استمرارا لسلسلة الحوارات الشبابية التي ينظمها المجلس القومي للشباب. نظم المجلس برئاسة خالد عبدالعزيز لقاء حواريا بقصر ثقافة الزقازيق بمحافظة الشرقية تحت عنوان "المواطنة.. والسلام الاجتماعي" بمشاركة 300 شاب وفتاة. وحضور الدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية. والدكتور أحمد عمر هاشم العالم الاسلامي الجليل. والقس ماتياس يعقوب راعي كنيسة العذراء وماريوحنا بالزقازيق. والشيخ عبدالله العجمي مدير إدارة الفتاوي بدار الافتاء وتناول اللقاء الحديث عن الوحدة الوطنية بين صفوف المصريين. ودور الخطاب الديني ووسائل الاعلام في تدعيمها. بالاضافة إلي استعراض اهم الاسباب المؤدية إلي وقوع الفتنة الطائفية بين المواطنين وكيفية مواجهتها. أكد محافظ الشرقية ان شعب مصر غني في مكوناته الثقافية ومفرداته الحضارية واثبت علي مر العصور انه شعب مترابط وتتحقق لديه حالة الرضا لاسباب واحدة يتفق عليها الجميع سواءً كانوا مسلمين او مسيحيين. مؤكدا ان ما يحدث خلال هذه الآونة من لحظات استقطاب تعد امورا استثنائية تخرج عن القاعدة العامة التي تقوم علي اساس وحدة المواطنين. دلل د.عزازي علي وحدة ابناء مصر من خلال ما شهده ميدان التحرير في ثورة 25 يناير عندما تكاتف الشعب المصري مسلمين ومسيحيين للمطالبة بحقوقهم. مشيرا إلي ان الوحدة الوطنية في هذا الحدث تجلت في ابهي صورة لها. وابهرت العالم كله من خلال توحد الجميع ووقوفهم بجانب بعضهم البعض لتحقيق مطالبهم. فضلا عن قيام المسيحيين بحماية المسلمين اثناء صلاتهم والعكس. أوضح د.أحمد عمر هاشم ان الاديان تدعو إلي التسامح ونبذ العنف. والاسلام ارسي مبدأ المواطنة ودعا إلي التسامح. وان الرسول بعد هجرته من مكة إلي المدينة قام بوضع أسس لبناء الدولة والتي ارست مبدأ المواطنة. وكانت تنص علي الاخاء بين المسلمين وغيرهم ليكونوا علي قلب رجل واحد. أكد ان مصر تمر بمرحلة تحول تاريخي تستوجب التكاتف والتعاون بين المواطنين ونبذ كل انواع الفرقة والخلاف فيما بينهم. مشيدا بتنظيم المجلس لهذا اللقاء لترسيخ اسس المواطنة والسلام الاجتماعي لدي الشباب. اكد القس ماتياس يعقوب ان الوحدة الوطنية في مصر بين المسلمين والمسيحيين هي نتاج وطن نعيش فيه جميعا ونتمتع بخيراته. وندافع عنه ضد اي اعتداء وهذا ما حدث خلال الحروب التي خاضها مسلمو ومسيحيو مصر معا. اشار إلي ان تعاليم المسيحية تحث علي محبة الغير واقرب قريب للانسان. داعيا الشباب إلي الابتعاد عن دعوي الفرقة والاختلاف والاتجاه نحو التكاتف لصناعة مستقبل افضل لمصر. اوضح الشيخ عبدالله العجمي ان مصطلح الفتنة الطائفية ظهر في نهاية السبعينيات والثمانينيات. وهو احد الاوراق التي يستخدمها البعض بهدف هدم البلاد وتخريبها في اوقات معينة. مبينا ان سبب المشكلة يرجع إلي ما يسمي ب "فساد التصوير" الذي ينتج عنه احكام معينة. وحرص الشباب المشارك باللقاء علي طرح العديد من الاسئلة والاستفسارات علي رجال الدين الحاضرين ليتعرفوا علي مزيد من الآراء ووجهات النظر تجاه الوحدة الوطنية بين ابناء مصر. بالاضافة إلي محاولة اثراء اللقاء بمناقشات شبابية هادفة واسئلة تنم علي وعي شباب مصر بقضية المواطنة. وحرصهم الشديد علي درء الفتنة الطائفية. فعن اسباب حدوث الفتنة الطا ئفية. اوضح د.عمر هاشم ان اهم الاسباب المؤدية إلي الفتنة الطائفية هي الجهل بأمور الدين. وان الانسان عندما يتعرف علي امور دينه وما يتمتع به الاسلام من سماحة مع الاديان الاخري ومنها المسيحية لايمكن هنا ان تقع الفتنة الطائفية. وبالنسبة لتصوره لمستقبل مصر في ظل الاوضاع الراهنة. اكد د.عمر هاشم انه اذا ظلت الاحداث التي تشهدها البلاد كما هي سيكون المستقبل مريرا. ولابد وان يكون هناك وقفة من جانب كل اطياف الشعب المصري حتي نتهض بمصر ونستعيد مكانتها ودورها بين الامم. واشار في الوقت ذاته إلي تفاؤله بالخير بوجود أصوات تحب الوطن. داعيا إلي نبذ الفتنة وايقاف الاعتصامات لمنح الفرصة كاملة أمام الدولة للسير للامام وتحقيق التقدم. اما عن دور الاعلام في ارساء قيم ومباديء المواطنة. اتفق الشيخ عبدالله العجمي والقس ماتياس ان الاعلام يلعب دورا كبيرا في توعية المواطنين بالمفاهيم الصحيحة حول العلاقة الانسانية بين المسلمين والاقباط بشكل يساعد بصورة كبيرة علي درء الفتنة الطائفية.