابن عمر ان كل ميت سواءً كان مسلماً أو غير مسلم يعذب ببكاء أهله". قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالي - ان ما روته السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أشبه ان يكون محفوظاً عنه - صلي الله عليه وسلم - بدلالة والكتاب والسنة. فدلالة الكتاب "لتجزي كل نفس بما تسعي" - من سورة طه - وقوله تعالي "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" من سورة الزلزلة وبدلالة السنة النبوية قوله - صلي الله عليه وسلم - لرجل ابنك هذا؟ قال نعم. قال اما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه". وجاء في رواية ابن عباس - رضي الله عنهما - عن حديث "الميت يعذب ببكاء أهله" قلت لعائشة - رضي الله عنها - هذه الرواية. قالت: وان ما حدث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بذلك ولكنه قال: ان الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه".