* يسأل : محمد عبد الفتاح من القاهرة: أنا رجل قد أديت فريضة الحج مرة واحدة ولي رغبة أن أعاود أدائها مرة أخري ولكن لي أولاد أخ ايتام وفقراء لا معين لهم إلا الله وهم في حاجة إلي أن أرعي مصالحهم: فهل الأفضل لي أن أذهب مرة أخري أم أنفق وأرعي أولاد أخي الأيتام أفيدوني افادكم الله. ** يجيب الشيخ طلعت يونس احمد وكيل معهد المدينةالمنورة بالإسكندرية: ننصح الأخ السائل مادام أسقط فريضته الحج فالسعي في حاجة مصالح أولاد أخيه له ثواب أعظم من حج النافلة. لأن الوجوب في الحج مرة واحدة وقد أرشدنا الله تبارك وتعالي "ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا" الانسان. وقد روي ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته" فهنيئا لمن أزال عن أخيه شدة من شدائد الحياه أو كشف عنه عما نزل به أو حزنا ألم به فمن فعل ذلك فرج الله عنه كربه يوم القيامه والله في عون العبد أي مادام العبد في عون أخيه وفي حاجته .. وهاهم سلفنا الصالح في قيامهم بمصالح الناس وفضل قضاء حوائجهم فكانوا يتسابقون لقضاء هذه الحوائج حبا في فعل الخير وطلبا لزيادة الأجر فقد روي الحاكم بسنده وصححه كان أبن عباس رضي الله عنه معتكفا في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم فآتاه رجل وسلم عليه ثم جلس فقال ابن عباس يا فلان مالي أراك مكتئبا حزينا؟ قال نعم يا بن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم أن لفلان عليّ حق ولاء وحرمه صاحب هذا القبر ما أقدر عليه قال بن عباس أفلا أكلمه فيك فقال أن أحببت قال ما نفعل بن عباس ثم خرج من المسجد فقال له الرجل أنسيت ما كنت فيه؟ قال لا ولكني سمعت صاحب هذا القبر صلي الله عليه وسلم والعهد به قريب فرفعت عيناه "من مشي في حاجة أخيه وبالغ فيها كان خيرا له من اعتكافه عشر سنوات وقد كان الحسن البصري رضي الله عنه يحث الناس علي قضاء حوائج الناس ويقول لأن أقضي المسلم حاجته أحب الي من أن أصلي الف ركعه. * يسأل محمد سكر موظف باتحاد الاذاعة والتليفزون: الإسلام يدعو الي "الإخاء الإنساني"..فما أسس المساواة؟! ** أقام الإسلام قيمة "الإخاء الانساني" علي الرحم المشتركة أصل التناسل والتكاثر. قال الله عز وجل "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء". "يا آيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وقال سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب. إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وقد أرسي الإسلام دعائم راسخة منها: * عدم رمي البشرية بخطيئة متوارثة تلصق بالأجيال دون مسوغ. فالوحي الإلهي يقرر "ألا تزر وازرة وزر أخري وأن ليس للإنسان إلا ما سعي". * عدم جعل طائفة من البشر مستعلية علي غيرها تدعي لنفسها السيادة والأفضلية. فالأفضلية ليس لسلالة بل بتقوي الله عز وجل فالقاعدة الإسلامية "الناس سواسية كأسنان المشط" . * المساواة بين البشر أمام قانون السماء "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط". * تأصيل "زمالة الشرائع" قال المولي الكريم "قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل الي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون". إن تكريم الإسلام للإنسان كإنسان "ولقد كرمنا بني آدم" أصل أصيل يرسخ الإخاء الانساني. ونداءات القرآن "يا أيها الناس" و "يابني آدم" ورعاية أهل الكتاب كلها شواهد تنهض مجتمعة علي الإخاء الإنساني في الاسلام في أبهي وأسمي وأجلي صوره.