لن يستطيع وزير الإعلام الجديد أحمد أنيس تحقيق أي شيء في الواقع المهتريء داخل مبني الإذاعة والتليفزيون ولن يكون وجوده إلا لتسكين الأمور وتسيير عجلة العمل داخل المبني حتي يأتي الوقت المناسب لإلغاء وزارة الإعلام وإعادة هيكلة مؤسساتها المختلفة. ولن يكون هناك وقت مناسب إلا استقرار الدولة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ووجود نية صادقة لفتح ملف الإعلام واتخاذ قرارات سياسية بشأنه ووضع خطة وبرنامج واضح المعالم وقائم علي أسس صحيحة يكون علي رأسها عدم الإضرار بالعمالة الموجودة في هذا الكيان الكبير المترهل المتكلس. نعم نحن لا نحتاج إلي وزارة إعلام إذا كنا سنذهب نحو دولة ديمقراطية حقيقية ولكن قبل أن نرفع هذه الوزارة من الخدمة وقبل أن تتم هيكلتها من جديد يجب أن يتعامل الخبراء مع الواقع علي أرض ماسبيرو وأن يفضوا الاشتباك بين أجهزته وشركاته وهيئاته.. لن تكون هناك إعادة للهيكلة إلا عن طريق تفكيك هذا الكيان الضخم إلي أجزاء وإعادة بناء كل جزء علي حدة بطريقة عصرية وإدارتها بطريقة اقتصادية ناجحة. فعندما تكون هناك هيئة منفصلة للإذاعة والتليفزيون كهيئة مستقلة تدار بشكل مهني وبرؤية اقتصادية عصرية وتطور نفسها بنفسها وتنطلق حرة طليقة للدخول في المنافسة المحترفة وفق خطط ورؤي جيدة أظنها موجودة في الأدراج سيكون نصف الطريق قد تم قطعه في مشوار إعادة الهيكلة. وينطبق نفس الموضوع علي قطاعات هذا الكيان الأخري لتملك حرية الحركة وحرية العمل وفق برنامج تحديث وإدارة صحيحة ودراسات جدوي تؤكد ضرورة اعتماد هذه الهياكل الجديدة علي نفسها لتغطية نفقاتها بالتدريج وتحقيق أرباح تعود للعاملين فيها وللدولة أيضا.. فشركة مثل شركة صوت القاهرة يجب أن تحدد مهام عملها ومهام إنتاجها وجدوي وجودها وتأخذ الفرصة والخطة للعمل ككيان مستقل يتحمل تبعاته بمجلس إدارة مستقل مسئول عن هذا الكيان. ونفس الأمر ينطبق علي مدينة الإنتاج الإعلامي وعلي قطاع الإنتاج وغيرها من القطاعات التي يصلح أن تكون هيئات أو شركات منفصلة أما القطاعات التي كانت تابعة مثل القطاع الاقتصادي فيجب أن يعاد هيكلته وتوزيعه ليكون في خدمة الهيئات المقامة وتابعا لها وغير منفصل عنها بمعني أنه يؤدي نفس المهام لصالح الهيئة التابع لها. لن ينتهي دور وزارة الإعلام إلا إذا تم تفكيك كياناتها المتشابكة والمربوطة فيها بسلاسل قوية ومركزية وهذا الوضع أوجده النظام السابق ليظل مسيطرا علي الإعلام بوزير تابع حريص علي أن تكون كل السلطات في يده ولطالما وجد هذا الوزير "وزير الإعلام" فلن يتحرر الإعلام المصري ولن يزداد إلا تخلفا وفسادا.