من المقرر أن تعقد اليوم ندوة الإعلام المصري "الريادة والتحدي" بحضور نخبة من كبار وخبراء الإعلام للخروج بحلول ورؤي للإعلام المصري في السنوات القادمة. علي أي الأحوال سيكون أولي التحديات وأكبر المشكلات هو التليفزيون المصري وما وصل إليه من حالة ترهل وتمدد وانهيار.. جعلته عاجزا عن أداء مهمته علي الوجه الأكمل وجعلته ايضا قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة بغضب 44 ألف كائن بشري يعملون داخله. عموماً الندوة تلقت عشرات الدراسات والمقترحات والحلول خلال الأيام الماضية في شأن التليفزيون وأنا شخصياً قدمت من قبل مقترحات تتلخص في أن التعامل مع هذا الكيان الكبير دفعة واحدة لن يجدي ويجب أن يتم تفكيكه إلي أجزاء كل جزء قائم بذاته كالتالي: أولاً: هيئة الإذاعة المصرية وتضم كل شبكات الإذاعة علي أن يتم ترتيب هذه الهيئة ككيان منفصل بكل متطلباته وعمالته التي يحتاجها بالفعل. ثانياً: هيئة التلفزة المصرية وتضم القنوات التليفزيونية والقنوات المحلية وتختص كل قناة بإدارتها وطاقم عملها الذي تحتاجه بالفعل. ثالثاً: قطاع الإنتاج الدرامي ويختص فقط بإنتاج المسلسلات والأفلام ويكون قائماً بذاته وينتج أعمالاً تسوق للقنوات التليفزيونية المصرية وغيرها ويضم داخله إدارة التسويق. رابعاً: وكالة الإعلانات وتتعاقد مع هيئة الإذاعة وهيئة التلفزة علي جلب وتسويق الإعلانات لديها ولها طاقمها الخاص الذي تحتاجه. خامساً: مدينة الإنتاج هيئة أو قطاعا مستقلا ينشط في إنتاج الأفلام والمسلسلات وخلافه بشكل تجاري للتسويق داخل مصر وخارج مصر بالإضافة إلي تأجير الاستديوهات وغيره. سادساً: شركة صوت القاهرة وتصبح مستقلة ايضا وتعمل في مجال الصوتيات وتنمي نفسها واستديوهاتها للإنتاج الصوتي والإذاعي للتسويق ولا تتدخل بأي شكل في الجهات الأخري. تتولي كل جهة من هذه الجهات الست إعادة هيكلة نفسها لتستوعب قدراً من العمالة المؤهلة أو التي يمكن تأهيلها وتدريبها لتصبح وحدات منتجة تغطي نفقاتها ذاتياً دون الحاجة إلي ميزانيات من الدولة فيما عدا هيئة الإذاعة وهيئة التلفزة الوطنية التي يمكن أن تغطي نفسها من موارد وكالة الإعلانات التي ستبث من خلالها وتغطي الزائد من مصروفاتها من ميزانية معقولة تحدد لها من الدولة. تتبقي هنا مشكلة العمالة الزائدة وأظن أنها ستكون من العمالة المساعدة غير المؤهلة فالعمالة الفنية سيتم استيعابها في الجهات الست بشكل جيد أما العمالة الزائدة من موظفين وعمال غير فنيين فمن الممكن تبني مشروع تأميني كبير يتيح لهم صرف مرتباتهم دون ضرر وتتاح أمامهم فرصة جيدة في معاش مبكر مغر وأن يتم ذلك بالتدريج ويتم المساهمة فيه بجزء من فائض الميزانية الكبيرة التي كانت ترصد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وجزء من فائض أرباح وكالة الإعلانات ومدينة الإنتاج وقطاع الإنتاج الدرامي وكلها من المفروض أن تحقق مكاسب. هذه الخطة تستلزم سنوات قليلة لتنفيذها ولكنها في رأيي ستنهي هذا الكيان المترهل الذي أفسده النظام السابق وجعله غير قادر علي الحركة ولن يكون أبداً قادراً علي المنافسة.