يضم هذا الجيل الفنانين الذين ولدوا في نهاية الحرب العظمي "1914 - 1917" حتي نهاية الحرب العالمية الثانية "1939 - 1945".. لقد واجه هذا الجيل فترة الانحسار في المد الثوري الذي أعقب ثورة 1919. وابتداء من عام 1936 وهو عام توقيع المعاهدة مع الانجليز المحتلين لمصر. أصبح الفن الرسمي محايداً خالياً من الحرارة الثورية التي سبقت توقيع المعاهدة. خاصة أن معظم نجوم العشرينيات كانوا قد رحلوا وعلي رأسهم المثال محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر وتماثيل قائد ثورة 1919 سعد زغلول. ويضم هذا الجيل الثالث: عبدالحميد حمدي "1917 - 1978" وكان عضواً في جماعة حامد سعيد. وقد تفوق في إقامة التماثيل التي تتبع الأسلوب الكلاسيكي الأوروبي. لكنه لم يقتصر علي هذا الميدان إنما عبر عن ثلاثة جوانب وتفوق فيها هي الموضوعات القومية ورءوس الحيوانات والتماثيل النصفية. ونلحظ في إنتاجه أثر دراساته للنحت المصري القديم والنحت الهندي وأعمال "ميكل أنجلو" وقد اتبع الأسلوب الواقعي في النحت وكان مدافعاً عنه. المثال فتحي محمود " 1918 - 1979" كان يعتبر أعمال عصر النهضة الإيطالية هي المثل الأعلي والنموذج الذي يصبو إلي بلوغ مستواه لكن شخصيته أضافت حيوية وحرارة جعلت أعماله تحظي بإعجاب عام خاصة لدي الذين يقدرون المهارة في الأداء. وقد نجح في تنفيذ عدد كبير من تماثيله في الأماكن العامة.. وهو الفنان الذي يمثل النموذج الكلاسيكي الغربي في مسار حركة النحت المصري الحديث. أما أحمد أمين عاصم "1918 - 1989" فقد عرف بموقفه الرافض لإنتاج التمثال الصغير الذي يوضع في الأماكن المغلقة أو المسقوفة واتجه إلي التمثال الصرحي الذي يوضع في الهواء الطلق والأماكن المكشوفة ولم ينتج التماثيل الصغيرة إلا بعد بلوغه الستين.. لهذا كانت مشاركته نادرة في المعارض العامة مكتفياً بالأعمال القليلة التي أقامها في الأماكن العامة. مارس محمود كمال عبيد "1918 - 2002" النحت والخزف معا وأقام أول معارضه في فن النحت عام 1947. وكان من أعضاء جماعة حامد سعيد. وله العديد من التماثيل الصغيرة. كما تخصص في تماثيل الأشخاص. أما كامل جاويش "1919 - 1994" فأعماله واقعية الاتجاه. تأثر فيها بالفنون القديمة وفاز عنها بعدة جوائز في مسابقات النحت. وأحمد حافظ رشدان "1920" كان ايضا من أعضاء جماعة حامد سعيد. مارس الرسم والنحت وأجري تجارب علي استخدام اللوائن والبلاستيك ثم النحت علي الخشب والعاج. وكان يهتم بالجوانب النظرية في الفن وفكرة الاستخدام النفعي التجميلي لفن النحت. النحات أنور عبدالمولي "1920 - 1966" كان من التلاميذ المخلصين بجماعة حامد سعيد ومن أعضاءها البارزين. وقد استطاع رائد هذه الجماعة أن يضع أعمال أنور عبدالمولي في بؤرة الضوء خلال رعايته لها والرعاية لمنحوتاته التي ترتكز علي فكرة إحياء التراث ونقله لعصرنا الحاضر. ومعظم تماثيل عبدالمولي من النحت المباشر في الحجر الجيري. وموضوعها الرئيسي هو الأمومة. أما أسلوبه في التشكيل فهو استمراراً لأسلوب محمود مختار. يحتفل بالحركة في الأجسام ويضفي بعض سمات الفن المصري القديم إلي منحوتاته. محمود اللبان فنان تلقائي "1921 - 2002" كان يعمل بائعاً للبن ثم هجر مهنته لينغمس في صناعة التماثيل من الجبس بأسلوب بدائي يصور أشكالاً غريبة وأسطورية ولهذا كان أشهر نحات فطري في مصر. إبراهيم شتا "1922 - 1982" من الفنانين الفطريين بالإسكندرية الذين خرجوا من بين المثقفين. مارس الرسم في البداية ثم اتجه إلي نحت الخشب في أوائل السبعينيات وتميزت تماثيله بمذاق سيريالي وعرف بمهارته في معالجة خامة الخشب وتطويعها. أما عبدالقادر مختار المولود عام 1922 فقد عرف بتميزه الفريد في تلوين التماثيل. وأعماله واقعية الاتجاه. المثال لويس فلسطين المولود عام 1922 هاجر إلي أسبانيا عام 1954 ويتركز نشاطه الفني في فن الميدالية. وله مجموعة شهيرة من الميداليات التي تصور الشعراء العرب بالأندلس. يعتبر الفنان حسن العجاتي "1923 - 1979" من المثالين المجددين كان ينقر من الشكل الواقعي ويولي اهتماماً خاصاً بملمس السطح في تماثيله. وقد نفذ عدداً من أعماله في خامة الحديد وأخري نحتها في الخشب بأسلوب تعبيري مبسط.