»نشر ثقافة الحوار مع الآخر وغرس قيم التسامح في الأجيال الجديدة من خلال الاسرة والمدرسة ونبذ التعصب في الخطاب الديني والتركيز علي الثوابت المشتركة بين أبناء الوطن الواحد وتفعيل مبدأ المواطنة«.. تلك هي أهم التوصيات التي خرج بها اللقاء الذي نظمه فرع ثقافة الإسكندرية بالتعاون معه الكنيسة الانجيلية بالاسكندرية أول أمس بعنوان مستقبل التعايش المشترك في المجتمع المصري بحضور إجلال هاشم رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي ومحمد مصيلحي مدير عام فرع ثقافة الاسكندرية والمستشار أحمد عوض رئيس المجلس الشعبي المحلي بالاسكندرية وعدد من المثقفين والادباء وأساتذة الجامعات.. ومن جانبه أكد القس راضي عطاالله راعي الكنيسة الانجيلية بالعطارين أن مصر قادرة علي استيعاب كل مكوناتها الطائفية والعرقية بشرط توافر المناخ الملائم لهذا الاندماج.. وأوضح أن النظام العالمي يهدف الي تفكيك العالم الي أقليات عرقية وطائفية الي أن الوضع مختلف في مصر.. فالمصريون لديهم التاريخ المشترك والثقافة واللغة المشتركة والاصل العرقي الواحد والتي من الصعب أن يتفكك.. وأرجع راعي الكنيسة الانجيلية بالعطارين السبب في التوتر الذي تشهده مصر إلي المناخ الطائفي السائد فبدلا من أن تكون الصحوة الدينية إلي دعم الوحدة الوطنية والتعايش المشترك ظهرت محاولات طائفية لتمجيد طائفة علي حساب أخري.. كذلك غياب مفهوم الدولة المدنية منوها الي أنه لا توجد أي آليات لتفعيل هذا المبدأ الذي نص عليه الدستور المصري.. وطالب عطاالله بضرورة توثيق ونشر خبرات العيش المشترك وتغيير الصورة النمطية عن الآخر وتفعيل مبدأ المواطنة.. من ناحية أخري أشارت الدكتورة بهية شاهين الاستاذ بكلية الاداب جامعة الاسكندرية وعضو المجلس القومي للمرأة إلي ان خطاب الرئيس مبارك الذي ألقاه عقب الأحداث الماضية قد قضي علي المخطط الإرهابي الذي يهدف إلي الوقيعة بين ابناء الوطن الواحد.. مؤكدة أن الحادث أثبت وحدة أبناء الوطن وقت الشدائد والتي تعتبر صمام أمان للمسلمين والمسيحيين معا .. واكدت علي ضرورة دعوة الخطاب الديني للعمل والخلق الحسن وإستناده علي ثوابت محدده من القرآن والإنجيل بعيدا عن الاعتماد علي اجتهادات غير واضحة.. وطالبت الدكتورة بهية شاهين بضرورة زيادة التعاون بين مؤسسات التجمع المدني وإغلاق القنوات الفضائية التي تعمل علي إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.. ومن جانبه لفت المستشار احمد عوض رئيس المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية إلي أهمية دور الأسرة الأساسي في توعية أبنائها لتقبل التعايش في مجتمع واحد يجمع بين المسلمين والمسيحيين في مناخ يسوده الأمن والمحبة والتعاون.. كذلك دور المدارس ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الشباب والأندية الاجتماعية في العمل علي بث تلك الروح بين أبناء الوطن الواحد.. واشار عوض في كلمته إلي أن مصر دولة متدينة فالجميع يحرص علي الذهاب إلي دور العبادة مما يدعو إلي ضرورة التزام الخطاب الديني وأن يحض علي نشر التسامح والمحبة التي تدعو إليها الاديان.. بالإضافة إلي ضرورة التزام وسائل الإعلام بالموضوعية في مناقشة القضايا منعا لإثارة الفتن .