تحتفل الأوساط الفنية في مصر وإسبانيا وانجلترا ببلوغ الفنان العالمي محمد صبري الرابعة والتسعين - أطال الله في عمره - ليتحفنا ببدائع لوحاته. يعتبر الفنان محمد صبري نموذجاً لفناني الجيل الثالث الذين لم يشاركوا في جماعات التمرد والثورة علي الجيلين السابقين رغم محاولات دعاة "الفن الحر" إلي اجتذابه للانضمام إليهم في نشاطهم الواسع خلال الأربعينيات. هو من رواد الرسم بالألوان "الباستيل". وقد حقق مكانة عالمية في هذا الميدان. سواء بين الفنانين الأسبان أو الانجليز. حتي اعتبره النقاد استاذاً ورائداً في هذا النوع من الرسم الذي تناقص عدد ممارسيه لصعوبته. وقد اتجه في بداية حياته الفنية إلي تصوير العادات والتقاليد الشعبية. والمشاكل الاجتماعية. ثم تخصص في رسم المشاهد الطبيعية. والمناظر الخلوية. والأحياء الشعبية والأثرية. في مجموعات تسجل القاهرة القديمة ومشاهد من الأقصر وأسوان. ثم الآثار الإسلامية بالأندلس. بالإضافة إلي عدد من اللوحات التي تمجد مواقف البطولة في تاريخنا القومي. وغير ذلك من الموضوعات. التحق بمدرسة الفنون التطبيقية عام 1931. وتخصص في التصوير الفوتوغرافي. وتخرج عام 1937. وقد عرض لأول مرة في صالون القاهرة عام 1936. وهو لايزال طالباً. عمل عقب تخرجه موظفاً بمتحف التعليم. وأقام أول معارضه الخاصة عام 1942 بقاعة "جولد نبرج". والتحق بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة عام 1943. وتتلمذ علي يدي الفنان الرائد أحمد صبري حتي عام .1948 عمل أميناً لمكتبة كلية الفنون الجميلة عام 1946. وفاز بالجائزة الأولي في الرسم بألوان "الباستيل" عام .1948 وقد حصل علي بعثة داخلية في "مرسم الفنون الجميلة" لمدة عامين "1949 و1950". ثم سافر في بعثة إلي أسبانيا عام 1950. وحصل علي درجة الاستاذية في فن التصوير الزيتي عام 1952. وأقام أول معارضه في مدريد. عاد إلي القاهرة عام 1953. ليعمل بالتدريس في كلية الفنون التطبيقية ثم سافر إلي مدريد للمرة الثانية عام 1955 لمدة عامين. ليتخصص في ترميم اللوحات. وحصل علي دبلوم الدراسات الإسبانية من كلية الآداب جامعة مدريد عام 1956 وعاد إلي القاهرة ثم سافر للمرة الثالثة عام 1958 عضواً فنياً بمعهد الدراسات الإسلامية في مدريد ورجع عام 1946 إلي القاهرة ليتولي منصب مدير المعارض الخارجية والعلاقات الثقافية بوزارة الثقافة. ثم أصبح مديراً لإدارة المعارض. ثم حصل علي منحة التفرغ للإنتاج الفني عام 1971 لمدة عام. وسافر للمرة الرابعة إلي مدريد ليتولي منصب وكيل المعهد المصري للدراسات الإسلامية "المركز الثقافي المصري". ثم أصبح خبيراً في نفس المعهد حتي إحالته إلي التقاعد عام .1980 أقام 35 معرضاً خاصاً في مصر وأسبانيا والمغرب وانجلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.. كما نظمت وزارة الثقافة الأسبانية معرضاً متجولاً لأعماله أقيم في تسع مدن أسبانية خلال عامي 1979. 1980. وشارك في أكثر من 80 معرضاً عاماً ودولياً وهو عضو أكاديمي في الأكاديمية الملكية "سان فرناندو" للفنون الجميلة في مدريد من عام 1967. وعضو أكاديمي في الأكاديمية الملكية "سان كارلوس" في "فلنسيه" من عام 1973 في اسبانيا. وقد انعم عليه ملك اسبانيا بوسام الملكة ايزابيل تقديراً لفنه عام .1988 حامل لوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي منذ عام 1974 من مصر. وحامل لوسام الاستحقاق بدرجة فارس من اسبانيا عام 1961. فاز بالجائزة الأولي في فن الرسم من صالون الخريف بمدريد عام 1964. وتوجد نماذج من أعماله في 15 متحفاً بمصر واسبانيا والمغرب والاتحاد السوفيتي. بالإضافة إلي العديد من المؤسسات العامة والفنادق والمجموعات الخاصة في الكثير من دول العالم. وقامت دائرة المعارف الاسبانية "اسباسا" بنشر نبذة عن تاريخ حياته مع صور عدد من لوحاته بالألوان في الجزء الحادي عشر صفحة .62 كما نشرت صور لوحاته في مطبوعات مصرية واسبانية. وعلي أغلفة عدد من المجلات. كما بلغ عدد الموضوعات والمقالات التي نشرت عن الفنان 164 مقالاً ودراسة كما أصدرت عنه الهيئة المصرية للاستعلامات كتاباً عام 1985. حرره الناقد صدقي الجباخنجي. ويعمل استاذاً زائراً بكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة.