في موقع "اليوم السابع" علي شبكة الانترنت يعرض فيديو لقيادي في حركة "الاشتراكية الثورية في مصر" ويدعي سامح نجيب يتحدث في ندوة نظمها مركز الدراسات الاشتراكية قبل عدة أيام لمناقشة الوضع السياسي بعد المرحلة الأولي من الانتخابات فيقدم طرحاً غريباً علي المصريين لكنه ربما يحمل تفسيراً لما يحدث حالياً من جرائم القتل والحرق والتخريب والسحل التي لا يريد أحد أن يعترف بالمسئولية عنها. يقول سامح نجيب في الفيديو إن الاشتراكيين الثوريين يستهدفون إسقاط الجيش وإحداث انقسامات بين صغار الضباط والعساكر من جانب والقيادات من جانب آخر مؤكداً أن "إسقاط المؤسسة العسكرية وإسقاط الدولة هو السبيل لإنجاح ثورة 25 يناير". بتفصيل أكثر يشرح الأخ سامح نجيب قائلاً: "إن الاشتراكيين الثوريين يهدفون إلي إسقاط الدولة والجيش لبناء دولة جديدة.. مش ممكن إسقاط الدولة دي بدون سقوط المؤسسة العسكرية.. ومش ممكن إسقاط الجيش بدون انقسام داخله.. عايزين نكسب الجنود وصغار الضباط لمشروع الثورة ونشركهم معانا في نوع جديد من الاعتصامات.. الاضرابات الجماهيرية الواسعة هي اللي هتهز المؤسسة العسكرية من جوه وتخليها تنهار وتتشقق وبعدين تقع. كيف يتم تحقيق هذا الهدف.. يقول الأخ سامح: الاشتراكيون الثوريون يسعون لكسب القطاعات المضطهدة بالمجتمع في صفهم مثل فقراء الأقباط والنوبيين والمرأة.. محتاجين عشرات الآلاف معانا عشان نلعب دور حقيقي في إحداث انقسام في الجيش المصري علي أسس طبقية.. عايزين نكسب صغار الضباط والعساكر معانا ضد قياداتهم.. مفيش ثورة بتنجح من غير ما الجيش ينكسر من جواه.. وده هيتم بفعل الحركة الجماهيرية الضخمة. وتوقع وقوع عدد أكبر من "الشهداء" إذا تحقق هذا السيناريو مستطرداًً: "المعارك الكبيرة لسه جاية. واللي إحنا شايفينه لحد دلوقتي بروفات لإضراب جماهيري عام.. وأتوقع أن الاعتصام الجاي في التحرير هيكون فيه ناس أكثر بوعي أعلي وفهم أكبر للعملية الثورية.. ولابد من الدعاية للثورة داخل المصانع والجامعات لتحقيق النصر". لاشك أن هذا طرح جديد وصوت جديد يدعو لحرث الأرض وإسقاط الدولة والجيش من أجل ثورة طبقية.. لكن صوت من هذا؟!.. وباسم من يتحدث؟!.. ومن هؤلاء الاشتراكيون الثوريون الذين يحمل رايتهم؟! هل هم حزب شيوعي جديد غير الحزب الشيوعي المصري الذي ظهر علي السطح واكتسب الشرعية واندمج في العملية الديمقراطية.. أم أنهم فصيل آخر لا نعرف قسماته بعد؟!. إن من الأفضل أن تعلو كل الأصوات.. وأن تظهر كل الحركات علي السطح.. ومن حقنا أن نناقش ونؤيد أو نعارض.. وهذا الذي يدعو إليه الاخ سامح نجيب يتناقض تماماً مع أهداف وتطلعات ثورة 25 يناير الراقية النبيلة التي استوعبت كل أطياف الشعب المصري.. ودعت إلي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية علي أساس سياسي وطني وليس علي أسس أيديولوجية أو طبقية أو طائفية. ثورة 25 يناير هتفت لإسقاط النظام وحافظت علي الدولة والثوار الحقيقيون النبلاء تمسكوا بشعارها المتحضر "سلمية سلمية".. والانتصار لهذه الثورة العظيمة يكون بالاتجاه إلي توحيد الصفوف وتكاتف الجهود لبناء مؤسسات الدولة وتحديثها.. واستكمال طريق الديمقراطية الرائع الذي شقه الشعب المصري بطوابير الوعي والطموح أمام صناديق الاقتراع. لك الله يا مصر.. ولك الله يا ثورة 25 يناير.. إذا كان هناك من لا يزال يفكر في الهدم والحرق والتحريض وكسر الجيش ووقوع عدد أكبر من الشهداء وإسقاط الدولة في الوقت الذي اختار الشعب فيه المسار الديمقراطي والتحول المنظم والسلمي إلي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. بالتأكيد.. هذا الصوت النشاز ليس صوتنا.. ليس صوت المصريين المتمسكين بالسلام والأمن والاستقرار.. فابحثوا من يكون هذا الصوت وماذا وراءه.