بدأ العد التنازلي لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام المخلوع ورموزه.. فهل تستطيع حكومة تسيير الاعمال إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد الشهر القادم حيث تتم الجولة الأولي يوم 28 نوفمبر؟! السؤال يفرض نقسه في ظل ما تشهده الشوارع من حالات عنف وانفلات أمني وتصريحات نارية تؤكد أن البعض يريدها انتخابات دموية حيث سمعنا من يقول: "الفلول اللي هتطلع من الحفرهاندفنها في مكانها".. وغيره يردد: "سنقاتل الفلول من شارع لشارع". هذه اللغة التي تحمل طابع الدم لا نريدها ولا نرغب في أن تكون الحاكمة.. خاصة بعد أن تخلصنا من النظام الذي استبد بالرأي ووضع خصومه في السجون والمعتقلات وتفنن في تلفيق الاتهامات وانشغل بالأمن السياسي علي حساب أمن وأمان الشعب وصدعنا كثيراً بكلامه الموتور بأننا غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية وكان يتفنن في تزوير إرادة الأمة تارة بالمنع من الترشيح وأخري بتغيير النتيجة لصالح من يريد من زبانيته وثالثة بعدم الاعتراف بأحكام الطعن التي تكشف عمليات تزوير فاضحة لصالح نواب تحت قبه سيد قراره. والنتيجة كانت تفشي السلبية لدي الناخبين في غالبية الدوائر.. وكانت الجملة الشائعة ولسان حال الناس يقول :"انتخابات ايه اللي نشارك فيها.. الحكومة هتعمل اللي هيه عايزاه". وبعيداً عن هذه التصريحات التي تحمل طابع الغرور والتعالي والعنترية وتحاول فرض ديكتاتورية جديدة بدلاً من ديكتاتورية مبارك ووصاية بدلاً من وصايته التي بلغت مداها بالاعداد لسيناريو توريث الحكم.. وكأن الشعب كم مهمل لا احترام لارادته في اختيار من يريد. بعيداً عن كل ذلك نقول: الآن تغير المشهد علي الساحة تماما ورأينا إقبالاً غير مسبوق علي الترشيح "فردي وقوائم" من أحزاب وائتلافات يتوه المرء في حصرها ومن مستقلين.. إلخ. فلماذا لا تتعاون كل القوي والاتجاهات.. إن كنا نريد للثورة الانطلاق وحصد المكاسب التي طالما حلمنا بها وبعيداً عن الاستبداد بالرأي ومصادرة حقوق الآخرين في التعبير عن أنفسهم حتي ولو كانوا قلة حاقدة.. بتغيير النظام المخلوع.. علي أن تتم المنافسة بين برامج وأفكار ورؤية لمستقبل أفضل حتي يستطيع الناخب أن يفرز النواب الذين يريدهم للمرحلة الجديدة بعيداً عن أساليب البلطجة بأنواعها أو استخدام سلاح المال لشراء الاصوات. نعم نكشف من أفسدوا الحياة السياسية ومن تلاعبوا بنا بالحق والمنطق ونقارع الحجة بالحجة والرأي بالرأي ولا نصادر علي حق أحد. مصر تستطيع تقديم تجربة ديمقراطية فريدة عندما نتيح هذا المناخ الجيد.. وعندما تخرج جموع الناخبين للادلاء بأصواتهم ولا يحجمون عن الذهاب إلي اللجان تحت أية دعاوي أو مبررات. ولعلنا نذكر أن المشاركة في شهر مارس الماضي علي التعديلات الدستورية وصلت إلي 40%.. فلماذا لا تكون في انتخابات البرلمان 90% وأكثر من ذلك.. بشرط إعداد خطة طوارئ للحماية في المناطق الساخنة والصعبة والقيام بحملات لضبط الاسلحة غير المرخصة والقبض علي الخارجين علي القانون لضمان إبعادهم عن العملية الانتخابية. وبالطبع فالامر يستلزم مضاعفة قوات الشرطة ولا مانع من الاستعانة بالجيش أمام اللجان لتحقيق الهدوء وإعطاء الشعور بالأمان للجميع وحتي نفوت الفرصة علي الراغبين في جعلها انتخابات دموية ولا ندري ما الهدف من هذه التلويحات والتهديدات التي تهدم ولا تبني لأنها ببساطة تغرس في النفوس أن البلطجية يستعدون لمهمة كبيرة أمام لجان الانتخابات وبالتالي تلزم الغالبية الصامتة بيوتها يوم الانتخابات خشية تصاعد الأحداث.. وتظل الاقلية المنظمة هي المسيطرة علي مجريات الأمور فنستبدل ديكتاتورية بأخري ولا تتعدد الاراء تحت القبة لتعبر عن طموحات أطياف الامة وبالطبع يظل حالنا يقول: "وكأنك يا أبوزيد ماغزيت"!! لقطات ** البلطجية يحتلون "6 أكتوبر" * هأ.. والفلول يحلمون باحتلال "25 يناير" ** مركز "جالوب أبوطبي" في دراسة حديثة يؤكد: 38% من المصريين يشعرون بالأمان. * بالعكس.. كل المصريين يرددون أمان ياربي أمان. ** وكالات الأنباء: تم دفن القذافي "سراً" في الصحراء. * سبحان الله.. قبل ذلك تم ضربه وسحله والتنكيل به "جهراً" في الشوارع. ** المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم "شعبولا" يدعم عمر موسي انتخابيا بقناة فضائية. * يا حلاوه يا أولاد.. أي .. ي .. ي.. ه! ** محافظ الجيزة: زبال المنازل يعود للجيزة. * علي الفور هتف الشعب الجيزاوي: بالاحضان يا حبيبنا ياغايب.. بالاحضان. ** من أقوال أنيس منصور: لا تغلق الباب الذي بينك وبين الناس.. فقد تعود اليه. الفرق بين شروق الشمس وغروبها.. كالفرق بين واحدة سوف تتزوج وواحده قد تزوجت. العذاب في الدنيا ألوان: الحب والزواج والأولاد والاصدقاء.. والجيران.