قد يكون مجمل الكلام في التحليل التالي عن أسباب الانهيار في فريق الأهلي قديماً خاصة معي لأني سبق أن كتبت نفس الكلام والأسباب في تحليل سابق مع نهاية الموسم الماضي عندما نجح البدري في قيادة الأهلي للاحتفاظ ببطولة الدوري للموسم السادس علي التوالي.. وتمنيت لو ان "البدري" حمل انجازه ورحل عن الأهلي ليبحث عن فرصة حقيقية كمدير فني في أي ناد آخر.. حيث كان لديَّ يقين ان الموسم الحالي لن يكون ساراً للبدري.. ولا لجماهير الأهلي.. لأن كل المؤشرات تعطي من البداية هذه النتيجة التي تأكدت بعد التدهور الفني الخطير لمستوي الفريق ونتائجه المرتعشة.. وتطورات الأحداث التي تجري الآن تحت السمع والبصر بحثاً عن مدير فني جديد سواء كان محلياً أو اجنبياً لينتهي عصر "البدري" سريعاً جداً مع الأهلي وقبل ان تتحقق طموحاته التي يتمناها كأي مدرب مع فريق كبير. وبداية أرفض التسليم بأن البدري قد سقط.. انما فريق الأهلي هو الذي سقط.. وأرفض ان تكون الهزيمة من الإسماعيلي هي التي قصمت ظهر البدري والفريق.. فهذه الهزيمة كان يمكن ان تأتي من انبي أو وادي دجلة وبالثلاثة أيضاً.. فالأهلي في حالة انهيار من موسمين ماضيين الموسم الأخير لجوزيه وتابعه الموسم الماضي الذي انقذ فيه البدري ما يمكن انقاذه.. إلا ان العبء زاد والمشاكل تفاقمت فكان الزلزال الذي ارتجت له أرجاء القلعة الحمراء لتتحرك الإدارة للانقاذ بعد ان طال ترقبها اعتماداً علي ان كل شئ في النادي الأهلي "صح".. بينما الحقيقة ان اشياء كثيرة "خطأ".. إلا ان العيون تعمدت ألا تراها.. لأنهم في الأهلي يتبعون منهجية ترفض التغيير غير المبرر أو السريع أو الذي يحمل معني اليأس.. إلا أن الإدارة اقتنعت بعد طول صبر بأن التغيير والتضحية بالبدري أمر لابد منه حتي لا تضيع الفرصة الباقية للمنافسة علي بطولة الدوري.. وهي فرصة قائمة بالفعل لو فاز الأهلي في مباراتيه المؤجلتين يتساوي مع رصيد الزمالك.. وتصبح مواجهتهما المرتقبة في القمة غاية في الأهمية. المتهم الأول حالة الأهلي المدرب البرتغالي السابق صاحب اعظم انجازات وبطولات في تاريخ النادي الأهلي.. جوزيه كان أنانياً إلي أقصي حد ولم يفكر إلا في نفسه عندما وضعت إدارة الأهلي كل امكانات النادي لتلبية طلبات الخواجة البرتغالي فتحقق معه 19 بطولة متنوعة.. ولكنه فشل تماماً في أن يقدم للأهلي وجماهيره لاعباً واحداً صغير السن واعتمد علي الخطوة الجريئة من إدارة الأهلي التي اشترت له نخبة نجوم الكرة المصرية عند قدومه الثاني للأهلي. أبوتريكة وبركات والشاطر.. وواصلت دعم الفريق بأحمد فتحي وسيد معوض والنحاس وغيرهم.. جوزيه اعتصر هؤلاء النجوم خاصة أبوتريكه وبركات وعماد متعب.. والثلاثة عانوا ما عانوه من الاصابات ومع ذلك لم يكن يرحم أي منهم ويعتصر الجميع لآخر لحظة ويرفض بغباء أو خبث تحمل مسئولية تقديم أي لاعب جديد.. وكان يتباهي بأن بطولاته حققها مع 17 لاعباً فقط هم اجمالي من كان يعتمد عليهم بشكل اساسي.. أما البقية فهم كومبارس بعضهم خرج من الأهلي ثم عاد إليه مرة أخري.. وهذا إحدي عجائب جوزيه. لجنة الكرة.. التي اعطت كل شيء لجوزيه ولم تبخل عليه بشئ ولكنها لم تحاسبه حساباً كافياً حتي في اخطائه التي كانت تحرج إدارة الأهلي.. ولم تستعد ليوم رحيل جوزيه بأن تتحرك لاختيار البديل خاصة عندما نما إلي علمها ان جوزيه تعاقد فعلياً مع منتخب انجولا وأصبح رحيله مؤكداً.. وكان هناك وقت كاف للبحث عن بديل عن فينجادا الذي هرب من المسئولية قبل ان يعمل دقيقة واحدة مع الفريق ليتولي حسام البدري بشكل اضطراري.. ومن البداية انقسمت من حوله الآراء إلا ان الجميع قبلوا بالمغامرة في النهاية لأن مبدأ لجنة الكرة بالأهلي منذ أيام صالح سليم