منذ أربع سنوات وبالتحديد في مارس 2007 بدأت تراجونا التي ارتبطت بالبحر المتوسط منذ نشأتها في القرن السادس قبل الميلاد في وضع الخطوة الأولي للمنافسة المثيرة التي ستخوضها مع مصر وأي من الدول التي ستدخل المنافسة لتنظيم الدورة الثامنة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2017 في الوقت الذي بدأنا نحن نفكر فيها من أشهر بسيطة بمصر لانشغالنا بالحروب الانتخابية والقوائم "مين مع مين ومين ضد مين " وليذهب مستقبل الرياضة للجحيم وفي نفس الوقت يقرر مجلس البلدية بتراجونا بالإجماع التقدم بالترشح الرسمي لتنظيم البطولة يمثل هذا الهدف الذي اعتبرته فرصة عظيمة وتحديا كبيرا في الوقت ذاته لتراجونا لاستضافة أهم الأحداث الرياضية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بالطبع لم يغب عن مسئوليها السابقين والحاليين وفي مقدمتهم جوزيف فيليكس. عمدة مدينة تراجونا الحالي أن الأمر يتطلب مجهوداً جماعياً ودعماً دولياً. أسوة بما حدث مع المدن الكبري الأوروبية مثل برشلونة وأثينا ولندن لتنظيم دورة الألعاب الاولمبية واعتمدوا علي تلك الخبرات الأوليمبية السابقة وفي المقابل اعتمدنا علي شركة "المانية" أي أوروبية حصلت منا علي 800 ألف يورو هذا فضلا عن الرحلات المكوكية لرئيس اللجنة والهدايا وخلافه الذي ارتفع إلي مايقرب من 10 ملايين جنيه. وظهرت تراجونا أنها قادرة علي قبول هذا التحدي الذي جعلني أنتقل من "كاديز" مستقلا أتوبيس لمدة 3 ساعات إلي "أرخيسيراس" "الجزيرة" مستقلا القطار لمدة 9 ساعات كاملة إلي بايرو تراجونا كما هو مكتوب بمحطه النزول في رحلة لأكثر من 900 كيلو متر للتعرف علي الأسرار ولنقل مؤهلات تلك المدينة لقاريء "المساء الرياضي" فقط ولمسئولينا الذي وافقني الرأي عنهم الدكتور أيمن زين الدين سفيرنا بأسبانيا بأنه لابد من المحاسبة ولابد من التيقظ وإعادة الحسابات في مثل هذه الامور وألا نقول بحجج وشماعات وتصريحات بالية لا تثمن ولا تغني من جوع.. وهنا عزيزي القاريء قمت بجمع بعض المعلومات الموضحة عمليا لماذا فشلنا في استضافة تلك الدورة التي نضعها بين أيديك بكل أمانة وصدق وبين أيدي المسئولين بمصر لعل وعسي نجد الحساب من أجل شباب وسمعة مصر وأموالها التي تم إهدارها دون فائدة. الفرصة والميراث تعتبر تراجونا الفوز بالتنظيم "الفرصة 2017" و بمثابة المركبة التي ستقل المدينة لتدخل بقوة في القرن الواحد والعشرين هكذا كانت عناوين الصحف الأسبانية التي وصفت الحدث بل وقالت عنه أيضا بأنه الميراث الذي سيوفر للمدينة معدات رياضية من الطراز الأول وتحسين المرافق الرياضية الحالية الذي سيعطي دفعة قوية لشبكة واسعة من الاتصالات بدايه من الميناء والمطار وقطار السرعة الفائقة الذي سيسهل من تنفيذ المشاريع الكبري للمدينة مثل تجديد الواجهة البحرية. وكل ذلك سيفترض أيضاً توفير فرص عمل جديدة مما سيجعل المدينة عاصمة الرياضة والشباب في حوض البحر الأبيض المتوسط وكان ذلك ملخصاً ما أفردت له عناوين الصحف الكبري بأسبانيا مثل صحيفة "el pais " وجريدة "el mundo" وِABC وكلها صحف يومية. بداية الرحلة ففي السابعة صباحا وصل القطار واستقبلتني الأمطار الغزيرة المصحوبة ببعض السقيع المحتمل في محطة "سانتا جوستا" للقطار السريع "آ في إي" الذي تصل به إلي "تراجونا" تلك المدينة الساحلية الساحرة التي خطفت منا حلم تنظيم دورة العاب البحر الأبيض المتوسط الذي أوهمنا مسئولونا بأنه في ايدينا وكان الهواء هو ما أمسكناه بالفعل ولا شيء غير ذلك وتراجونا بها المنطقة الأثرية "سيفيلا" والمعالم الكثيرة والشهيرة لإشبيليا الخالدة. ككاتدرائية القرن 15و"لاجيرالدا" الذي يطلقون عليه البرج الجميل. وقصر "ذا موريش ريال