كما تسببت السياسات الحمقاء لحكومات الوطني "المنحل" المتعاقبة في تعطيل مشروع تنمية وتعمير سيناء وعن قصد. تسببت أيضاً في وأد أحلام شباب الخريجين في الحصول علي عدة أفدنة في صحاري مصر. فمنذ أواخر التسعينيات ومطلع القرن الحالي اقتصر هذا الشرف علي فئة دون غيرها من أبناء الوطن حيث حظي المستثمرون والمقربون من الحزب الحاكم وبطانته ورجال الأعمال علي نصيب الأسد وخصصت لهم مئات آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية المستصلحة والمخصصة للزراعة وبدورهم حولوا مساحات شاسعة منها بين عشية وضحاها إلي منتجعات وقري سياحية يباع فيها المتر بعدة آلاف من الجنيهات.. ولا عزاء لشباب مصر الذين اكتفوا بالفرجة والانضمام إلي صفوف المقهورين والعاطلين. وبعد النجاحات المتلاحقة التي حققتها الثورة المصرية علي كافة الأصعدة عاد الحلم يراود شباب مصر من جديد في الخروج من الوادي الضيق إلي آفاق أرحب.. وبدأت الأفئدة تتطلع إلي مستقبل مشروعات مصر القومية العملاقة في صحاريها الممتدة والتي تشكل أكثر من 95% من مساحة مصر والتي تتطلب ثورة مصرية جديدة يقودها الشباب لغزو الصحراء كما تصدروا مشهد ثورته البيضاء الأولي.. ثورة ترتكز علي أسس علمية وفكر استراتيجي بناء وبحث علمي جاد ودراسات ميدانية متعمقة بعيداً عن أساليب التراشق والنقد غير البناء والذي يقودنا إلي الإحباط والقنوط. وأعتقد أن الأمر جد خطير وقضية ملحة ترتبط بمصير أمة عانت الأمرين من ويلات البيروقراطية وتطفيش العلماء وتتطلب هيئة سيادية أو وزارة جديدة للمشروعات القومية تكون مهمتها الأولي تحريك المياه الراكدة والاستفادة القصوي من العقول المصرية المهاجرة والمقيمة والتي طرحت دراسات معملية وميدانية لمشروعات رائدة تبشر بمستقبل مشرق يزخر بالخير والأمل لكل المصريين وعلي رأسها مشروع ممر التنمية وتعمير الصحراء الغربية. وألمح في الأفق بوادر جدل ومناطحات فكرية عاصرنا جولات منها في سنوات الجمود السابقة بهدف تعطيل مسيرة النهوض ونسف أي مشروع يصب في مصلحة المصريين. فعلي غرار دحض فكرة ممر التنمية للعالم المصري فاروق الباز. حيث رفض الخبير الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة فكرة المشروع مؤكداً استحالة تنفيذه. أكد أيضاً في أحاديث تليفزيونية مع آخرين أن مشروع الدكتور خالد عبدالغفار عودة لاستزراع أكثر من 3 ملايين فدان علي الانهار الجوفية بالصحراء الغربية وهم وكذب وأنه يملك دراسات موثقة من عدد من الأساتذة المتخصصين تؤكد أن المياه الجوفية في الصحراء الغربية لا تكفي سوي لزراعة نصف مليون فدان فقط. الشباب الآن يريد الحقيقة ولا سواها ويريد جهة علمية أو بحثية أو وزارية تتبني الفصل والحسم بين تلك النظريات المتباينة. حتي يعود الأمل من جديد.