خرج الرسول صلي الله عليه وسلم من المدينةالمنورة للحج ومعه أزواجه وأهل بيته وعامة المهاجرين والأنصار ووصل مكة يوم الرابع من ذي الحجة من العام العاشر الهجري ويوضح الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة أن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما رأي البيت رفع يده قائلا: اللهم زد هذا البيت تشريفا, وبات في مكة حتي يوم التروية ثم ذهب إلي مني فبات بها ثم سار إلي عرفة, وكانت خطبة الوداع التي قال فيها الرسول أيها الناس: اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف, وعبرت هذه الكلمات عن قرب الرحيل,, وكانت هذه الحجة الأخيرة التي ودع فيها الرسول الناس وسميت حجة البلاغ لأن الرسول ذكر للناس فيها ما يحل وما يحرم, وبلغهم شرع الله في الحج قولا وفعلا ولم يكن بقي من دعائم الإسلام وقواعده شئ إلا وقد بينه وكمل بذلك دين الله وختمت رسالاته فأنزل الله علي رسوله وهو واقف بعرفة قوله تعالي اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا( المائدة3) فلما سمعها أبو بكر الصديق بكي لأنه أدرك أن الرسالة قد تمت وأنه قد قرب اليوم الذي يلقي فيه الرسول ربه, وظل الرسول يوصي أصحابه فقال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا, وقد أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بالنساء فقال اتقوا الله في النساء, كما قال أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه, أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وإن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل علي أعجمي إلا بالتقوي, وبهذه الكلمات تمت كلمة الله عز وجل وانتهت مهمة الرسول صلي الله عليه وسلم فأشهد الناس في خطبته الأخيرة علي أنه قد أدي الأمانة وبلغ الرسالة وأوصاهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ليكونوا شهداء علي الناس يبلغونهم ما بلغهم رسولهم ليضع رسالته أمانة في أعناق المسلمين.