ألكازار". وحارة اليهود التي تعود للقرون الوسطي والتي بها بعض الآثار اليهودية وهي تختلف كل الاختلاف عن الحارة الموجودة بحي الموسكي بالقاهرة كما يوجد العديد من المتاحف الهامة. إلي جانب العديد من الملاعب المفتوحة والممتدة علي ساحل البحر المتوسط وحتي في شوارعها الضيقة مثلما في حارة اليهود هنا في تراجونا فستجد ملاعب الجولف وأجهزة اللياقة البدنية الخشبية وحلقات الجمباز والعقلة وأجهزة تدريبات البطن وملاعب الأسكواش والسلة بالشوارع للعامة هذا فضلا عن الحارات الخاصة بالدراجات ورياضات المعاقين والتي ذكروها في الملف بأنها بقعة سياحية بينما نحن تحججنا بالاعتراض علي إسرائيل وأنها كانت من أسباب الفشل عندما رفضت المجموعة العربية انضمام اسرائيل إلي ألعاب المتوسط في الدورات القادمة.. وحسب تصريحات محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبة بأنها ليست المرة الأولي التي ترفض دخول اسرائيل للتجمع الرياضي لدول المتوسط. فتراجونا كانت ومازالت مدينة متأثرة بالحضارة الرومانية حيث أسسها كرنليوس سبيو في سنة 218 قبل الميلاد باسم تاراكو. ويوجد مسرح روماني بمدرجاته المشابهة للموجود بالاسكندرية والمشهور بالأسوار الحديدية التي تعتبر أحد رموز المدينة التي صمّمت في سنة 1889 ومعروفها بجمالها الرائع. وقد بلغت شهرتها لدرجة أن موظفة شباك التذاكر بمحطه القطار سألتني عما إن كنت ذاهباً من أجل ألمس الحديد فهم يستخدمون عبارة "الذهاب لنلمس الحديد" والموجودة بمدخل المكان التي تعني زيارته وتجد معظم شوارعها منحدرة فبعضه سهل النزول وآخر علي العكس فتجد صعوبة في الصعود خاصة إن كنت تسير علي أقدامك دون سيارة وهي شبيهة بمطلع منطقة المقطم. عدد الأندية والتقيت بسوزانا دوجلاسيو نائب عمدة تراجونا التي عرفت بوجودها بفندق "أيروستارز جراند مارينا" وقالت بأنه يصل العدد الإجمالي للأندية هنا حوالي نادياً تضم 42 لعبة مختلفة حيث يشكلون لوحة رياضية للمدينة التي فازت بتنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط عن جدارة واستحقاق وفي تراجونا نادي جيمناستيك. لكرة القدم ويعتبر بمثابة الممثل الرئيسي للمدينة. وفي الوقت الحالي. يلعب الفريق في دوري الدرجة الثانية الأسباني ويصل عدد أعضائه إلي 8000 عضو. وكان الفريق قد لعب في دوري الدرجة الأولي 2006 - 2007 حيث أكسبه ذلك المزيد من الحيوية في العلاقة الحميمة التي تربطه بمواطني المدينة وله شعبيه أولي بها. الألعاب الفردية وبالنسبه للألعاب الفردية نجد ألعاب القوي النسائية. وتفخر تراجونا بأنها دربت اللاعبة ناتاليا رودريغيز التي شاركت في ثلاث دورات أولمبية "سيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008" وحاملة الرقم القياسي الأسباني والبطلة الأولي في أوروبا في الملعب المغطي سباق 1500 متر والرامية بارتا كاستالس "المطرقة" وإراش كنتالا "الوزن" شاركتا في دورتين أولمبيتين بينما شاركت لاييا فوركادال في دورة بكين سنة 2008 في سباق 400 متر. وعلاوة علي ذلك. في الساحات الرياضية الموجوده بالمدينة المدون عليها في الميادين أسماء رياضية مثل أوسكار كادياش وهو متسلق الجبال الشهير الذي تسلق ثمانية آلاف إلي أحد عشر ألف متر وهو أول غربي تسلق قمة جبال إيفرست "8.848 متر" بدون أكسجين من إقليم التبت. وأيضا الطياران جوان أوليفا السادس في بطولة العالم للسرعة 125 سم مكعب سنة 2008 أو ألبارت كابستاني بطل العالم نوعية INDOOR في عام 2002. من السيرة الذاتية السابقة عرفت أن تراجونا هي مدينة تنتشر فيها الرياضة فيها بصفة واضحة بداية من شوارعها وحواريها. ويشارك مواطنوها في العديد من الأنشطة الشعبية مثل ركوب الدراجات كرياضة للجميع