يقدم حالياً مسرح الطليعة بالعتبة عرضه المتميز "الحبل" للكاتب يوجيف أونيل ترجمة د. نعيم عطية وبطولة: علاء قوقه في دور "سويني" وعاصم رأفت "بنتلي" وياسمين ياسر "ماري" وبسمة شوقي "آني" إخراج باسم قناوي. تدور أحداث المسرحية داخل مزرعة بجوار البحر يمتلكها "بنتلي"- عاصم رأفت الذي يعلق حبلاً علي هيئة مشنقة ويخبر ابنه أنه لابد أن يشنق نفسه. إذا ما حدث وعاد إلي المزرعة مرة أخري وذلك عقاباً له علي سرقته للمال الذي كان يدخره والده له. ويتعجب باقي أفراد الأسرة سويني "علاء قوقة" وآني "بسمة شوقي" من إصدار الأب علي فصل ذلك واقتناعه بأن لوقا سوف يقوم بتطهير نفسه من الخطيئة! لإدراكهم أن "لوقا" أبعد ما يكون عن الإنسان التائب الذي يريد أن يتطهر وندرك أن الاب "بنتلي" يحاول أن يجعل من ابنه طلب الغفران لنفسه حتي ينال النعيم في الدنيا والآخرة ويظهر لنا العرض الآيات التي يتلفظ بها الأب ويرددها من الكتاب المقدس طوال العرض. لنكتشف في النهاية أن الاب كان يوفر الجزء الأكبر من النقود لابنه. وصيف وافق الابن علي شنق نفسه تصبح الثروة ملكاً له ويكون قد مر بتجربة الشنق دون أن يموت لأنه لم يجعل الحبل "مشنقة" حقيقة! وقد اعتمد مخرج "الحبل" في تناوله للعرض علي محورين علي مستوي الفكرة وهما: أن الإنسان يطمح للحصول علي ما هو ليس حقاً له وبذلك فإنه يسير في طريق خاطئ وسخر في النهاية من كل شئ والمحور الثاني أنه علي الإنسان أن يتأمل الدلالة التي تضع أمامه ويشعر بالإشارات التي تدله علي الحقيقة. ويظهر ذلك عندما تجد النقود لدي الفتاة الصغيرة ماري "ياسمين ياسر" وتلقي بها في البحر ولتكون بالمكان الذي أراد أن يشنق الابن نفسه فيه. مضافاً إلي ذلك اعتماد مخرج العرض "باسم قناوي" علي المدرسة الطبيعية في تناول العرض وذلك من خلال الديكور الذي صممه "مجدي جابر" تعبيراً عن الواقع وكذلك المنظور الديني الذي يري الجمهور من خلاله والموسيقي التي صاغها "أحمد حمدي رءوف" لتعبيرها عما يدور داخل النفس البشرية وكل شخصية بالمسرح بجانب الإضاءة التي كانت منها أجزاء بسيطة وبشكل واقعي ونفذها باقتدار أبوبكر الشريف.. يبقي أن العرض يتماشي مع الواقع الآني من خلاله فكرة ينبغي أن ندرك الحقيقة من خلال الإشارات التي تدور حولنا مشيراً إلي أنه لا ينبغي أن ننقسم علي أنفسنا والدخول في جدل عقيم يؤدي إلي التخلف والعودة للوراء دون تقدم أو تطور!