لأول مرة نعرف ان وزارة الثقافة تدعم السينما سنويا بمبلغ "20 مليون جنيه" من خلال المركز القومي للسينما .. والجديد ان هذا الدعم سيتحول الي دعم نقدي بدلا من كونه دعما عينيا. يبدو أن السيد رئيس المركز الدكتور خالد عبد الجليل قد استوحي الفكرة من وزارة التموين التي مازالت حائرة بين تقديم الدعم لمحدودي الدخل نقدا او عينا ويبدو انه يفضل سياسة "ريح الجمجمة" فبعد ان خلع من مسئولية مهرجان القاهرة السينمائي وسلمه علي المفتاح لجمعية تتولاه أراد ايضا أن يستريح من مسألة دعم السينما ويكتفي بدفع المبلغ المذكور 20 مليون جنيه فلوسا نقدية. * في البداية يمكن القول ان هذا المبلغ الذي يعد هزيلا ولا يكفي هذه الايام لانتاج فيلم تجاري واحد وقد لا يكفي أجور النجوم المشاركين فيه.. كان ضروريا ان يفكر وزير الثقافة ومعه مدير او رئيس المركز القومي للسينما في زيادته عدة اضعاف فإذا كان للثقافة أجنحة وميزانية تقطع من ميزانية الدولة فان أهم هذه الاجنحة هو جناح السينما ويجب ان تحظي علي نصيب محترم من هذه الميزانية. * وبدلا من ان يتفضل رئيس المركز في انهاء المهمة بضربة واحدة وتوزيع هذه الميزانية علي بعض الشركات الانتاجية التي تواجه مصاعب او لبعض السيناريوهات لاقناع الشركات بتنفيذها كان الأولي ان تتبني وزارة الثقافة بمركزها القومي بهذه الميزانية مشروعا محترما تحول من خلاله خريجي معهد السينما الموهوبين الذين لا يجدون فرصة لدي منتجي الافلام الاستهلاكية والتجارية وتعطيهم فرصة انتاج العمل الأول وتتبني من خلالهم قيما سينمائية محترمة وتوجه من خلالهم بوصلة العمل السينمائي وتجدد شباب السينما المصرية واعتقد ان هؤلاء الشباب الخريجين وهم كثيرون ولا يجدون الفرصة هم القادرون علي صناعة سينما جيدة قد تعيد الاحترام الي الانتاج السينمائي المصري وهم قادرون علي صناعة افلام غاية في الجودة والاهمية بإمكانيات محدودة وهم قادرون علي تكوين مجموعات عمل من كل التخصصات لتقديم عملهم الأول ومنحهم فرصة الظهور ** فكم من هؤلاء الموهوبين الذين يجلسون في بيوتهم بعد ان فشلوا في الحصول علي فرصة من منتج ليس له علاقة بالسينما. * اعتقد ان رئيس المركز لو أراد أن ينهي المهمة كان لابد وان يوجه العشرين مليونا علي الاقل الي المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون ليتولي هو مهمة صناعة الافلام الأولي لخريجيه بدلا من اسلوب الدعم النقدي الذي لن يريح رأسه بل سيظهر فيه القيل والقال .. فهل يعيد النظر..؟