في مسيرة الحياة يواجه الإنسان الكثير من أنواع الابتلاء وقد يتخلي الصبر عن بعض البشر وبالتالي تزداد العقبات وتتعدد المشاكل.. لكن أهل الإيمان يتمسكون بالصبر ويرفعون أكف الضراعة إلي الحق تبارك وتعالي أن يلهمهم التوفيق في مواجهة الكرب والشدائد والاستمرار في الصبر وقوة الاحتمال.. لا يحيدون عن هذا الطريق.. فالصبر والنداء إلي الله ديدنهم ويتخذون من الأنبياء القدوة والنموذج.. يتأملون المواقف التي تعرض لها الأنبياء في مسيرتهم فتزداد أنوار الإيمان في قلوبهم وبالتالي تزداد قوة الاحتمال لديهم والصبر ويظل الصبر وسيلتهم الدائمة لعل الله يجعل بعد عسر يسرا طريق مليء بالأشواك والعقبات ولا سبيل إلا الصبر أمام سائر البشر والأنبياء قدوة ونموذج في قوة الاحتمال والصبر في مواجهة أي شدائد فها هو سيدنا أيوب عليه السلام حين أصابه الضر كان نداؤه إلي رب العباد لكي يرفع عنه هذا البلاء "وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" وقد كانت نتيجة هذا الصبر تبشر برفع الضر عن سيدنا أيوب صلي الله عليه وسلم "فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين" [84 الأنبياء]. تلك هي نتائج الصبر المبهرة التي تجعل أهل الإيمان يتمسكون دائماً بطريق الأنبياء فيتجلي الله عليهم برحماته وهناك من الأنبياء من أشارت إليهم آيات القرآن الكريم "وإسماعيل وادريس وذا الكفل كل من الصابرين وادخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين" [86 الأنبياء]. انها الطريق الذي لا يحيد عن سلوكه الأنبياء فها هو سيدنا يونس حين ضاق به الكرب لجأ إلي الحق تبارك وتعالي "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" نداء صدر من هذا النبي وهو في بطن الحوت وتلك هي الظلمات التي أشار إليها رب العالمين والدليل علي ذلك قول ربنا في سورة الصافات. "وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلي الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحضين. فالتقمه الحوت وهو مليم. فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلي يوم يبعثون. فنبذناه بالعراء وهو سقيم. وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وأرسلناه إلي مائة ألف أو يزيدون. فآمنوا فمتعناهم إلي حين" الآيات من 140. 148 الصافات. تلك الحقائق تتجلي أنوارها في صدور أهل الإيمان فيترسمون طريق هؤلاء الأنبياء الذين تحملوا أقسي أنواع الابتلاء ولم يكن بد من التمسك بالصبر وكان النداء إلي رب العباد بثبات وقوة يقين وكانت الاستجابة من رب العالمين. تمت نجاة سيدنا يونس المسبح بحمد الله. وكان الانقاذ من رب العباد وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون". الطريق واضح أمام أولي الأبصار.. الصبر ثم الصبر إذ استحكمت الأمور وتشابكت الأسباب فأهل الإيمان يلجأون إلي الصبر مع استمرار النداء إلي الله أن يرفع عن كاهلهم هموم ما يتعرضون له من مشاكل وعقبات ولا يتوقفون عن النداء لله قائلين ربنا ارفع الهم والغم وانزل علينا سكينة من عندك يطمئن بها القلب ويرتاح بها الخاطر. الأمر كله بيدك سبحانك تقول للشيء كن فيكون. ألسنتهم تلهج بنداءات الأنبياء. عسي الله أن يكشف الكرب وينهي تلك الهموم ألسنتهم تردد : يا ربنا كما استجبت لنداء سيدنا يونس ونجيته من الغم. كن معنا يا ربنا حتي نجتاز تلك العقبات التي تعرضنا لها. وهكذا دائماً الأنبياء قدوة ونموذج لسائر البشر. فمن يسلك طريقهم يكن التوفيق حليفه. ومن يعرض فأمره مفوض لله سبحانه وتعالي. وليتنا ندرك تلك الامثال التي ضربها لنا ربنا سبحانه وتعالي في القرآن الكريم وكذلك أخلاق واداب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتعاملاته مع المختلفين معه. هدانا الله سبحانه وتعالي إلي الطريق المستقيم وبالله التوفيق.