نري هذه الأيام مشاهد أكثر إيلاماً وحزناً.. مشاهد يتقاسم أبناء الوطن الواحد فيها عمليات التخريب والتدمير والقتل.. مشاهد خلت من الإصلاح والبناء.. ومن حب الخير للبلاد والعباد.. مشاهد خلت من العمل الجاد والمخلص من أجل التغيير إلي مستقبل أفضل. اليوم يتساءل الملايين من الناس الطيبين السالمين والصامتين والصابرين علي سياسة الطبطبة علي الخارجين علي القانون وعلي الشاردين ومعدومي الضمير الذين يشعلون النيران في كل مكان. في دمياط وبلطيم وبورسعيد والفيوم وسوهاج وما سبقها في معظم المحافظات وما نسمع عنه ونراه يومياً من حوادث مستحدثة علي مجتمعنا نتج عنها كوارث وخراب ودمار وخسائر بالمليارات واقتصاد ينهار لتعطيل عجلة العمل والإنتاج والاستثمار. ولا نجد سوي معني واحد أن كل الائتلافات والتيارات وما يحيط بها من انقسامات وخلافات وجميعهم يجلسون علي موائد الكلام والجدل حول قضايا هامشية دون دراية أن أفعالهم وخلافهم يشوهون صورة ثورة الشعب المصري.. وقد ركبوا موجتها ونسوا دم شهدائها ويعبثون بمصالح مصر من أجل مصالح شخصية والوصول بأي أساليب إلي الكراسي علي حساب الشعب الذي نطق بعد الشفاء من مرض الخوف والخرس ولن يصمت بعد اليوم وسيحاسب بكل قوة كل الشاردين ومعدومي الضمير والمندسين بين الشرفاء والمخلصين. الذين يحاولون فك الحصار الذي فرضه أصحاب المصالح الذين يلبسون طاقية الإخفاء الذين يشعلون نار الفتنة مع الحكومة والمجلس العسكري والناس.. حتي تستمر حالة الخوف والفزع ووقف الحال.. وتستمر دوامة الفوضي والانفلات والإرهاب تقتل الأبرياء وقطع الطرق والخطف والسرقات والتدمير والخراب وسقوط القتلي والجرحي في معارك الخاسر فيها الوطن والمواطن الغلبان الذي يتساءل: من هم أصحاب المصلحة في استمرار انتشار الفوضي وحالة الغليان والفلتان الأمني والأخلاقي. من بعد الثورة حتي اليوم ودون هدف أو توقف من أصحاب طاقية الاخفاء؟! تصورت في مقال سبق نشره بالجمهورية إنهم خلف كل المصائب وعدم الاستقرار وقد عانيت كثيراً لمعرفة من هم هؤلاء الذين يلبسون طاقية الاخفاء ويعملون لعدم استقرار مصر إلي أن اتضحت الرؤية وتبين أن هناك عفريت جبار مصمم علي أن تستمر مصر في حالة فوضي وفلتان.. وكلما هدأت الأمور واقتربنا من التفاهم للسير في الاتجاه الصحيح مع بعضنا إيد واحدة.. والعفريت ابن العفريت لا يهدأ ولا ينام قاعد في الخراب لابس طاقية الاخفاء ليخطط لوضع الأزمات والعراقيل في الطريق لكي تتوقف المركب وتتحول حياة الناس إلي جحيم ولكي تستمر حالة الفوضي والارتباك حتي لا يمكن إطفاء الحريق الذي أشعل زمرة العفاريت الذين يريدون أن تأكل النيران الأخضر واليابس وتقضي علي المنقسمين علي أنفسهم طالما خلت قلوبهم من الحب لمصر.. وتكون النهاية أن يضحك عليهم من يغذون العفاريت من أسري النظام السابق.