سؤال تجيب عنه نتيجة الانتخابات البرلمانية القادمة.. فبرغم تأكيد الأحزاب الدينية علي أن سيطرتهم لن تكون كاملة إلا أن هناك تخوفاً كبيراً من أن نتجه اتجاها دينياً متطرفاً والمشهد السياسي مخيف حتي الآن.. ولا يستطيع أحد منا تخيل شكل الدولة القادمة. فهذه الأحزاب تتصارع فيما بينها للحصول علي الأصوات الأكثر ليكون لها الذراع الطولي في السيطرة علي مقدرات البلاد مما أثار مخاوف بعض الطوائف كالمسيحيين والليبراليين وغيرهم ممن لا ينتمون إلي الأحزاب الدينية. فالخلافات بينها وبين الأحزاب الأخري زادت حدتها وخرجت من طور التلميح إلي التصريح.. فما بين اتهام السلفيين للصوفية بالتشيع ووصف الصوفية للسلفيين بضعف مقوماتهم الذهنية. تفرغ الإخوان لمطاردة فلول الوطني في محاولة لخطف الوطن كورثة وبديل لهم ودفنهم إذا عادوا للحياة السياسية..!! ولعل ما يثير الغيظ والحنق أن تلك الأحزاب لم تحترم إرادة الناخب وهو عصب العملية الانتخابية ومحورها.. وكأن التصويت لهم سيكون ب "لي الدراع" والإكراه.. فقد ألبسوا دعايتهم ثوباً دينيا ليضمنوا ولاء الناخب لهم.. وتحولت الدعاية من الترغيب إلي الترهيب.. ولم يعد الصوت أمانة نعطه لمن يستحقه.. بل صار إلي ما يحل وما لا يحل..!! فالصوفية يرون التصويت للسلفيين هدما لمصر وفوزهم سيكون سبباً لتخلفها.. كما إنه لا يجوز التصويت للإخوان فهم والسلفيون وجهان لعملة واحدة وهي الفكر الوهابي. ولأن السلفيين يخدعون البسطاء بالدين فقد أفتوا بأن التصويت لهم صدقة جارية ولغيرهم سيئة جارية وشهادة زور وحرام شرعاً. وحثوا الناخبين علي غزو الصناديق باعتبار الانتخابات هي الطريق إلي الجنة..!! لكن نسأل هؤلاء المشايخ الذين أفتوا بمثل هذه الفتاوي ألم يكن الأجدر بكم من إطلاق الألسنة الحداد علي بعضكم البعض وعلي الشعب أن تعرضوا علينا برامجكم الانتخابية. لنتعرف كيف ستنهضون بمصر من كبوتها وعثرتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ثم بأي حق تحرمون وتحلون كما تهيئ لكم نفوسكم وأذهانكم وليس بسند صحيح من القرآن والسنة.. فالانتخابات ليست رهناً علي شخص ما مهما كان انتماؤه أو ديانته لكن بقدرته علي خدمة الوطن. عودوا إلي منابركم وفضائياتكم يرحمكم الله. فهي أجدي لكم ولنا. آخر الكلام.. سألنا في المقال السابق عما يغري الصوفية والسلفيين في السياسة.. ولكن بعد فتواهم ضد بعضهم البعض وضد الناخبين وبعد ظهور الإخوان بهذا الشره للإمساك بزمام الوطن ودحر كل من يقف ضدهم أو يخالفهم. فإنا نري أن الإغراء السياسي قد تحول إلي غواية سياسية وقانا الله شرها. واستغفر الله لي ولكم.. ولابد من الانتخابات.!!