ان يكون المدير الفني للفريق الأول اجنبياً. المتهم الثاني أرادت لجنة الكرة ان تكافئ البدري علي الاحتفاظ ببطولة الدوري الموسم الماضي وكلفته بالاستمرار في مهمته لكنها لم تهتم كثيراً باحتياجات الفريق ونوعيتها وسارت وراء تقارير خاطئة سواء في التعاقدات الجديدة وعلي رأسها حسام غالي ومحمد شوقي أو في اللاعبين الذين تركوا الفريق علي رأسهم جيلبرتو أحد مفاتيح الانتصارات في الفريق وتعطل تماماً مع البدري. .. وهذه الأخطاء تجعلنا نتساءل إذا كانت لجنة الكرة بالأهلي تقوم بدور الخبير الكروي والاستعانة بالخبراء الحقيقيين وليس الموظفين أم انها لجنة "المقام الرفيع" التي يقتصر دورها علي وضع ختم النسر علي تصرفات الآخرين وتوفير الاعتمادات المالية؟! المتهم الثالث التسويق ضعيف بالفعل وتائه بين أكثر من شخص في إدارة الأهلي.. ففي الوقت الذي تعاني فيه خزينة الأهلي من أزمة حقيقية لم تتحرك إدارة التسويق لتحقيق إيرادات قوية تدعم مسيرة كرة القدم في النادي الأهلي رغم اسمه الكبير وجمهوره العريض.. كما إنها جلبت العديد من اللاعبين للفريق والذين تبرأ منهم الجميع الآن بمن فيهم نائب رئيس النادي الذي قال في حوار تليفزيوني أنه غير مسئول عن الصفقات الفاشلة للأهلي.. والواضح ان فكر التسويق في الأهلي خلال السنوات الأخيرة يكتفي بالمناورة مع الزمالك بخصوص شراء اللاعبين وعدم الاهتمام والنظر إلي الاحتياجات الحقيقية للفريق.. ونفس علامات الاستفهام تتعلق بتسويق اللاعبين الذين لم يكن الفريق في حاجة إليهم.. وفي هذا الشأن لم تكن العائدات ايجابية ولا في صالح المسئولين عن هذه المهمة.. وأكبر علامات الاستفهام تتعلق بالنجم الانجولي جيلبرتو الذي ودع الأهلي دون ان يستفيد منه النادي بجنيه واحد. وما بين البيع والشراء هناك علامة استفهام أخري عن الاعتبارات التي كان يتم عليها احتياجات الفريق في ضوء المتاح من اللاعبين في الساحة المحلية ووضح ان التسويق لم يتوصل إلي الأهداف المنشودة عدا الحارس محمود أبوالسعود وباقي الصفقات فاشلة تمام الفشل ولا تستحق ما دفعه الأهلي فيها. ثم يأتي دور السؤال عن اللاعب الجزائري سعيود الذي لم يستفد منه الأهلي تسويقياً أو فنياً في الملعب فأصبح طاقة معطلة تماماً. المتهم الأخير حسام البدري.. المدير الفني المسئول الأول عن الفريق. والذي وقع في عدة أخطاء بداية من مسئوليته في التعاقد مع بعض اللاعبين. بمن فيهم اللبناني غدار الذي رفضه ثم قبله مرة أخري. وتجميده للأنجولي جيلبرتو حتي رحل مجاناً مع خطاب شكر.. ثم إصراره علي طريقة لعب لم توافق أكثر نجوم الفريق لفارق السرعات الذي لم يكن لصالح هؤلاء النجوم. فتراجع مستوي أغلبهم مثل أبوتريكة وبركات ووائل جمعة وأحمد السيد. ولعب بعضهم في غير مركزه نتيجة النقص الشديد في بعض المراكز مثل أحمد فتحي وشريف عبدالفضيل.. كل هذه الأمور الصغيرة تراكمت بحجم مشاكل كبيرة داخل الفريق. ففقد البدري الكيمياء اللازمة للتفاهم مع لاعبيه. وراح في مشاكلات معقدة. لم يسعفه فيها مدير الكرة هادي خشبة. لأنه أيضاً لم يكن مؤهلاً كافياً لهذا المنصب الصعب في فريق كبير مثل الأهلي.. وأظن أن البدري اضطر أحياناً لممارسة دوره القديم كمدير للكرة. فاختلط عليه الأمر. وزادت مهمته صعوبة حتي أفلتت الأمور من يده بالتصريحات العلنية وغير العلنية من لاعبيه والتي تدينه أكثر مما تدعمه.. إلا أن كل سلبيات هذه التجربة التدريبية للبدري لا ينفي إيجابياتها العديدة. في مقدمتها أنه قاد الفريق موسماً كاملاً ليحرز به بطولة الدوري مبكراً جداً. وأيضاً أنه ترك الفريق وهو في المركز الثاني ونال هزيمة واحدة ولديه مباراتان مؤجلتان الفوز بهما يضع الأهلي علي الصدارة بمشاركة الزمالك.