التي يتم تنظيمها في كل فصل ربيع وتجمع الآلاف من السكان في الشوارع الرئيسية للمدينة وهناك اثنتي عشرة مدينة. إلي جانب تراجونا. ستنتفع من تجربة ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2017. وهذه المدن هي برشلونة وكالافيل وكامبراس وكاستيل دي فيلس وكونستانتي والفندريل وسيلفا دل كامب وراوس وسالو وتوري دي مبار وفالس وفيلا سيكا بالإضافة لتراجونا بالطبع. وكان الدعم الكامل من أعضاء برلمان كتالونيا الذين أعلنوا بالإجماع يوم 15 أبريل 2009 بياناً لتأييد الترشح . في الوقت نفسه ذهبت اللجنة المسئولة عن الملف ولم تضم معها خطاب ضمان من الحكومة المصرية للملف. وذلك لإثبات تعهد الدولة بإنجاح الدورة حال إقامتها بالإسكندرية بالرغم من وجود المهندس حسن صقر ممثل الحكومة بشخصة ولكن دون مستند ويتردد أن بعض الدول قد غيرت من وجهتها وأعطت صوتها للمدينة الاسبانية بسبب ما قام به أعضاء اللجنة من تصرفات بعيدة عن المنطق مثل المسرحية التي اختلقها محمود أحمد علي ملفتا النظر ومشيرا لأحداث ماسبيرو التي لم يذكرها أحد سوانا بالاتفاق مع مندوب لبنان. دعم شعبي تطوعي وبعيداً عن السرية والتزاما بالشفافية التي نفتقدها فقامت لجنه الملف بعمل تصميم استمارات للمتطوعين بخمس لغات اسبانية وفرنسية وإنجليزية وعربية حصلت "المساء" علي نسخة منه الدكتور جودوي كستادو أبرز المتطوعين من المواطنين وقال أن الاستمارات تعامل كأنها دعوة لجميع المواطنين بمختلف لغاتهم وثقافتهم مما لاقي إقبالاً شديداً ودعماً شعبياً كبيراً من المواطنين الذين أسسوا في 31 مارس 2009 منتدي تراجونا للرياضة 2017 وهو يضم مجموعة متطوعين تتكون من 32 رجلاً وامرأة من طبقات اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة حيث تعهدوا بنشر هذا المشروع في صفوف المجتمع من خلال الانترنت والملصقات والكتيبات وتوزيعها بالشوارع في شكل تعبئة عامة للاستعداد لهذه البطولة وفي خلال سنتين فقط. تجاوز عدد المتطوعين الألف شخص. والأن في تزايد مستمر بفضل المشاركة الاجتماعية ويضيف المغربي الأصل الأسباني الجنسية عبد الملك شامي بأنه تم عمل قناة تليفزيونية وإطلاق تشغيل "تي في تراجونا 2017 " خصيصا لهذا الحدث وانه تم طرد العرب علي فترات متباعدة علي مدار الزمن وتركوهم يرحلون وتلفظهم تلك المدينة حتي أطلقوا عليها اسم "تراكونا" وترجمة كلمه تراكونا تعني السجن حتي اندثرت أعداد العرب واقتصرت علي بعض الأعداد من بعض المغاربة والجزائريين حتي أنه لايوجد هنا سوي مسجد واحد في المدينة بدون مأذنة. دعم صحفي وإعلامي وبعيداً عن تدشين وإطلاق قناة خاصة للترويج للملف الأسباني إلا أنه اصطحب مسئولي الرياضة الاسبانية معهم العديد من الصحف والمجلات الرياضية الكبري بأسبانيا مثل صحيفة سبورت و صحيفة الموندو ديفورتيفو وصحيفة الداير سبورت وصحيفة انتيرنو و ماركا ومجله إي إس بالأضافه لخمس قنوات فضائية منها كوارتو "الرابعه الأسبانية" وقناه canal plus "شانيل بلس" وقناه "9" عكس التي إعتبرها مسئولي اللجنه الأوليمبية المصرية والمجلس القومي للرياضة سر عسكري اقتصرت معرفة تفاصيله عليهم دون مشاركة الاعلام وكنا نتابع الحدث منهم ومن خلال تليفوناتهم المحمولة لديهم لكي ينقلون للراي العام ما يريدون ولم يعرف حتي رجل الشارع والمواطنين أي تفاصيل سوي فتات الخبر علي اعتبار أنها كانت "كيكة" مضمونة وسيتم تقسيم غنائمها كما اعتادوا ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة افتضح أمرهم يوم رسوبهم وعلي العكس مما قام به المسئولين الأسبان بقيادة "Jaime_Lissavetzky" جيمي ليسافتيزكي وزير الرياضة الأسباني واليجاندرو بلانكو برافو رئيس اللجنه الأوليمبية الأسبانية.