شهد عام 2009 أنشطة مكثفة من قبل حكومات العديد من الدول ومنظمات المجتمع المدنى ومسيرات مكثفة لتعزيز الجهود ودفع أطراف المجتمع الدولى للوصول لاتفاقية ملزمة لمواجهة التغيرات المناخية خلال مؤتمر كوبنهاجن الذى عقدت فى الفترة من 7 إلى 18 ديسمبر، إلا أنه لم ينجح فى تحقيق هذا الهدف رغم المفاوضات التى استمرت لنحو أسبوعين بين أكثر من 15 ألف مشارك من مختلف دول العالم على مستوى الوزراء والقادة. ويرجع المتابعون للمؤتمر السبب الرئيسى فى فشل المؤتمر إلى تضارب المصالح بين الدول المتقدمة والنامية حول العديد من النقاط الخلافية المتعلقة بمقدار ونسب خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة، بما فى ذلك إصرار الدول المتقدمة على أن يكون المتوسط العالمى لارتفاع درجة الحرارة درجتين فى الوقت الذى طالبت فيه الدول الإفريقية بألا يزيد على درجة ونصف الدرجة نظرا لأن ارتفاع المتوسط بدرجتين سيعنى أن زيادة الحرارة بالقارة الإفريقية ستتراوح ما بين 3 4 درجات وهو ما سيؤدى إلى غرق العديد من الدول المكونة من جزر صغيرة. ويرى بعض المتابعين والخبراء أنه لولا تدخل الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى اليوم الأخير من المؤتمر لما خرج بأى نتائج تذكر، حيث تم التوصل إلى عدد من النقاط تشمل صدور «اتفاق كوبنهاجن» الذى يتضمن أهم الموضوعات الجارى التفاوض بشأنها والمبادئ التى يجب الالتزام بها خلال 2010، علما بأن الدول الأطراف وافقت على هذا كوثيقة فقط للإحاطة بالعلم وليس كأساس للمفاوضات القادمة، إضافة إلى استمرار المفاوضات خلال 2010 للتوصل إلى اتفاق نهائى ملزم قانونا بخصوص تمديد بروتوكول كيوتو لفترة التزام ثانية، وإبرام اتفاقية جديدة ملزمة قانونا وعادلة. وينص اتفاق كوبنهاجن «غير الملزم» الذى توصلت إليه كل من الولاياتالمتحدة والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، دون الموافقة عليه بشكل رسمى فى أهم نقاطه على تخصيص 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ، على أن ترتفع إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020، فضلا عن سعى الاتفاق لخفض درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية. ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إن الاتفاق الذى تم التوصل إليه لا يستجيب كلية للآمال والتطلعات لكنه «يظل رغم ذلك بداية أساسية»، فيما اعتبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن التوصل إلى اتفاقية ملزمة قانونا حول المناخ «سيكون صعبا جدا، وسيحتاج مزيدا من الوقت»، مؤكدا أن مجرد انتظار ظهور اتفاقية سيعنى أنه لن يحدث أى تقدم فى التوصل إليها. وهكذا ينتهى عام 2009 بخيبة آمال العديد من النشطاء البيئيين والعلماء الذين كانوا يترقبون اتفاقية تنقذ الأرض من المصير المظلم الذى حذر منه الكثير من العلماء والمتخصصين، ليبدأ عام 2010 بآمال جديدة فى الوصول للاتفاقية المرغوبة خلال مفاوضات مرتقبة بعد ستة أشهر فى ألمانيا، وبنهاية العام فى المكسيك.