الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل.. والمكان "طريق العصلوجي" بالزقازيق.. كمين أمني رابض علي الطريق.. عجلات سيارة نقل غربية تنهب الأرض نهباً وكأن قائدها تأخر عن موعد هام.. وأراد أن يلحق به.. فأسرع بسيارته.. تقترب السيارة من الكمين.. "السائق" التفت إلي زميله وتبادلا النظرات وفهم كل منهما الآخر.. وأخذ القرار في نفسه وقرر تنفيذه فوراً ترك السيارة علي الفور واتبعه زميله إلي حقل الذرة و اختفيا بين اعشابه.. السيارة تقف علي مسافة تبعد عن الكمين قليلا لفت نظر ضابط الكمين شاب يجري والآخر وراءه يختفيان بين اعشاب حقل الذرة.اشار بمرور السيارات وذهب ومعه جندي إلي السيارة المحملة بأكياس كبيرة.. وبالتفتيش اكتشف ان بها نصف طن بانجو.. تم التحفظ علي السيارة نقل الغربية.تحرر محضر بالواقعة.. وبإخطار مدير إدارة البحث الجنائي بالشرقية.. أعد فريق بحث بقيادة رئيس مباحث المخدرات.. دلت تحرياته أن "السائق" مسجل تجارة مخدرات.. سبق ضبطه واتهامه في العديد من القضايا و مفرج عنه في قضية سابقة بعد أداء فترة العقوبة منذ فترة قريبة.كما تبين أنه عاد لممارسة نشاطه الاجرامي في تجارة الصنف وترويجه بين عملائه من تجار الصنف بمراكز وقري الشرقية.. واتخذ من عمله الجديد "سائق" ستاراً لممارسة تجارته واخفاء عمله ونشاطه عن رجال المباحث بالمحافظة.وأشارت التحريات إلي أن "السائق" تخصص في تجارة مخدر "البانجو" الذي يحصل عليه من أحد الاعراب بالإسماعيلية ليروجها بين تجار التجزئة بالشرقية وعملائه من أصحاب المزاج ومدمني الصنف وأنه يتخذ من أحد أوكاره بمدينة الزقازيق مركزاً لنشاطه.. و مخزناً لتجارته.تم عرض المعلومات علي مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية الذي أمر باعداد كمين وضبط "السائق" المتهم متلبساً بحيازة وتجارة المخدرات.. ومداهمة وكره للقضاء علي تجارته ونشاطه في ترويج السموم المخدرة.ودلت التحريات أن "السائق" الهارب اتخذ من أحد أوكار زبائنه مكاناً للاختباء فيه مع "التباع" الذي يعمل معه.. ويخشي العودة إلي مسكنه خشية القبض عليه.. خاصة بعد أن وصلته معلومات من صبيانه والناضورجية الذين يعملون معه بوجود تحركات لرجال المباحث حول مسكنه.. وأنهم يرصدون المنطقة انتظاراً لعودته للايقاع به.. بالإضافة لوجود بعض الأكمنة علي منافذ الدخول والخروج بالقرية والأماكن العامة حول مسكنه.تمكن السائق من الهروب لفترة.. ظن بعدها أنه نجح في الافلات من جريمته.. وأن هروبه من الكمين أنقذه من السقوط متلبساً بحيازة المخدرات.. وزيادة في الاطمئنان وحرصاً علي استمرار هروبه.. وزيادة في الاطمئنان وحرصاً علي استمرار هروبه وعدم سقوطه و كشف أمره.. اتصل بعملائه وحذرهم من التردد علي مسكنه وطالبهم بالتوقف عن ممارسة نشاطهم مؤقتاً حتي تهدأ الأمور وينشغل رجال المباحث بحالة الانفلات الموجودة بالشارع والتصدي لأعمال البلطجة المتكررة والمنتشرة في كل مكان.وأثناء عمله في ترتيب أموره واتصالاته لإدارة عمله بالتليفون فوجئ بقوة من رجال مباحث مكافحة المخدرات بالشرقية بالتنسيق مع مباحث الزقازيق تداهم الوكر الذي يختبئ فيه والقوا القبض عليه بتهمة الاتجار في المخدرات.حاود "السائق" التنصل من جريمته وانكار علاقته بالسيارة المضبوطة في الكمين علي طريق "العصلوجي" لكن أعصابه انهارت عند مواجهته بالتحريات والأدلة وكانت المفاجأة عندما اعترف عليه صبيه الذي كان معه في السيارة.. ويعترف "السائق" بتفاصيل جريمته وعودته لممارسة نشاطه في تجارة المخدرات.تحرر محضر بأقواله وبعرضه علي النيابة أمر حاتم نصار وكيل نيابة الزقازيق بحبسه 4 أيام احتياطياً والزج به خلف القضبان ليعود إلي زنزانته التي عشق الحياة بين جنباتها المظلمة واعتاد لياليها الباردة.. وكأنه لا يستطيع تحمل حياة الحرية والابتعاد عن طريق الشيطان.