يحلو للبعض تعليق فشلهم علي شماعات وهمية وترويج أسباب واهية لهروب النجاح منهم ويروجون لمؤامرات تحاك ضدهم لسرقة دورهم. * البعض ينظر إلي دبي وبعض العواصم الخليجية انها تستهدف نقل عاصمة الفن من القاهرة إلي هذه العواصم وكأن الفن جمعية أو مبني أو جامعة يسهل نقلها خفية أو بالتآمر من مكان إلي مكان. * البعض يعتقد ان المهرجانات الفنية التي تقام في هذه العواصم ونجاحها هو عمل تآمري لسحب السجادة من تحت أقدام قاهرة المعز ويعتقد أيضاً ان النهضة الفنية التي تشهدها هذه العواصم سواء في بناء استديوهات حديثة علي أعلي مستوي أو ضخ مليارات في مجال الانتاج الغنائي أو الدرامي أو السينمائي أو استدعاء خبراء ونجوم لمساعدتهم في ذلك هو عمل مقصود به مصر ومقصود به سحب البساط منها. . مع أنهم لو فكروا قليلا وقرأوا الخريطة والأحداث بشكل متعقل وجيد لتأكد لهم ان الاخوة في الخليج أو في أي عاصمة عربية أخري لهم الحق في بناء نهضة فنية ولهم الحق في بناء صروح فنية تعبر عنهم ولهم الحق في تحديث وترسيخ الفن في بلادهم ان أجيالهم الجديدة أكثر وعياً بقيمة الفن وأهميته وأكثر وعيا بأهمية انتاج الفن وليس استيراده فقط. فاذا كانوا قد اجتهدوا واستعانوا بخبراء في كل مجال وأغلبهم مصريون وحققوا نجاحا سواء في تظاهراتهم الفنية أو مهرجاناتهم واذا أتيح لهم فرصة الاستعانة بأهل الفن في مصر فهل يعني ذلك انهم يريدون سرقة مصر ودور مصر الثقافي ونقل عاصمة الفن العربي إلي عواصمهم. * لو راجعوا أنفسهم قليلاً لعرفوا ان الانتكاسة التي مُني بها المصريون في كل المجالات في عهد النظام السابق قد لحقت بالفن الحصري أيضاً وأصبح في أسوأ حالاته وتراجع مستواه الفني وأصبحت السينما تنتج أفلاما أغلبها هلس وأصبحت استديوهات الغناء تصدر أغاني أغلبها تعيس ومتدن وتعاظمت نفوذ الاعمال الواطية" وأصبح معظم إنتاجنا الفني محط سخرية.. وتوارت النجوم الحقيقية والعقول الواعية وأفلس المنتجون الحقيقيون وتوارت كل الأعمال والمشاريع الفنية المحترمة ولا ننكر هنا ان هناك محاولات جادة ومجتهدة قد أسفرت عن أعمال فنية جادة ومحترمة ولائقة بالمبدعين المصريين. ومازالت مصر مليئة بالمبدعين الحقيقيين الذين اضطروا إلي الجلوس في بيوتهم ومشاهدة حالة الهزل الفني الناتجة عن حالة تدهور الحكم وتدهور القيم عامة في عهد الرئيس المخلوع. كل هؤلاء ينتظرون بالتأكيد تغير المناخ وتصحيح الأوضاع وسيساهمون في بناء الفن المصري وسيصعدونه إلي مرتبة الريادة ليس لمنافسة عواصم عربية أخري ولكن للتكامل معها وشد أزرها فمازال العرب من المحيط إلي الخليج يعرفون ان مبدعي مصر في كل المجالات هم من يصنعون النهضة الفنية وانهم منبع أساسي لهم وان نماءهم وصعودهم واعلاء قيمة الفن في بلادهم يصعد المبدعين الحقيقيين. لقد مرت مصر بظروف غاية في الصعوبة وتعرضت لنهب وتجريف متعمد وممنهج وانعكس ذلك علي كل حالات الابداع وكل حالات المجتمع ومع انتهاء هذه الظروف وهذه الحقبة المظلمة ستعاود مصر مكانتها بعقول أبنائها وقوة ارادتهم وسيتم اعلاء قيمة الفن المحترم.