سيبقي الانجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الاوليمبي لكرة القدم بالعودة لدورة الالعاب الاوليمبية بلندن 2012 بعد فوزه بالميدالية البرونزية والمركز الثالث ببطولة كأس الأمم الأفريقية الأولي للمنتخبات الاوليمبية تحت23والمؤهلة للندن واختضنتها دولة المغرب سيقي الانجاز أهم حدث رياضي حققته الكرة في عام 2011 والذي شهد ثورة 25 يناير العظيمة ليعيد للكرة المصرية بريقها.. هذا الانجاز بمثابة مسك الختام بأعظم انتصار رياضي في عام شهد في بداياته أعظم حدث في تاريخ مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو عندما حطم شعب مصر قيود الظلم والاستبداد والقهر بقيادة شبابه الذي كان قاطرة أعظم الثورات في تاريخ الإنسانية. وفي المغرب الشقيق نجح شباب مصر في الساحرة المستديرة معشوقة الملايين في إنهاء سنوات الغربة للكرة المصرية عن الدورات الاوليمبية والتي امتدت لعشرين عاما منذ شاركت مصر كوريا في دورة برشلونة الاوليمبية عام ..1992 ولم يأت هذا الانجاز وليد صدفة.. ولكنه جاء كمحصلة طبيعية لتخطيط وتدريب وجهد وعمل شاق شارك فيه كل عناصر اللعبة بداية من اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر مروراً بأحمد مجاهد رئيس البعثة في المغرب وحازم الهواري المشرف العام علي المنتخب الاوليمبي وصولاً للمهندس هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة السابق ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية الأولي للمنتخبات الاوليمبية وعضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم وكامل أبوعلي رئيس النادي المصري.. وكل منهم ساهم بجهده وفكره وخبراته في دعم ومساندة نجوم المنتخب الاوليمبي وتوفير المناخ المناسب لهم وكل عناصر النجاح والتفوق وإعدادهم نفسياً وذهنياً داخل مصر وخارجها. وكان اللاعبون في المقابل عند حسن الظن فيهم تحملوا المسئولية بشجاعة الرجال وبروح شباب ثورة 25 يناير المجيدة متسلحين بالإصرار والعزيمة والإرادة الحديدية علي ضرورة إسعاد شعب مصر بانتصار كروي يعيد لجماهيرالكرة البسمة يقودهم جهاز فني كفء بقيادة المدير الفني للمنتخب هاني رمزي ومعه معتمد جمال المدرب العام وطارق السعيد المدرب وفكري صالح مدرب الحراس ومعهم الجهاز الطبي بقيادة الدكتور مصطفي الفقي وعلاء شاكر وفجر الإسلام أخصائيا التاهيل والإعداد البدني.. تلك المنظومة الرائعة من القيادات الرياضية والمدربين المخلصين كانت وراء هذا الإنجاز التاريخي. لم يكن طريق المنتخب للعبور إلي لندن مفروشاً بالورود بل كان محفوفاً بالمخاطر والتحديات والصعوبات المتمثلة في قوة المنافسين من المنتخبات الأفريقية التي حشدت قوتها الضاربة من نجومها المحترفين بالدوريات الأوروبية والذين يمتلكون الخبرة ويتمتعون بالمهارة والقوة والسرعة واللياقة البدنية الفائقة ويحذوها الأمل والطموح في تحقيق حلم الوصول للأليمبياد مثل منتخب الفراعنة الذي قبل التحدي بشجاعة متمسكاً بالحلم الاوليمبي الذي تنتظره الجماهير منذ 20 عاماً في توقيت يحتاج فيه عشاق الرياضة للشعور بالفرحة والسعادة بانتصار رياضي كبير يخفف عنها وطأة الأحداث الحالية التي يعيشها الوطن وهو يستعد لبناء دولته الحديثة علي العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والديمقراطية. لم تتوقف الصعوبات التي تواجه حلم الفراعنة الاوليمبي بل امتدت لخسارة الفريق لأكثر من عنصر من عناصره الاساسية عندما تقرر استبعاد كل من صلاح وأبوجبل لعدم الالتزام بتوجيهات الجهاز الفني وخروجهم عن النص بسبب تصرفاتهما وخسر الفريق قبل انطلاق البطولة الخماسي عمرو السولية ومحمد إبراهيم ورامي ربيعة وسعد سمير وحمودي بسبب الإصابات ورغم ذلك أجاد هاني رمزي ببراعة توظيف باقي نجوم الفريق الذين تقرر أن يتحملوا مسئولية خوض هذه الرحلة الشاقة في الادغال الافريقية ومواجهة وحوش القارة السمراء بصلابة وقوة وإصرار من أجل تحقيق الحلم الاوليمبي. وجاء اللقاء الذي عقده المهندس هاني أبوريدة مع اللاعبين بمثابة كلمة السر لإعادة الثقة في أنفسهم واخراجهم من حالة الحزن التي اصابتهم بعد صدمة الأفيال لأن هاني أبوريدة لديه رصيد هائل من الخبرة في العمل مع المنتخبات الوطنية علي مدار 25 عاما فكان حريصاً علي اللقاء مع اللاعبين شبه يومي وفي الأوقات العصيبة الفاصلة للشد من أزرهم وتشجيعهم واستنفار طاقاتهم سواء بالفندق الذي يقيم به أو بالفندق الذي يمتلكه كامل أبوعلي رئيس النادي المصري بمدينة مراكش المغربية التي يخوض فيها الفريق مبارياته والذي استضاف فيه كامل أبوعلي معسكرالفريق قبل انطلاق البطولة بعشرةأيام علي نفقته الخاصة للتأقلم علي المناخ بتلك المدينة الساحرة ويقدم نجوم المنتخب الاوليمبي أقوي عروضهم بعد أن أصبح الحلم بين أيديهم ووصلت معنوياتهم لعنان السماء وذلك في مباراة المغرب في الدور قبل النهائي وباستثناء الدقائق العشر الأولي التي شهدت إصابة مرمانا بهدفين لفاز المنتخب المصري في تلك المباراة التي انتهت بتفوق الفريق المغربي الشقيق 3/.2 وهنا يبرز دور هاني رمزي كمدرب قدير حينما يؤكد للاعبيه أن الكرة باتت في ملعبهم إذا أرادوا التأهل وهم يواجهون السنغال في الفرصة قبل الأخيرة لانتزاع المركز الثالث وبطاقة الترشح إلي لندن مباشرة دون الانتظار لملحق آسيا.. وكان من الطبيعي أن يتلقي هاني رمزي تهنئة حارة من برادلي الذي يمثل نجوم المنتخب الاوليمبي له ذخيرته الحية في المنتخب الأول وابلغه بأنه كان ينوي الحضور للمغرب لمتابعة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ولكنه كان يخشي أن يردد المتربص.ن بالفريق أن برادلي ذهب للمغرب ليشرف علي المنتخب الاوليمبي مثلما حاولوا التشكيك في قدرات لاعبيه حتي أخرسوا كل الألسنة وحققوا انجازهم التاريخي والذي سيحتفل به اتحاد الكرة خلال أيام ليكرم فيه الأبطال ويمنحهم المكافآت المالية تقديراً لهذا الانجاز وتبلغ مائة ألف جنيه لكل لاعب بمنتخب الأمل والمستقبل المبشر بالخير للكرة المصرية.