شهدت جميع مسارح الدولة بمحافظتي القاهرة والإسكندرية، إقبالاً جماهيريًّا لافتًا خلال أيام عيد الفطر المبارك، ما دفع المسارح لرفع لافتة "كامل العدد" على حفلاتها. واستقبل البيت الفني للمسرح جمهور العيد ب 14 عرضًا مسرحيًّا، بإيرادات تخطت ال 150 ألف جنيه في الليلة الواحدة، بمشاركة أكثر من 500 فنان يعملون بهذه العروض، بالإضافة إلى عددٍ من نجوم المسرح المصري أبرزهم أحمد بدير، وحنان مطاوع، وسامح حسين، ومحمد شرف، وغيرهم. وقال الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، في تصريحات ل"التحرير"، الأربعاء: "هذا هو العام الثاني الذي ترفع فيه قاعات مسرح الدولة لافتة كامل العدد"، موضحًا أنَّه يحاول استغلال هذا النجاح عن طريق تكثيف الدعاية حتى يظل هذا الإقبال على مدار العام. وأضاف: "البيت الفني اهتم أن يكون هناك منتج مسرحي جيد، فالجمهور لن يعود إلى المسرح إلا إذا قدمت له سلعة جيدة، وكان همي الأكبر أن أصنع مسرحيات جيدة، وصلنا إلى مرحلة متقدمة وأرى أنَّ الشباب الموجودين حاليًا يقدمون مسرح أقوى من مسرح الستينات، لأنه مسرح متنوع ولكن ينقصنا أن تهتم الدولة بالدعاية، كان هدفي في الأول أن أجذب الجمهور إلى المسرح وهذا تم بالفعل، ولكن لن أستطيع أن استكمل هذا النجاح بمفردي، دون دعم الدولة، احتاج مساعدات من الوزارة والمحافظات وأجهزة الدولة في توفير دعاية قوية". وقال المخرج المسرحي الدكتور عمرو دوارة: "الإقبال الجماهيري الكبير على مسرح الدولة خلال هذا العيد استثناء وليس قاعدة، مسرح الدولة يقدم حاليًا مجموعة من العروض المتميزة جدًا، مسرح الدولة للأسف خلال السنوات الماضية، قدم عروضًا بعيدة عن الجمهور ولكن بفضل بعض مديري هذه المسارح وجهد شباب المخرجين نجحوا في تقديم بعض العروض المتميزة فنيًا وهذا يثبت أن العملة الجيدة تفرض نفسها، كما أنَّ القطاع الخاص اختفى تمامًا من المسرح لأنه يهدف إلى الكسب المادي وأصبحت كل محاولاتهم في القنوات التليفزيونية ولا يوجد سوى فرقة واحدة تقدِّم عروضها كقطاع خاص، وقيمة تذاكر القطاع الخاص في ارتفاع مستمر وأعلى من قدرات المواطن المصري". وذكر الناقد المسرحي ناصر العزبي: "الإقبال على المسرح غير مرتبط بمناسبة الأعياد ولكنها بداية لتفهم الجماهير احتياجها للثقافة ولزيادة الوعي والحاجة إلى الترفية، والجمهور بالفعل يحتاج إعادة النظر إلى نفسه من منظور آخر، الثقافة لها تأثير غير مباشر، الحالة التي تعيشها البلد لها دور في توجيه الناس نحو تذوق الفنون ، إذا استقر المجتمع ماديًا واجتماعيًا تضاعف الإقبال على المسرح و السينما".