تصاعد وتيرة الحرب الكلامية بين حزب الحرية والعدالة والذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين من ناحية. وحزب المصريين الأحرار ومؤسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس من ناحية أخري. ينذر بكارثة ومصيبة في الفترة القادمة. الدكتور البلتاجي.. أمين عام الحرية والعدالة بالقاهرة يتهم ساويرس علي الفيس بوك بأنه يريد تمزيق الوطن علي أساس طائفي. عندما جمع الليبراليين والسياسيين والقوميين بالطبع في كتلة واحدة بشكل طائفي في مواجهة الإسلاميين. فهذا يعمق الانقسام. وأن خلافه مع مؤسس المصريين الأحرار وأحزابه وقنواته وصحفه معركة دفاع عن وحدة الوطن. وليست بسبب الخلاف في الدين. في الوقت الذي رد عليه الدكتور أحمد سعيد عضو المجلس الرئاسي للمصريين الأحرار أن الاتهام الموجه لساويرس كاذب.. بل واتهم الإخوان بإطلاق شائعات من شأنها إثارة الفتنة الطائفية. في رأيي أن الكارثة التي تنتظر مصر في الفترة القادمة إذا لم تتم السيطرة عليها من الآن. هي إشعال الفتنة الطائفية سواء من الحرية والعدالة أو من حزب المصريين الأحرار.. فهذه التصريحات التي انطلقت من الحزبين قبل ساعات من بدء جولة الإعادة في المرحلة الأولي تدخل البلد في نفق مظلم. فليس هذا وقت تأجيج الفتن لأن الوطن الآن علي المحك. وإذا انطلقت شررارة سوف تشتعل بسرعة الرياح الطائفية وتحرق الوطن فيه بلا استثناء. نحن لا يهمنا من سيفوز في نهاية الانتخابات البرلمانية بقدر ما يهمنا الحفاظ علي نسيج الوطن الواحد.. لذلك نقول للحزبين علي السواء: إن أمن مصر أولاً. ولن يسمح لكم الشعب بالخروج عن النص لأنه هو الذي سوف يدفع ثمن التعصب والتطرف عندما تغرق السفينة بجميع ركابها. فالسياسة لا دين لها. بل هي توجه من أجل مصلحة الوطن. إن الدولة الآن في حاجة لتكاتف الجميع مسلمين وأقباطاً للعبور بها لبر الأمان.. أما الاتهامات المتبادلة التي تنطلق بين الحين والآخر كنوع من الترويج الانتخابي في محاولة لاستمالة الناخبين. فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً. لأن ذلك سوف يخلق حالة من العداء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. فشعب مصر أصبح لديه من الوعي الذي يمكنه من استكمال مشوار الديمقراطية. لأنه عرف كيف يختار من يمثله دون مزايدة أو تطرف.. وعلي جميع الأحزاب وليس الإخوان والأحرار فحسب أن تلتزم بالمعايير الأخلاقية في الانتخابات البرلمانية حتي تهدأ الأمور وتستقر أحوال الوطن.. فمن يجد في نفسه القدرة علي إنقاذ البلد فليعمل بإخلاص ابتغاء وجه الله. وليس ابتغاء صوت انتخابي.. أما إذا كان يريد إشعال الفتن. فسوف ينبذه الشعب ويطرده من المسيرة الديمقراطية التي ننتظرها واشتقنا إليها كثيراً.