أكد المشاركون في المؤتمرالدولي للتغيرات المناخية الذي بدأت أعماله الاثنين الماضي بجنوب أفريقيا بمدينة ديربان أن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا تسببت في إهمال ملف المناخ رغم الأثار السلبية له علي مستقبل كوكب الارض مشيرين إلي أن العالم النامي هو الأكثر تضررا من هذه الأزمة. وحذرت الجلسة الثانية للمؤتمر - التي ضمت خبراء للبيئة - من ارتفاع معدلات التلوث الصناعي في عدد من الدول النامية , ومحاولة الدول الصناعية التخلص من المصانع الملوثة مثل مصانع الأسمدة والأسمنت , من خلال تمويل إقامتها في الدول النامية. أوضح المشاركون أن التوسع في إقامة مصانع أسمدة في دول الشرق الاوسط وعدد من الدول النامية ساهم في ارتفاع معدلات استخدام الاسمدة الكيميائية مما أدي إلي ارتفاع نسبة غاز أوكسيد النيتروجين الناتج عن عمليات الاحتراق مشيرين الي ان تركيزه في الجو بلغ 2,323 جزء في المليون العام الماضي بارتفاع بلغ 20% عن العصر الصناعي. وكشفت وثيقة رسمية أصدرها المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية عن ارتفاع مستوي تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون حتي وصل إلي 389 جزءا في المليون في العام الماضي, وهو أعلي مستوي يبلغه منذ بدء العصر الصناعي عام 1750 إضافة إلي زيادة الانبعاثات من البحيرات والمستنقعات في المنطقة الاستوائية , مشيرة إلي أن الخطورة تكمن في انعكاس ذلك علي ذوبان طبقة الجليد التي تغطي مساحات شاسعة من شمالي القارتين الآسيوية والامريكية الشمالية , وارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وتهديده للمناطق الشمالية في دلتا نهر النيل..وأكدت مارياغراتسيا ميدولا مسئولة سياسة المناخ والطاقة في فرع الصندوق العالمي للحياة البرية بإيطاليا أن الحكومات لا تفكر في قضية المناخ خلال المرحلة الحالية بسبب انشغالها بمواجهة الأزمة الاقتصادية, ولكن دون مواجهة المشاكل في جذورها. كما أوضح عدد من الخبراء العرب المشاركين في اعمال قمة المناخ أن عدم الاستقرار الذي تشهده دول الربيع العربي أدي إلي استغلال البعض لحالة الانفلات الامني والتعدي علي الاراضي الزراعية وتحويلها إلي مناطق سكنية مشيرين إلي أن ذلك ساهم في ارتفاع معدلات التصحر وزيادة مخاطر تأثره بالتغيرات المناخية. كان جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا قد افتتح أعمال المؤتمر ويستمر حتي 10ديسمبر المقبل بمشاركة رؤوساء ووزراء البيئة والزراعة في القارة الأفريقية وأكثر من 20 ألف مشارك من دول العالم والمنظمات الدولية في مجال البيئة والغذاء وصحة الإنسان. دعا رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما الوفود المشاركين في ¢المؤتمر السابع عشر للدول الاطراف في اتفاقية الاممالمتحدة الاطارية حول تغير المناخ¢ إلي التوصل إلي نتائج عادلة ومتوازنة وموثوق بها في نهاية المفاوضات. وطالب زوما في كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي بدأ أعماله في ديربان بجنوب افريقيا الاثنين الماضي بايجاد حل لمسألة تمويل التكيف مع الاثار السلبية للتغير في المناخ مشيرا إلي أن هذه المشكلة تعد الأكثر خطورة التي تواجه العالم حاليا ويتعين التعامل معها بوصفها تمثل تحديا كاملا للتنمية المستدامة. قال زوما ان المفاوضات التي تهدف إلي التوصل إلي ¢اتفاق ما بعد كيوتو¢ طال أمدها بسبب أن العديد من البلدان والمناطق في العالم تنظر إلي الموقف بشكل مختلف ولا تتفق علي طريقة محددة. وأشار إلي أن دولة ¢كيريباس¢ وهي جزيرة صغيرة بالمحيط الهادي, أعلنت حالة الطوارئ حيث اصبحت غير صالحة للسكن بكاملها بسبب تغير المناخ وطلب المساعدة في عملية اجلاء كاملة لسكانها. قال ان ¢الفقر في إفريقيا يحد من قدرتنا علي التكيف مع آثار تغير المناخ¢ مشيرا إلي أن الإنتاج الزراعي سينخفض بنسبة تصل إلي 50 في المائة في العديد من البلدان الأفريقية بحلول عام 2050 وقال ان تغير المناخ يشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة للقارة. حث زوما مختلف الأطراف علي إيجاد حلول مناسبة والبناء علي المفاوضات الجيدة التي تمت في بالي وكانكون. وقال رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما ان بلاده تبنت مبادرة كبري أعلنت قبل عامين ويجري تنفيذها حاليا مشيرا إلي أن بلاده أعلنت خلال ¢المؤتمر الخامس عشر للدول الاطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الاطارية حول تغير المناخ¢ قبل عامين أنها ستخفض انبعاثات الكربون بنسبة 34 في المائة بحلول عام 2020 وبنسبة 42 في المائة بحلول عام 2025 من خلال نقل للتكنولوجيا وبناء القدرات بمساعدة البلدان المتقدمة. وأضاف أن حكومة جنوب أفريقيا والنقابات وأرباب العمل اتفقوا جميعا علي إطار عمل جديد يركز علي التنمية الطموحة للطاقات المتجددة وتعزيز التكنولوجيا الصديقة للبيئة ويمكن أن يوفر 300 الف فرصة عمل بحلول عام 2020..وشارك في المؤتمر أيضا رئيس تشاد ادريس ديبي ونائب رئيس جنوب افريقيا كجاليما موثانتي ونائب رئيس أنجولا فرناندو دا بيدادي دياس دوس سانتوس والعديد من الوزراء والسفراء من مختلف أنحاء العالم. يشار إلي أن ¢لجنة رؤساء الدول والحكومات الافريقية حول تغير المناخ¢ عقدت اجتماعا في أديس أبابا يوم 16 نوفمبر الجاري بهدف بحث استراتيجيات مشاركة القارة في ¢المؤتمر السابع عشر للدول الاطراف في اتفاقية الاممالمتحدة الاطارية حول تغير المناخ¢ وفي ¢الاجتماع السابع للدول الاطراف في بروتوكول كيوتو¢ في ديربان وكذلك لبلورة موقف افريقي موحد في مفاوضات تغير المناخ لضمان ان تتحدث القارة بصوت واحد في تلك المفاوضات.