في هدوء شديد وصمت مثير للدهشة تحرك "الفريدو فالنتو" صاعداً درجات سلم بيت والد زوجته "ماريا" مرتدياً زيه العسكري الرسمي وطرق الباب حيث كانت زوجته تعيش مع ذويها منذ أيام طويلة بعيداً عنه رافضة الحياة معه بعد أن ضاقت ذرعاً بحياته الرتيبة المملة. ما أن فتحت زوجته الباب حتي جذب مسدسه وأطلق رصاصة علي رأسها فأرداها قتيلة في الحال وما أن ظهر جورج زوج شقيقتها حتي أطلق عليه رصاصتين فوراً فسقط بجوار ماريا يتخبط في دمائه. تخطي "الفريدو" جثة زوجته وزوج شقيقتها وانطلق إلي الداخل حيث كان الجميع يستعد للعشاء. وكانت أم ماريا ووالدها قد هرعا من المطبخ وعندما شاهدا ابنتيهما غارقة في دمائها كان الموت هو الحل الوحيد للتخلص من عذاب فراقها بعد أن شاهداها والدماء تنفجر من صدرها كنافورة تتدفق منها الدماء. واجها القاتل بقوة وصدريهما في مواجهته فما كان إلا أن أطلق وابلاً من الرصاص علي الزوجين العجوزين فأرداهما قتيلين في الحال. كانت ذاكرة "الفريدو" تعمل بنشاط وهي تسترجع العذاب الذي سببته له هذه العائلة مع زوجته وكم حاول أن يثني زوجته عن فكرة الطلاق إلا أن الزوجة التي كانت مقتنعة تماماً بفكرة الطلاق وأغلقت دونه كل الأبواب. لحظات وهبطت شقيقة زوجته من الطابق العلوي تستطلع الجلبة التي تحدث في الأسفل عندما فوجئت بالجميع قتلي أطلقت صرخة مدوية لم تكتمل حيث عاجلها زوج شقيقتها الشرطي بشرطة العاصمة روما بطلقة قاتلة فجرت رأسها لتلقي مصرعها علي الفور. بدأ السفاح الذي كان في غير وعيه يتحرك بآلة القتل في يديه وكأنه إنسان آلي في غلق الشبابيك والأبواب وقطع سلك التليفون وسلك جرس الباب في الوقت الذي كانت فيه طفلة شقيقة زوجته تواصل البكاء والصراخ. سألها "الفريدو" هل ستأتين معي لكن الطفلة الصغيرة فابينا واصلت الصراخ وهرعت نحو شرفة البيت وهي تصرخ فعاجلها "الفريدو" بطلقة أسكتت صوتها للأبد وبعد ذلك نظر نحو طفلته وفاركو شقيق الطفلة القتيلة وسأله هل ستأتي معي..؟ الطفل ماركو كان عمره لا يتجاوز 3 سنوات وكان في حالة من الفزع جعلته يلقي بنفسه في صدر "الفريدو" الذي حمله وحمل ابنته وغادر موقع المذبحة بعد أن أطفأ أضواء المنزل وأحكم إغلاق بابه علي الجثث الست بداخله. كان السؤال الذي حير شرطة إيطاليا هو لماذا أبقي القاتل علي الطفلين الصغيرين حيين ولم يقتلهما مثلما قتل الآخرين؟ كانت اجابته للمحققين أن هذين الصغيرين لم يدمرا حياته كما فعل الكبار وقال إنه لم يكن يريد قتل الطفلة فابينا لكنها ظلت تصرخ بلا انقطاع ورفضت الخروج معه من موقع المجزرة فقتلها. كانت عقوبة هذا الشرطي الذي عرف عنه الالتزام والحياة بعيداً عن الصخب والضجيج وليست له علاقات اجتماعية هي السجن المؤبد حيث لا تطبق عقوبات الإعدام في إيطاليا.