"كامل العدد" لافتة أصبحت تعلق حالياً علي عروض البيت الفني للمسرح المصري خصوصاً في أيام عيد الفطر أو عيد الأضحي الذي يشهد كل منهما ازدحاماً في دور المسارح وباقي شهور السنة مما يجعلنا نتساءل عن دلالة هذه الافتة وما الغاية من استخدامها ومن ثم توجهنا بهذا التساؤل إلي ممثلين ومخرجين ونقاد الحركة المسرحية فماذا كانت إجاباتهم؟! يقول الفنان حسن يوسف مدير عام المسرح القومي للطفل: لافتة "كامل العدد" التي تعلق علي المسرحية التي نعرضها يقصد بها أن المسرحية تلقي إقبالاً كبيراً من الجمهور. ومن ثم يتحقق الهدف من تعليق هذه اللافتة في إقبال الناس علي مشاهدة عرض هذه المسرحية مثل ما حدث مع مسرحية "سنووايت" بطولة مروة عبدالمنعم التي عرضت مؤخراً علي مسرح عبدالمنعم مدبولي. المقاعد محجوزة يضيف الفنان يوسف إسماعيل مدير عام المسرح القومي: استخدام لافتة "كامل العدد" علي العروض المسرحية للتأكيد علي أن مقاعد المسرح محجوزة كلها وفي نفس الوقت تعد هذه اللافتة مؤشراً علي إقبال الناس علي مشاهدة المسرحية لجودتها الفنية والمعالجة الدرامية المتميزة. في حين يؤكد د. مصطفي سليم رئيس قسم الدراما والنقد الفني بأكاديمية الفنون أنه إذا كانت دلالة هذه اللافتة حقيقية وليست افتعالاً من مديري المسارح للتأكيد علي عودة الجمهور للمسرح فهذا مكسب كبير لأن المقاومة الحقيقية لكل أشكال التطرف الفكري تأتي عندما تمارس القوي الناعمة دورها الحقيقي وتصل رسالتها للجماهير. وهذا ما افتقدناه منذ فترة الثمانينيات والستينيات من القرن الماضي. ويمكن تأصيل هذه الظاهرة الإيجابية بعام 2014 الذي شهد عودة الجمهور للمسارح ونؤكد ذلك بافتتاح المهرجان القومي للمسرح عام 2015 بعرض استعراض يعلن عودة المشاهدين للمسرح وبالتالي ما يحدث الآن نتيجة طبيعية لعودة الناس للمسرح. تؤكد د. نبيلة حسن وكيل المعهد العالي للفنون المسرحية أن ظاهرة "كامل العدد" ترتبط بمقدرة المسرحيين علي تغيير أسلوب الدعاية الورقية بدعاية "الميديا" ومواقع "الإنترنت" حيث نجح هؤلاء المسرحيون في إثبات مقدرتهم علي استهداف المثقفين وطلاب الجامعات الذين يحبون المسرح وأعتقد أن هذا هو السبب الجوهري في إقبال الناس علي المسارح خاصة بعد إغلاق معظم عروض مسارح القطاع الخاص. مسارح الدولة الناقد المسرحي أحمد خميس يري أنه حينما تعلق مسارح الدولة لافتة "كامل العدد" والمسرح فارغ من الداخل فإن المسئولين يرتكبون كذبة غير مبررة وأستطيع القول إنني تأكدت من صحة استخدام "كامل العدد" في عدد من عروض البيت الفني للمسرح مثل عرض مسرحيات "يوم أن قتلوا الغناء" و"قواعد العشق الأربعين" و"سنووايت" و"روح" فهذه العروض رغم أنها لا تعتمد علي نجوم الصف الأول جذبت أطيافاً مختلفة من الجماهير لفن المسرح وإذا أضفنا لهذه العروض مسرحية "ليلة من ألف ليلة" للنجم الكبير يحيي الفخراني يمكننا أن نصدق ذلك. أما المخرج محمد عمر فيقول: - المعمول به الآن في مسارح الدولة من استخدام لافتة "كامل العدد" يعد خداعاً وسلباً لوعي المشاهدين. حيث ان أغلب عروض هذه المسارح لا تشهد ازدحاماً حقيقياً من الجماهير علي قاعات العرض المسرحي لمشاهدتها. ومن الواجب أن تقوم الأجهزة المختصة بعمل دعاية غير مباشرة لجذب الناس للمسارح مثل أن يقف فريق عمل مسرحية ما علي باب المسرح لجذب الناس لمشاهدة هذه المسرحية. د. محمد عظيمة استاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون يذكر أن: - هناك مسرحيات جيدة مثل عروض المسرح القومي للطفل. ولكن أغلب الأعمال الفنية لمسارح الدولة أصبحت تعتمد علي ممثلين ومخرجين من خارج البيت الفني وتعلق علي أعمالهم "كامل العدد" ومن المفترض أن تستوعب هؤلاء الفنانين الهواة هيئة قصور الثقافة بدلاً من مسارح الدولة مع الاعتبار أنني لست ضد هؤلاء الهواة ولكن أريد المحافظة علي مسرحيات الدولة بأبطالها المحترفين أعضاء نقابة الممثلين.