يحتفل المسلمون هذه الأيام بالهجرة النبوية التي تم فيها إعلان الدولة الإسلامية والتي علي أثرها خرج المسلمون بالعديد من الدروس المستفادة يروي منها د. أحمد محمود كريمة الاستاذ بجامعة الأزهر بعض المواقف التي كانت للأمة منهاجاً وبصيرة من نور. يقول د. كريمة إننا يجب ان نغتنم الهجرة النبوية في واقعنا المعاصر فالهجرة في معناها ومقاصدها حفاظاً علي قدسية الدين الحق لأن الله-عز وجل- جعل قداسة الدين فوق أي اعتبار فلا قيمة لأرض أو كمال أو لجاه اذا كانت شعائر الدين مهددة بالزوال لذلك شرع الشارع مبدأ التضحية بالنفس والنفيس في سبيل عزة الدين..وتبدو في الهجرة النبوية المحبة الحقيقية لله- عز وجل- ولسيدنا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وهو ما يؤصل الاتباع والاقتداء. والاقتداء لا يأتي الا بوازع ودافع. لذا غلب المهاجرون الايمان بالله- تعالي- وبرسوله- صلي الله عليه وسلم- علي محبة الوالد والولد وشتي الأغراض الدنيوية.. وحسبنا في الهجرة النبوية شواهد عملية علي الايمان العملي المنتج لأسمي صور الاستقامة علي منهج الدين فمن ذلك: * تضحيات البيت البكري فاستبقاء سيدنا رسول الله- صلي الله عليه وسلم- لأبي بكر- رضي الله عنه ليكون الصاحب بعدالله- سبحانه- في السفر. وإيثار سيدتنا أسماء رضي الله عنها للمصلحة العامة علي المصلحة الخاصة بكتمان أمر الخروج. ودور العمل المخابراتي لسيدنا عبدالله بعد أبي بكر- رضي الله عنهما- والأمن الغذائي من عامر بن فهيرة ومولي سيدنا أبي بكر رضي الله عنه. * تخلف سيدنا علي بن أبي طالب- رصي الله عنه- لرد الودائع للمشركين الذين أودعوا النفائس والأمانات عند سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مما يؤصل مدي الوفاء والأمانة مع المخالفين في العقيدة انها انسانية الاسلام وعدالته مع مخالفيه سلما وحربا. * رعاية الله- تعالي- لمن أثر رضاه علي هواه. فقدان الادراك باليوم علي المتحلقين معه عصبة الاغتيال القرشية حول بيت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وما حدث لسراقة بن مالك وفرسه. * بذل المجهود لنيل المقصود فالهجرة عناء من سير قرابة أسبوعين لأنها عمل دعوي بخلاف الاسراء والمعراج دون عناء لأنه عمل إكرام. * المحبة الجارفة من سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم من مهاجرين وأنصار والاستقبال الحافل من رجال ونساء- كبار وصغار- فالمحبة هي أساس الاتباع. * وما تلي الهجرة من المؤاخاة.و بناء المسجد. ومعاهدات السلام وصحيفة المواطنة بالمدينة كلها مجتمعة تدلل علي ان الهجرة النبوية معلماً لابلاغ دين وتأسيس مجتمع مثالي.