حماية الارواح وحرمة الاعتداء عليها في مقدمة المباديء التي أرسي قواعدها رب العالمين في القرآن الكريم فقد كرم البشر وصان حياتهم "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا" "الاسراء" فها هو رسول الله صلي الله عليه وسلم قد بعث خالد بن الوليد الي بني جذيمة فدعاهم الي الاسلام. فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا. فجعل خالد يقتلهم. فبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم. فرفع يديه وقال: "اللهم إني أبرأ مما صنع خالد. وبعث علياً بدية لهؤلاء بالإضافة الي قيمة ما اتلفه من أموالهم حتي أصغر شيء لديهم". حرص رسول الله علي حماية الأرواح في مقدمة وصيته للذين يقومون بالغزوات قال: اغزوا في سبيل الله من أجل الدفاع عن النفس في مواجهة الكفار الذين يعتدون عليهم مؤكدا عليهم "اغزوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولاتمثلوا. ولاتقتلوا الوليد ولا اصحاب الصوامع" كما أنه انكر قتل النساء والصبيان. كل ذلك في اطار اذن الله للمسلمين بالقتال دفاعا عن النفس وليس لأي شيء اخر "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير. الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز" 39 40 الحج. ضوابط محددة من أجل صيانة المجتمع من تجاوزات البعض واقدامهم علي الاعتداء علي النفس البشرية. حقوق حددها الاسلام لمن يعتدي عليه. "من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" 32 المائدة .. ازهاق الأرواح وتدمير البشر من اشد الحرمات التي حذر الاسلام من الاقدام عليها بأي شكل من الاشكال لتأمين حياة الناس المسلم وغير المسلم. وطالما ان غير المسلم كان مسالما فالإسلام يشجب اي عدوان عليه يقول الله في سورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يجب المقسطين" 8 الممتحنة. ومعلوم ان البر اقصي درجات الاهتمام بالبشر والاحسان اليهم والسؤال عنه اذا غاب أو مرض. والاسلام ليس خصيما لاي انسان غير مسلم وأبلغ دليل علي ذلك ماجاء في سورة النساء حينما سرق رجل مسلم وأراد مع اهله الصاق الاتهام بغير المسلم وساروا الي رسول الله صلي الله عليه وسلم في محاولة لإقناعه بأن اليهودي هو الذي سرق وان المسلم لايمكن ان يسرق كذبا وبهتانا وقد فضحهم الله في سورة النساء "إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله ولاتكن للخائنين خصيما. واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لايرضي من القول وكان الله بما يعملون محيطا. ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامه أم من يكون عليهم وكيلا . ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. ومن يكسب اثما فإنما يكسبه علي نفسه وكان الله عليما حكيما. ومن يكسب خطيئه أو إثما ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتانا واثما مبينا "105 112" سورة النساء . وهكذا عدالة مطلقة لافرق بين المسلم واليهودي أو غير ذلك من أهل الديانات الأخري. حماية الابرياء غير المسلمين مهمة المسئول عن المجتمع وولي أمر الأمة. وحينما نزلت هذه الايات أعاد الرسول للرجل غير المسلم حقوقه تلك قضية قد فصلها الله وانزل كلمة ووضع كل الحقائق امام رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد امتن الله علي الرسول بتأييده في جميع الاحوال وعصمه من هؤلاء الذين ارادوا ان يضلوه عن الحقيقة زورا وبهتانا. فالعباد أمام الله سواء في ميزان العدل. من يتحكم في العباد رب العباد وليس لاي انسان السيطرة علي أخر أو نهب حقوقه أيا كانت ديانته قواعد صارمة تحدد العلاقات بين الناس "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" 99 يونس تأكيد وتحذير من اعتداء مسلم علي غير المسلم. ولذلك ختم الله الايات بقوله سبحانه "ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك ومايضلون الا أنفسهم ومايضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما 113 النساء فهل بعد ذلك من توضيح لتكريم البشر دون النظر للدين او اللون أو العرق. الكل في معيار الاسلام سواء في الحقوق وصيانة النفس. وقد كان تصنيف الرسول لابي الدرداء شديدا لانه قتل رجلا كان قد قال كلمة الايمان حين رفع عليه السيف فاهوي بداليه أي تخلص منه. فلما ذكر ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم أجره قائلا هل شفقت علي قلبه حين قال ابوالدرداء للرسول انه قال كلمة الايمان متعوذا. يعني قالها للافلات من القتل هذه ضوابط وقواعد لصيانة النفس البشرية وحقن دماء بني آدم. وذلك للضرب علي يد كل من تسول له نفسه الخروج علي تلك الضوابط حتي عندما يرتكب انسانا جريمة قتل فليس لاهل القتيل الاسراف في القتل. حدود وقواعد لايمكن لأي انسان اختراقها. حماية للمجتمع ودعما لروابط المودة والمحبة بين ابناء الامة المسلم وغير المسلم. ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد.. ثم ليكن معلوما ان القصاص مسئولية الحاكم. دعاء ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. ربنا لاتردنا عن باب فضلك خائبين. ونسألك العفو والعافية والستر في الدنيا والاخرة. ونعوذ بك من الضلال بعد الهدي. نسألك ياربنا حسن الخاتمة في أعمالنا ياربنا أحسنت البداية فأحسن بفضلك العاقبة.