سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكلم الطيب - ونحن نستقبل غداً .. العام الميلادي الجديد أولي القبلتين يتوجع .. والعالم الإسلامي في "سبات عميق" إسرائيل تتحدي .. إغلاق جسر باب المغاربة بالقدس آخر الإجراءات
وسط أحداث "الربيع العربي" يستقبل غداً العالم العام الميلادي الجديد بينما يعيش أهل مدينة القدس مأساة تتجدد أحداثها بصفة شبه يومية. أعمال هدم المنازل في المناطق المجاورة للمسجد الأقصي بلا توقف من أجل إقامة مساكن للمستوطنين من اليهود. وتتعمد سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحدي مشاعر العالمين العربي والاسلامي. إذ لا تعبأ بصرخات أصحاب هذه المساكن التي تتولي الجرافات إزالتها ولا تتورع اسرائيل أن تعتقل أصحاب هذه المساكن بحجة مقاومة السلطات. الصيحات الإسلامية والمسيحية تتردد في جنبات العالم تناشد المنظمات والهيئات الدولية والعالمية الوقوف في وجه هذا الزحف الذي يتهدد المدينة المقدسة من أعمال التهويد التي تقوم بها اسرائيل من هدم الأقصي في بجاحة بلا مراعاة لأية قوانين أو أعراف دولية. التعسف واجراءات القمع تستهدف تنفيذ المخطط الاجرامي لتهويد تلك المدينة التي تتعلق بها مشاعر أهل الإسلام وكذلك الأخوة المسيحيين بمختلف طوائفهم. ولم تكتف سلطات الاحتلال بفرض هيمنتها علي الأماكن المقدسة فهناك مناقشات تجري في الكنيست الاسرائيلي لإعداد مشروع قانون يعتبر القدسالمدينة الموحدة كعاصمة لدولة اسرائيل مما يعد حربا مفتوحة ضد الفلسطينيين من أجل تفريغ قضية هذا الشعب المشرد من جوهرها ومضامينها الأساسية ولا تلتفت اسرائيل إلي أية مشاعر بائسة لتلك الأسر التي دمرت مساكنها ولم تكلف نفسها تعويض هؤلاء أو تدبير أماكن لإيوائهم. الغطرسة وأساليب القوة والقهر هي اللغة التي تمارسها هذه السلطات ضاربة عرض الحائط بأي قرارات تصدر أو صدرت من الأممالمتحدة أو أية هيئات أخري. آخر الاجراءات التعسفية قيام سلطات الاحتلال الصهيوني باغلاق جسر باب المغاربة المؤدي إلي المسجد الأقصي مما يمثل تحديا سافرا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم الذين تتعلق أسمي مشاعرهم بهذا المسجد العتيق في المدينة المقدسة بالاضافة إلي أهل الديانات الأخري لأنها ليست قاصرة علي هؤلاء الصهاينة بحيث يعيثون بها فسادا كما يحلو لهم دون رادع من ضمير أو احترام لأية قواعد تجرم هذه الأعمال التي تتعدي كل الخطوط الحمراء وغيرها التي يعتبر انتهاكها جريمة لا يجب أن تمضي دون عقاب. لكن الصهاينة يعتمدون علي لغة القوة والسيطرة علي صناع القرار في أمريكا وأوروبا حيث تجري مباركة هذه الغطرسة والأدهي أنها تعتبرها من حق تلك الدولة وما زعمه "جنجرتش" المرشح المزعوم لرئاسة أمريكا بأنه ليست هناك قضية فلسطينية من الأصل وأن هذا الشعب المشرد لا أساس له يعتبر أبلغ دليل علي مساندة الغرب وواشنطن لتلك الدولة التي اغتصبت حقوق الفلسطينيين منذ أكثر من 60 عاما! الأكثر غرابة أن العالمين العربي والإسلامي يغطون في سبات عميق. ولا يعنيهم في هذه الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل من أعمال توسعية وقمعية لهدم الأقصي ولا يتألمون لأوجاع أولي القبلتين وثالث الحرمين ومسري سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" حيث صلي بالأنبياء في الأقصي ومن هناك كانت رحلة المعراج إلي السماوات العلي وقد سجل القرآن الكريم هذه الرحلة المباركة في آيات من القرآن الكريم في أول سورة الإسراء "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير". يبدو أن المشاعر تبلدت ولم تعبأ بأي تحذيرات ولم تشغلها أية اجراءات تقدم عليها سلطات الاحتلال لتهويد هذه المدينة التي تنوي اتخاذها عاصمة لدولة الصهاينة بل وتطالب الدول لنقل سفارتها إليها في محاولة لدعم تلك الاجراءات التي تقوم بها لاحلال اليهود في المستوطنات التي تقيمها للجالية اليهودية. فهل بات العالمان العربي والاسلامي في لهو وانشغال بما يجري علي أرض الواقع من ثورات تشمل الكثير من العالم العربي.. كما أن المسلمين بهذا العدد الكبير لا يشغلهم في قليل أو كثير هذا المد الصهيوني والتوسعات الاستيطانية بالأماكن المقدسة أو غيرها. ولعل ماجري من احتفالات الطوائف المسيحية في الضفة الغربية وسط قبضة اسرائيل أبلغ وصمة عار لهذا العالم في مختلف جنبات الكرة الأرضية. آخر التحذيرات هذه الأيام صدرت من الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية خلال استقباله للدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني. فقد قال المفتي إن حماية المدينة المقدسة من أهم الواجبات الإسلامية في هذا الوقت لأنها تمتلك الراية فإذا سقطت سقطت الأمة بكاملها وحماية القدس لا يجوز شرعا السكوت علي تهويدها وكذلك العدوان علي المعالم القدسية. ولم يكتف المفتي بهذه الصيحة وإنما طالب الحكومات العربية والإسلامية باتخاذ موقف حازم تجاه هذه الاختراقات المستمرة لقوات الاحتلال الاسرائيلي. كما طالب المفتي بعدم تناسي هذا الأمر الخطير في ظل زخم الأحداث المتلاحقة التي تعيشها المنطقة. لعل هذه التصريحات التي صدرت مواكبة للعام الميلادي الجديد تحرك ضمير قادة الأمة العربية والإسلامية بحيث نري في الغد القريب وقفة جادة لوضع حد لهذه الممارسات الارهابية وإنقاذ الآثار الإسلامية المقدسة. *** "دعاء" "ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين. ونسألك ربنا أن تهدينا الصراط المستقيم. ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. ونسألك أن تدبر لنا أمرنا لأننا لا نحسن التدبير. ونعوذ من الضلال بعد الهدي. ومن أراد بنا سوءاً فاجعل كيده في نحره ورد سهمه إلي صدره. اللهم إنا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا ونلجأ إلي حولك وقوتك فلا تردنا خائبين".