يلمح الناظر الحسرة في عيون أبناء سوهاج والحرارة في قلوبهم وهم يرون بأم أعينهم محافظتهم ترقص علي السلم رغم امكاناتها البشرية والطبيعية والأثرية والسياحية والنيلية وفوق ذلك كرم أهلها للضيف الذي يصل لحد حرمان أهل المنزل مما لذ وطاب وتقديمه للضيف عن طيب خاطر ويلمس ذلك كل من زار سوهاج. وحسرة أبناء سوهاج لها أسبابها فمحافظتهم تمتلك من المقومات السياحية والأثرية بأنواعها الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية مايؤهلها لمضاهاة آثار الأقصر الشهيرة بل وكما أكد علماء وخبراء الآثار أنه عند اكتمال أعمال الكشف عن آثار سوهاج الفرعونية تفوق الاقصر من حيث الأهمية ولا عجب فالواقع خير شاهد. ولسان حال أبناء سوهاج يقول سامح الله حكومات ما قبل ثورة 25 يناير عشمتهم بمعسول الوعود وضع محافظتهم علي خريطة السياحة الدولية التي تنقل المحافظة للعالمية وأن كل مواطن بالمحافظة سوف يأكل بمعلقة من دهب وأن الطيور المهاجرة من أبنائها سوف تعود لأحضان محافظتهم للمشاركة في منظومة التنمية والاستثمار علي أرضها. ولكن عفريت تعطيل المراكب السائرة وقف بالمرصاد لوعود الحكومات وتم الصاق صفة الإرهاب بالمحافظة الذي أوقف اتمام الطريق الدولي سوهاج البحر الأحمر منذ التفكير فيه عام 1990 حتي تم بدء تنفيذ الطريق عام 2007 وافتتح في 4 فبراير 2010 والعجيب أن مدراء أمن سوهاج في الفترة من منتصف الثمانينات حتي عام 2000 ومعهم قيادات أمن الدولة تحالفوا مع العفريت علي اعتبار أن فتح وتشغيل الطريق يعمل علي تصدير الإرهاب السوهاجي المزعوم لمحافظة البحر الأحمر السياحية وبالتالي يتم ضرب السياحة هناك علي الرغم من أن 50% من إجمالي العمالة والمقاولات وموظفي الفنادق السياحية في البحر الأحمر من أبناء سوهاج والمضحك أن 6 محافظين حكموا سوهاج اشتركوا بحسن نية تسيقها العواطف في تحذير أبناء المحافظة وفرقعة بالونات الوعود بأن المحافظة في طريقها للانضمام لمنظومة السياحة الدولية . يقول الفريق وضاح الحمزاوي محافظ الإقليم أن أبناء سوهاج ظلموا كثيراً وآن الوقت لرفع الظلم عنهم ولهم الحق في أحلامهم بعودة السياحة النيلية لأن خريطة السياحة من أهم مقوماتها توافر الأماكن الاثرية والطرق المرصوفة وقبل ذلك الأمن والأمان والكرم تجاه الزائر وهذا متوفر وأريد منه بين أبناء المحافظة أشار محافظ سوهاج إلي أن المحافظة استعدت للاستفادة القصوي من عودة السياحة النيلية بمقومات سياحية تأخذ بلُب وعقل السائح ليقضي أكبر وقت في سوهاج ومنها منطقة الكوثر وبها العديد من أماكن السياحة والترفية وقرية الكوثر السياحية وتضم 18 شاليها والمخيم السياحي بالكوثر. قال محافظ سوهاج أن مسار المراكب والبواخر النيلية آمن وممهد وذلك بشهادة اللجنة المشكلة من مندوبين لوزارة السياحة وغرفة شركات السياحة ووكالات السفر وغرفة الفنادق العائمة حيث تحركت اللجنة علي ظهر باخرة من القاهرة وحطت في سوهاج في الرابع من ديسمبر الجاري وأطمأنت لصلاحية مجري نهر النيل أمام البواخر النيلية وأنه بعد أن اطمأنت اللجنة علي صلاحية مجري النيل ووقفت علي استعدادات المحافظة لاستقبال السياحة النيلية يجب البدء علي وجه السرعة علي الدفع بأفواج سياحية تهوي السياحة النيلية بهدف انعاش الحياة الاقتصادية في المحافظة. أما المهندس علاء ياسين السكرتير العام للمحافظة فيوضح بأن المحافظة تضم عدداً من المراسي النيلية اللازمة لمثل هذا النوع من السياحة النيلية منها مرسي بجوار المتحف الاقليمي للآثار وآخر مقابل جزيرة الزهور ومرسي في مدينة البلينا بالقرب من منطقة آثار أبيدوس.. وجاري المطالبة بانشاء مرسي مدينة أخميم بتكلفة 10 ملايين جنيه وجاري الانتهاء من أعمال الانارة بالمراسي تنفيذاً لما طالبت به اللجنة الأخيرة التي تفقدت المجري الملاحي للنيل من القاهرة حتي الاقصر.. وتم أخذ كل الإجراءات للتأمين ضد الحريق للبواخر وأوضح ياسين أن سياحة البواخر النيلية ناجحة جداً ولا تتطلب فنادق كالمتعارف عليه وأن كل روادها من الاغنياء الذين يقومون بالصرف بلا حدود وبالتالي تزدهر حركة البيع لحرير أخميم والبوسترات الاثرية وورق البردي. في حين يوضح حسام محمود مدير عام السياحة بالمحافظة بأن آخر فوج سياحي زار المحافظة عن طريق السياحة النيلية قام عام 1996 قبل حادث الاقصر وكان الفوج يتكون من 600 سائح وأن المحافظة كانت تشهد وصول 3 بواخر سياحية في اليوم الواحد وعند عودتها بمعدلات أكبر سوف تتغير سوهاج للأفضل بفضل وجود المئات من فرص العمل لابنائها.. ويشير إلي أن زوار أبيدوس أيام سياحية البواخر كان يصل إلي ألف سائح في اليوم الآن وصل العدد إلي 50 فقط.