من بين نجوم الجيل الثالث من المثَّالين المصريين الفنان حسن صادق يوسف المولود عام 1924 كان قليل الإنتاج لكن أعماله النحتية تتميز باستلهام التراث الشعبي ويهتم بثراء الملمس. وقد اخذ من فن النحت المصري القديم رسوخه المعماري وبنائيته وله تماثيل منفذة بخامة الفخار المطعم بالخرز والخامات الملونة التي تطفي عليه نبلا ورقة وبهجة. تألق محمد حسين هجرس "1924-2004" في أواخر الخمسينيات وما بعدها وهو من أوائل الثمانين الذين انتهجوا اسلوبا دراميا عنيفا في أعماله التي تتناول المعاناة الصراع وتلتزم بالفكر المعبر عن روح العصر بعد استيعاب وهضم التراث. كان ينحت تماثيله في خامة الخشب واحيانا في الحجر أو يقيها من الفخار وقد تخصص في بناء التماثيل من خامة الجبس. لقد كان ينحت كشاعر درامي يملأ قلبه حب الإنسان بمعناه الشامل. وتماثيل هجرس هي نموذج للاتجاه إلي التعبير عن الحركة والديناميكية في فن النحت كوسيلة لتجسيد الصراع بين الاشكال. الصراع في أقصي درجاته حدة وقوة إلي درجة الوحشية العنيفة. فتماثيله مشحونة بالتوتر عادة. متخلصة ومشددة. فهو يعبر عن عالم معذب مشحون بالألم أنه يرتكز علي الاشكال الواقعية مع ميل إلي التلخيص حتي تبدو في أكثر اشكالها بساطة واقواها تعبيرا. أعمال محمد مصطفي محمد "1924-1990" كانت تهتم بتسجيل مواقف في الحياة اليومية.. كما تضم تصميمات مصغرة لتماثيل ميدانية. وكان فنانا واقعي الاتجاه يهتم اهتماما خاصا بالتكوين النحتي. ونادرا ما أقام مجموعات نحتية تضم عدة اشخاص. أما عباس الشيخ "1925-؟؟" فقد مارس عدة فنون من بينها النحت الكاريكاتيري وتصميم العملة المعدنية والورقية والعرائس المتحركة والميداليات التذكارية بالإضافة إلي النماذج المجسمة والدبورامات لاجنحة الشركات بالأسواق الدولية. وقد تميز بالمهارة والدقة في منحوتاته. وهكذا تعددت الاتجاهات الفنية وتعايشت مع بعضها في وقت واحد. ابتداء من استلهام التراث الفرعوني والحضارات المتتالية بعده. أو بالأخذ عن الفنون الغربية الكلاسيكية والمعاصرة علي حد سواء بالإضافة إلي التطلع إلي الأشكال الشعبية التي ينتجها أبناء الشعب في المدينة والريف خاصة فنون النوبة التي احتلت بؤرة الاهتمام أثناء بناء سد أسوان العالي. فعمل عدد من الفنانين علي تحقيق ذواتهم وفرديتهم معتمدين علي كل ما يمثل ملامح مصرية من ناحية الشكل. واتجه آخرون إلي الاستفادة باساليب المدارس الفنية الغربية في محاولة للخروج بإنتاجهم من المستوي المحلي إلي المستوي العالمي. وعدد كبير من أبناء هذا الجيل كانوا يعيشون باجسامهم في مجتمعهم وبعقولهم وآمالهم في مجتمعات أخري. ولجمهور آخر يحلمون بتقديره لإنتاجهم بعد ان ينسوا من تحقيق تقدير محلي. نظرا لاختفاء رعاة الفن السابقين.