أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان «التعريب: ثقافة وهوية» للكاتب طارق إبراهيم حسان. يتناول الكتاب قضايا التعريب ودوره الحيوي في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز هويتها الثقافية، منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث. يبرز الكتاب كيف ساهم التعريب في إثراء اللغة العربية بإدخال مفردات جديدة، ويستعرض الجهود الكبيرة التي بذلتها الحضارة العربية في مجال الترجمة والتعريب، مقابل التراجع الراهن في الاهتمام باللغة العربية. إلا أن الكاتب يشير إلى محاولات حثيثة تبذل في العديد من الدول العربية لحماية اللغة وتطويرها لتواكب العصر الرقمي والإنترنت. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الأول بعنوان "خصوصية اللغة ومراحل تطويرها"، ويعرض لنشأة اللغة، وعلاقتها بالهوية، والتحديات المعاصرة، إضافة إلى جهود تطوير اللغة عبر تقنيات الحاسوب. أما القسم الثاني، "التعريب.. الأهمية والآفاق"، فيؤكد على أن التعريب والترجمة يمثلان جناحي النهضة، ويبحث في مفاهيم التعريب، وتعريب المصطلحات، ودور التعليم في دعم هذه العملية. ويختتم الكتاب بقسم ثالث بعنوان "اتجاهات التعريب قديمًا وحديثًا"، يناقش فيه إشكاليات تعريب العلوم، خاصة الكيمياء والطب، مستعرضًا نماذج وتجارب عربية رائدة في هذا المجال، إلى جانب إبراز إسهامات العلماء العرب في شتى العلوم. يدعو الكتاب إلى الاعتزاز باللغة العربية، مؤكدًا أن تدريس العلوم بها ليس عيبًا، بل هو تأكيد على ريادة العرب وإسهامهم في بناء الحضارة الإنسانية.