ساعات قليلة مرت علي افتتاح الرئيس مبارك لطريق الصعيد - البحر الأحمر الذي ظل حلما لأبناء سوهاج طوال 40 عاما خاصة وأنه يفتح آفاق التنمية لمحافظات قناوسوهاج وأسيوط والبحر الأحمر ويمثل شريان حياة جديدًا بطول 412 كيلو مترا. الطريق بلغت تكلفة المرحلة الأولي منه 1.8 مليار جنيه بتمويل من وزارة الاستثمار وبدأ العمل فيه منذ شهر يوليو عام 2007 واستغرق أكثر من 3 سنوات متواصلة بتنفيذ شركة المقاولات العامة. وقال المحافظ اللواء محسن النعماني أنه تم وضع خطة لاستغلال الأراضي الواقعة علي جانبي الطريق بالتنسيق بين وزارة الاستثمار والمحافظة مشيرًا إلي أنه تم انشاء شركة الصعيد البحر الأحمر لبحث فرصة استغلال الطريق استثماريا. واضاف المحافظ أنه تم تخصيص 113 فدانًا للمناطق الصناعية والتعدينية و 108 أفدنة لمنطقة صناعية بأسيوط ومجمع صناعات علي مساحة 60 ألف فدان بقنا فضلا عن اقامة مدينة سياحية في أخميم علي مساحة 435 فدانًا ومدينة سياحية أخري في سفاجا علي مساحة 2500فدان كما يتم اقامة تجمعات عمرانية وسكنية علي مساحات مختلفة تصل إلي 6 آلاف فدان. وأشار النعماني إلي أن الطريق يسهم في دفع عجلة الصناعة والاستثمار حيث من المقرر اقامة 25 مشروعًا صناعيًا تستفيد من إدخال الغاز الطبيعي والبنية الأساسية بالاضافة إلي فتح آفاق التدفق السياحي والتصدير والاستيراد خاصة وأن الطريق سيربط الصعيد بموانئ الدول العربية موضحًا أنه سيتم استصلاح واستزراع 250 ألف فدان من بينها 60 ألفا بوادي قنا التي تعد من أجود الأراضي القابلة للاستصلاح حيث تشير الدراسات إلي وجود خزان جوفي كبير يساهم في ري هذه المساحات وقد سبق أن تلقت المحافظة 32 ألف طلب من أبناء سوهاج للاستصلاح الزراعي والخدمي والسياحي وسيتم دراسة هذه الطلبات بمعرفة وزارة الاستثمار والشركة القومية للتشييد. وأوضح المحافظ أنه يتم توزيع الأراضي علي المستثمرين بنظام حق الانتفاع وبشروط محددة خلال الفترة المقبلة مشيرًا إلي أن عملية التوزيع ستكون بشفافية وعدالة كبيرة خاصة وأن الشروط تم وضعها بما يوفر التنمية الشاملة لهذه المحافظات. وأضاف النعماني أن الرئيس مبارك يولي الصعيد اهتماما غير عادي لتعويض ابنائه عن سنوات الحرمان التي عاشوها ولذلك وافق علي انشاء طريق يصل بهم للبحر الأحمر ومطار جديد ينهي عزلتهم عن باقي المحافظات . وأضاف المحافظ أن الرئيس مبارك سبق وأن أعطي تعليماته بتنفيذ ازدواج الطريق بمجرد افتتاح المرحلة الأولي والتي تضم 276 كيلو مترا وهي مرحلة سوهاج - سفاجا موضحًا أن معدات الشركة المنفذة للطريق سوف تستمر علي أرض الموقع لاستكمال المرحلة الثانية. وعن المطار قال النعماني أنه تم اختيار موقعه علي أسس علمية وفنية وأن هناك لجنة من الهيئة العامة للطيران المدني هي التي اختارت الموقع من بين 3 بدائل وتم تخصيص مساحة 4285 فدانًا. وأشار محافظ سوهاج إلي أن العمل استغرق في المطار عامين ليكون أفضل وأكبر مطار دولي في مصر بعد مطار القاهرة ويساهم في استقبال المسافرين من أبناء سوهاج الذين يعملون في الدول العربية والخليج لافتًا إلي وجود احصائية تشير إلي أن أكبر عدد من العمال الذين يعملون بالخليج علي مستوي الصعيد من سوهاج وهناك قري باكملها يعمل ابناؤها في الخليج خاصة مركزي جرجا والبلينا. ومن المستثمرين أكد المهندس محمود فرغلي الشندويلي رئيس جمعية المستثمرين في