قطوفى منْ لغتنا الجميلة

اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية .. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد.. لكنها .لأسباب عديدة. تراجعت. تاركة مكانها لغيرها. حتي بات إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة.. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة. وتبسيط القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية لآيات الكتاب العظيم.
دلالات قرآنية
قال تعالي: "اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ "
دلالة علي سرعة هذه الريح وقوتها. يقال: اشتدَّت الريح. أي: أسرعت بقوة. وتعدية الفعل بالباء. دون تعديته بعلي يفيد أن هذه الريح حملت الرماد. وأسرعت الذهاب به. وبددته في جهات هبوبها» بحيث لا يقدر أحد علي الإمساك بشيء منه. بخلاف قولنا: اشتدت عليه» فقد تشتد الريح عليه. وهو ثابت في مكانه. لا يتبدد.
ومشهد الرماد تشتد به الريح في يوم عاصف مشهود معهود. يجسم به السياق معني ضياع الأعمال سدي. لا يقدر أصحابها علي الإمساك بشيء منها. ولا الانتفاع به أصلاً.. يجسمه في هذا المشهد العاصف المتحرك. فيبلغ في تحريك المشاعر له ما لا يبلغه التعبير الذهني المجرد عن ضياع الأعمال وذهابها بددًا.فكما تعصف الريح الشديدة بالرماد. وتذهب به في جهات هبوبها. كذلك تعصف رياح الكفر والنفاق بالأعمال. التي تكون لغير الله جل وعلا. وعلي غير طاعة الرسل عليهم الصلاة والسلام. ولهذا قال الله تعالي في آية أخري:
"وَقَدِمْنَا إِلَي مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلي فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً" الفرقان: "23"
و"الرِّيحُ "- علي ما قيل- هي الهواء المتحرك. وتجمع علي: أرواح ورياح. وعامة المواضع. التي ذكر فيها لفظ "الرِّيحِ "بصيغة المفرد في القرآن. فعبارة عن العذاب. وكل موضع ذكر فيه بصيغة الجمع فعبارة عن الرحمة. إلا في قوله تعالي:
"حَتَّي إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحي طَيِّبَةي وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحى عَاصِفى" يونس: "22"
أخطاء شائعة
قل : دعوتُ للمتَوفَّي بفتح التاء ولا تقل : دعوت للمتوفِّي بكسر الفاء » لأن المتوفَّي اسم مفعول وقع عليه الفعل وهي الوفاة . والمتوفِّي اسم فاعل أي الذي يتوفي الأنفس وهو الله تعالي .
نوادر شعرية
أرسل شاب يريد الزواج إلي رجل يكني بأبي عزيزة يختار له عروسًا وقد رويت القصة في أبيات هذا نصها :
بعث امرؤ لأبي عزيزة مرةً برسالة يُبكي ويُضحك ما بها
فيها يقول : أريد منك صبيةً
حسناء معروفاً لديكم أصلها
أديبة ..لطيفة ..وعفيفة
حليمة ..ورزينة في عقلها
قد أحرزت في العلم غير شهادة
وعلي النساء طَرًّا تفوق بفضلها
وتكون أيضا ذات مال وافر
تعطيه من بعد الزواج لبعلها
وأريد منها أن تكون مطيعة
أمري فتتبعني وتنسي أهلها
فما كان من أبي عزيزة إلا أن أجاب هذا الخاطب العجيب بقوله :
وافي كتابك سيدي فقرأته
وعرفت هاتيك المطالب كلها
لو كنت أقدر أن أري من تشتهي
طلقت أم عزيزة وتزوجتها
الفرق بين القيمة والثمن
فرَّق أهل اللغة بين "القيمة" و "الثَّمن" فقالوا : القيمة هي ما يوافق مقدار الشيء ويعادله.
والثَّمن: هو ما يقع التراضي به مما يكون وفقا له أو أزيد عليه. أو أنقص منه.
طرفة
سأل زوجته : ماذا تعرفين من النحو والصرف؟
فقالت : أن تصرف راتبك علي النحو الذي يرضيني.
فائدة لغوية
الهمزة المتوسّطة
هيَ همزةى تردُ في وسطِ الكلمةِ. وتكتبُ بمقارنةِ حركتِها معَ حركةِ الحرفِ الّذي قبلها. ثمّ تكتبُ فوقَ حرفِ علّةي يناسبُ الحركةَ الأقوي. علماً أنّ أقوي الحركاتِ من الأعلي إلي الأدني هيَ: الكسرةُ يليها الضّمّةُ فالفتحةُ فالسّكونُ.
1- إذا كانت أقوي الحركتين هيَ الكسرة تكتبُ الهمزةُ علي نبرة. مثلُ: عائد- فئة.
2- إذا كانت أقوي الحركتين هيَ الضّمّة. تكتبُ الهمزةُ علي واو. مثلُ: مُؤْمن - مَؤُونة.
3- إذا كانت أقوي الحركتينِ هيَ الفتحة تكتبُ
الهمزةُ علي ألفي. مثلُ: ينْأَي-مَأْتم.
الحالاتُ الشّاذةُ للهمزةِ المتوسّطةِ: هيَ الحالاتُ التي لا تخضعُ الهمزةُ المتوسّطةُ في كتابتِها للقاعدةِ السّابقةِ.
1-إذا جاءت الهمزةُ المتوسّطةُ مفتوحة بعد ألف ساكنة تكتبُ علي السّطرِ.مثل: عباءَة- قراءَة.
2-إذا جاءَت الهمزةُ المتوسّطةُ مفتوحة بعدَ واو ساكنة تُكتبُ علي السّطرِ. مثلُ: مروءَة- سموْءَل.
3-إذا جاءَتِ الهمزةُ المتوسّطةُ مفتوحة بعدَ ياء ساكنة تُكتبُ علي نبرة. مثلُ: هيْئَة- ييْئَس.
4-إذا جاءَتِ الهمزةُ المتوسّطةُ مضمومة بعد ياء ساكنة تُكتبُ علي نبرة. مثلُ: ميْئُوس