جاء قرار عودة منصب وزير الإعلام متأخرا بعدما كان قرار إلغائها متسرعا. ولا يهمنا هنا من تولي منصب وزير الإعلام فسواء كان اسامة هيكل أو جاءوا بغيره مستقبلا فهذا لا يعنينا ولكن ما يهمنا هو كيان وزارة الإعلام التي كان لها دور مهم وتنويري منذ انشائها. إن عودة منصب وزير الاعلام ستسهم بلا شك في استقرار الأوضاع داخل قطاعات الوزارة المهمة والتي تحتاج الي متابعة شبه يومية لأهميتها في زيادة الانتاج والتسويق واستقرار العاملين فيها, ومنها الهيئة العامة للاستعلامات ومدينة الانتاج الاعلامي وشركة صوت القاهرة والقطاعات الكثيرة داخل ماسبيرو, ناهيك عن موضوعات في غاية الاهمية مثل الهيكلة وتطوير الشاشة ولائحة الاجور والتعاون الاعلامي مع الدول الأخري, وهذا كله يحتاج الي وجود منصب وزير للإعلام لاتخاذ القرارات بشأن تسيير الأعمال في هذه القطاعات خاصة بعدما شهدت وزارة الإعلام تخبطا كبيرا فور الغائها في الاشهر الماضية. وفي السياق نفسه لا يمكن ان نقلد أو نعقد مقارنات مع الدول التي ألغت وزارة الإعلام في الوقت الحالي علي الأقل, لأن الغاء الوزارة يحتاج إلي بعض الوقت في الدراسة والتشريعات ووضع القوانين التي تحتاجها الوزارة في المسمي الجديد اذا كانت هيئة مستقلة أو أي مسمي آخر. إن عودة منصب وزير الاعلام جاء في الوقت المناسب لان تطوير الاعلام المرئي والمسموع وقطاعات الوزارة المختلفة تحتاج الي قرارات وتوجيهات من سلطة اعلي من سلطة رئيس الاتحاد الذي لا يمتلك سلطات الوزير في اتخاذ القرارات, وهذا لا يمنع من اعادة النظر في امكانية هيكلة الوزارة وتحويلها الي هيئة مستقلة أو أي مسمي اخر بعد الدراسة ووضع القوانين والتشريعات المناسبة لذلك, وايضا بعد ان يعود الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية لان وزارة الاعلام سيكون لها دور مهم في الوقت الحالي بشرط زيادة مساحة الحرية وتحقيق مطالب الثورة.