سوهاج أن الطريق هو طريق الأمل لجميع مستثمري حي الكوثر والمناطق الصناعية بقرب طهطا وغرب جرجا والأحايوة شرق.. حيث يساهم في دفع حركة التصدير والاستيراد وتسيير حركة نقل البضائع والمنتجات المختلفة، فضلا عن توفير نفقات نقل المواد الخام من الدول العربية والأجنبية والأوروبية إلي ميناء سفاجا ومن ثم إلي سوهاج بدلا من نقل المواد الخام عن طريق موانئ الإسكندرية وبورسعيد الذي يكبد المستثمرين نفقات كبيرة. وأضاف محمد الجلال توفيق، رئيس فرع الهيئة العامة للاستثمار بالمحافظة، أن الطريق يمثل نقلة حضارية هائلة ليس في سوهاج فحسب بل في محافظات قنا وأسيوط والبحر الأحمر.. وعندما يتم البدء في إنشاء المشروعات المختلفة علي جانبي الطريق مثل المشروعات الصناعية والعمرانية والخدمية والسياحية والزراعية فسوف يتغير الصعيد إلي الأفضل خلال سنوات قليلة وتنعكس هذه المشروعات وأثرها علي جميع سكان المحافظة، حيث يتم توفير آلاف فرص عمل. بالإضافة إلي إنشاء مجتمعات عمرانية ومشروعات صناعية وسياحية واستغلال الثروات التعدينية مثل المحاجر المختلفة والعديد من الخامات والمناجم المتوفرة بجوار المسار المقترح سواء بالهضبة شرق سوهاج مثل محاجر الحجر الجيري ومحاجر الترفرتين والبريشيا والرخام والطفلة والمعادن الطينية واستغلال مناجم الخامات والمعادن الاقتصادية بجبال البحر الأحمر والبركانيات ورخام الربنبتين الأخضر. وقال حسام الدين محمود مدير إدارة السياحة بالمحافظة إن طريق البحر الأحمر يختصر المسافة إلي أقل من 275 كيلو متر من سوهاج إلي سفاجا ويختصر الزمن من 7 ساعات إلي ساعتين ونصف الساعة لتكون المسافة من سوهاج إلي سفاجا مثل القاهرة إلي الإسكندرية، مما سيوفر الوقت والجهد للسائح لزيارة المناطق الأثرية بوادي النيل عبر الطريق من الغردقة إلي سوهاج ومنها معبد أبيدوس بالبلينا ومنطقة آثار أخميم والدير الأحمر والدير الأبيض بجبل سوهاج الغربي ثم يتجه السائح جنوبا إلي قنا ثم الأقصر وأسوان والعودة إلي الغردقة مرة أخري مما يشجع السائح علي زيارة جميع المناطق السياحية بصعيد مصر. وأشار محمود إلي أن الطريق يخلق فرص عمل جديدة للشباب في مجال السياحة وتطوير ورواج تجارة الحرير الطبيعي والمنسوجات اليدوية والثلي الذي تشتهر به جزيرة شندويل عالميا بالإضافة إلي تجارة التحف والانتيكات والتي يسعي إليها السياح ويقبلون عليها. وأوضح محمود عبدالرحيم أمين الاستثمار بالحزب الوطني وأحد المستثمرين بحي الكوثر أن الطريق شريان حياة جديد ونافذة للمواطن السوهاجي علي البحر الأحمر ويخلق مجتمعات جديدة نقية وآمنة بيئيا ومفيدة للتنمية. ولفت عادل فهمي عبدالقادر أحد المستثمرين إلي أن فكرة إنشاء الطريق وجدت طريقها الفعلي في عام 1994 مع فكرة إنشاء أول منطقة صناعية في صعيد مصر وهي منطقة حي الكوثر. مشيراً إلي أنه واحد من المستثمرين الذين حضروا من الكويت للاستثمار في سوهاج مسقط رأسه بعد علمه بمد الطريق الذي سيصبح محوراً استراتيجيا ومحورًا للنقل والمواصلات ويخدم الأنشطة الاستثمارية والمناطق الصناعية في سوهاجوقنا وأسيوط. وأكد سلطان السمان أحد المستثمرين بالكوثر أن الطريق سوف يفعل الاستثمار بسوهاج والمناطق الصناعية بقرب طهطا وجرجا والأحايوة شرق ويسهل عمليات الاستيراد والتصدير ونقل المواد الخام بأقل تكلفة وتصدير المنتجات لأوروبا وأفريقيا والدول العربية.